Post: #1
Title: فن القيادة: بين الحكمة والدهاء كتبه آدم أبكر عيسى
Author: ادم ابكر عيسي
Date: 07-23-2025, 08:08 PM
08:08 PM July, 23 2025 سودانيز اون لاين ادم ابكر عيسي-السودان مكتبتى رابط مختصر
صدى الوطن....
في عالم مليء بالتعقيدات وتباين الآراء، يظهر القائد الملهم كالنجم الذي ينير البحار المظلمة. فهو ليس مجرد شخص يمسك بزمام الأمور، بل هو شخص يمتلك القدرة على قراءة الأحداث واستشراف المستقبل بمهارة. إن القائد الحقيقي يتميز بذكائه وحكمته في إدارة الأمور، مما يمكّنه من تحقيق أهدافه دون إحداث شقاق بين أتباعه.
إن فن القيادة يتطلب أكثر من اتخاذ قرارات سريعة أو فرض السلطة. فالقائد البارع يعرف تمامًا أن لكل موقف خصائصه، وأن استخدام نفس الأسلوب في التعامل مع كل المواقف قد يفقده هيبته. كما يقول المثل: "ليس كل ما يلمع ذهبًا"، فالتكرار بلا تنوع قد يجعل الأمور تفقد مغزاها. الحكمة تكمن في التنوع وقدرة القائد على اختيار الأداة المناسبة لكل موقف.
عندما يأتي الأمر للأزمات، على القائد أن يكون قادراً على التكيف. فليس دائماً ما يتطلب الأمر ضوضاء أو صياح؛ أحيانًا يكون الهدوء والتفكير العميق هما الحل. لكل مقام حديث، ولكل وقت أسلوبه. القائد الذكي هو من يستطيع قراءة الأجواء وتحديد الطريقة المناسبة للتواصل مع شيعته، سواء كان ذلك بالكلمات المباشرة أو بإرسال رسائل رمزية.
وعندما يغيب العقل، تترك الحكمة، ويصبح الأمر مجرد سخرية. القرارات المتخذة بعاطفة اللحظة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، وتفقد القائد مصداقيته بين الناس. لذا ينبغي له أن يتحلى بالهدوء والرزانة، وأن يعزز علاقاته مع الآخرين من خلال تواصل فعّال واستماع جيد.
القيادة ليست مجرد وظيفة أو دور يُؤدى، بل هي فن يحتاج إلى مهارات متعددة ومعرفة عميقة بالنفس وبالآخرين. عندما يوفق القائد بين الحكمة والدهاء، يصبح قادرًا على توجيه الأمور نحو النجاح دون أن يفقد احترام الناس وثقتهم.
يمكننا القول إن القائد الملهم هو من يدير الأمور بحنكة وذكاء، متجنبًا الفخاخ التي قد تؤدي إلى فقدان الحكمة. ليكن تنوع الأساليب والأدوات دائمًا جزءًا من جعبة القائد، وليكن مستعدًا للتكيف مع الظروف المتغيرة، لأن القيادة الحقيقية تتطلب أكثر من قوة؛ إنها تحتاج إلى رؤية وفهم عميق لطبيعة الحياة والعلاقات الإنسانية.
|
|