Post: #1
Title: الإقصاء الصامت- عنصرية النظام الإعلامي العربي ضد الوجوه الأفريقية 3
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 07-22-2025, 10:11 PM
10:11 PM July, 22 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
في أروقة المؤسسات الإعلامية العربية الكبرى، حيث تُرفع شعارات "التعددية والتنوع"، تتجذّر عنصرية ناعمة، مُمنهجة، لا تُعلن عن نفسها بوضوح، لكنها تفعل فعلها في صمت: تُقصي الصحفيين من أصول أفريقية وتحولهم إلى مجرد ديكور رمزي، بلا تأثير حقيقي في غرف التحرير أو مراكز اتخاذ القرار.
١. خرائط الهيمنة: من يملك الصوت؟ المؤسسة الواقع القيادي التمثيل الأفريقي قناة العربية سيطرة سعودية/خليجية مطلقة غياب تام لمذيعي الذروة سكاي نيوز عربية هيمنة إماراتية/مشرقية شعارات تنوع بلا تطبيق فعلي الجزيرة قطرية/مشرقية في المناصب العليا تمثيل رمزي محدود (مثال: طارق عمر)
المفارقة المؤلمة: يُسمح للسودانيين والصوماليين والموريتانيين بتغطية النزاعات والكوارث، لكن يُمنعون من صياغة السياسات التحريرية المتعلقة بتلك التغطيات. الأفريقي موجود، لكن كحامل كاميرا لا ككاتب رؤية.
٢. آليات الإقصاء: كيف يُمنع الأفريقي من الصعود؟ الإقصاء لا يُمارَس صراحة، بل يُدار بأدوات ناعمة وفعالة:
ثقافة "العروبة البيضاء": الهوية العربية تُختزل في الملامح الشامية/الخليجية، وتُقصي السمرة كشيء "دخيل".
اقتصاد الولاء: الإعلام يُدار كذراع دعائية لدول التمويل، ما يجعل أبناء تلك البيئات مرشحين "عضويين" للثقة والتحكم.
الصورة النمطية السامة: يُربط الانتماء الأفريقي بالهامشية وقلة الكفاءة في "الشؤون العربية الكبرى".
شبكات المحسوبية: التوظيف في المناصب العليا تحكمه علاقات داخل نخب مغلقة، يصعب على "الغرباء" اختراقها.
٣. الخوف المزدوج من تمكين الوجوه الأفريقية الخوف الظاهر الخوف الحقيقي تغيير السرديات زعزعة أسطورة "نقاء العروبة" نقد سياسات التمويل كشف تاريخ العبودية العربي تسليط الضوء على العنصرية إثبات التداخل الديموغرافي العربي-الأفريقي
الإعلام العربي يوظّف أفريقيا سياسيًا حين يحتاجها كورقة ضغط (سد النهضة، أزمات الساحل، الهجرة)، لكنه يُنكرها ثقافيًا ومهنيًا داخل غرف الأخبار.
٤. الاستثناء الذي يُكرّس القاعدة الجزيرة: ظهور محدود لمذيعين سودانيين في برامج غير رئيسية، دون أي قيادة تحريرية أفريقية.
السودان 24 وأمثالها: قنوات أفريقية الهوية والتمويل، لكنها خارج دائرة الاعتراف العربي المركزي.
التغطيات الرياضية: الأفارقة يُستدعون فقط عند كأس الأمم، لا أكثر.
٥. النتائج: ما بعد الإقصاء تفريغ العروبة من مضمونها الحضاري: تحوّلها من هوية ثقافية إلى عرقية مُغلقة.
أزمة مصداقية: كيف يُعقل تغطية أزمة دارفور دون وجود صحفي سوداني في فريق التحرير؟
تغذية التطرف: حين يُقصى الصحفيون الأفارقة، يلجأ بعضهم إلى منصات بديلة، وقد تحمل تلك المنصات خطاب كراهية مضادًا.
٦. هل من ملامح للتغيير؟ مؤشرات خجولة ما المطلوب؟ ظهور وجوه أفريقية في برامج رياضية ضغط حقوقي دولي على المؤسسات الإعلامية منصات جديدة مثل "نيوميديا" ثورة جيلية داخل الجسم الصحفي العربي استضافة خبراء أفارقة دعم قنوات أفريقية ناطقة بالعربية
*لن يتغير المشهد الإعلامي العربي بقرارات فوقية أو شعارات براقة، بل بثورة وعي حقيقية. حين يُدرك المشاهد العربي أن وجهه الحقيقي يحمل ملامح أفريقية وحين يرفض الصحفيون أن يكونوا "كواليس" في مسرح التمثيل العرقي، عندها فقط سيُعاد تعريف "العروبة" بما يليق بتاريخها وموقعها الجغرافي والإنساني. الإعلام العربي لن يُصبح عربيًا حقًا إلا إذا احتضن أفريقيا بوجوهها وأصواتها، لا بأزماتها فقط.
|
|