لماذا نكره سيادة الرئيس ؟ كتبه د.فراج الشيخ الفزاري

لماذا نكره سيادة الرئيس ؟ كتبه د.فراج الشيخ الفزاري


07-22-2025, 01:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1753186908&rn=0


Post: #1
Title: لماذا نكره سيادة الرئيس ؟ كتبه د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 07-22-2025, 01:21 PM

01:21 PM July, 22 2025

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر



وحتي لا يذهب تفكيركم لبعيد...فالرئيس المعني في هذا العنوان هو عدم أعترافنا ،نحت السودانيين، بمبدأ الرئاسة من حيث هي سلطة تسلطية ولو كانت بالقانون.
الشخصية السودانية،بطبعها المكتسب، تكره الاستعلاء وإملاء الأوامر والتعليمات،ولا تذعن للتوجيهات الصارمة المباشرة وتعتقد بأنها هي الوحيدة المقصودة بذلك مما يحدث تشوها معرفيا ينتج عنه سلوكا عدائيا يضر بمصلحته والآخرين..
الشخصية السودانية، في أغلب المواقف، تخلط ما بين العلاقات الخاصة والعلاقات الرسمية عندما يكون المسئول من الأقارب أو الأصدقاء..والقليل منا من يحافظ علي تلك المسافة المفترض وجودها بين الرئيس والمرؤوس.
الشخصية السودانية، تعتقد أن إظهار الاحترام والتقدير للمسؤول ،فيه انكسار لمقامها الكريم..وتعتقد
بأن الانصياع للتعليمات فيه شيئ من تقليل القيمة...والأمر مختلف الي حد كبير في القوات النظامية التي تحكمها القوانين الصارمة منذ أن كان منسوبيها في مرحلة التدريب..
ولهذا نجحت الإدارة العسكرية في ضبط المنظومة المؤسسية بينما فشلت الإدارة المدنية في ذلك..وهذا هو التفسير المنطقي لتلك المقولة الشهيرة التي كان يرددها الانجليز عند مغادرتهم للسودان بأنهم قد تركوا فيه أدارة مدنية فريدة (Second to none)..والسبب أن الإدارة الانجليزية المستعمرة، يستوجب عليها ضبط الأمور وأن تكون بتلك الصرامة في التعامل مع الكوادر المساعدة ..وإلا انفرط وتشتت عقدها و فقدت هيبتها كسلطة حاكمة.
وقس الأمر علي جميع المستويات..في الوظائف والممارسات المدنية ..في المؤسسات التعليمية حيث التنمر الطلابي..في المكاتب الحكومية حيث كثرة الغياب والتذمر والتأفف من الأوضاع.. وعدم احترام الرئيس الفرعي حيث يوجد من هو ارفع مكانة ويحل الاشكاليات ..وحتي في الأندية الر ياضية ..فهناك الكتل الشللية وتمرد الأعضاء.. وتمرد المشجعين علي النظم والترتيبات و الضوابط في الميادين والاستادات.
إن الاعتراف بالمسؤولية التراتبية شيء لابد من تحقيقه بقوة القانون..بغض النظر عن من يشغل تلك الوظيفة .. الانضباط الإداري و معرفة الحقوق والواجبات الوظيفية هو المدخل الرئيسي الذي يجب أن يعبره الجميع إذا أردنا الإصلاح المؤسسي..
نعم هناك ، العشرات والعشرات من العوائق والتحديات التي تعرقل حركة الإصلاح ولكن علي الدولة السودانية أن تعي خطورة هذه الظاهرة السالبة في المجال الإداري بل الضبط الاجتماعي بشكل عام. .فالاعتراف بوجود المشكلة هو أولي خطوات الحل..وعلي العلماء والخبراء و أساتذة الجامعات ، البحث عن حلول علمية ذات خطوات اجرائية..توقف الظاهرة ...ووضع أسس ومعايير تتوافق وطبيعة الشخصية السودانية متقلبة المزاج خاصة عندما يتعلق الأمر بالرئيس والمرؤوس.
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]