Post: #1
Title: حين تشتبك الهُوية والسياسة في الأثير-سردية الحمدابي وعزام#
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 07-21-2025, 10:29 PM
10:29 PM July, 21 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
أصواتٌ تعبُر بريَّة الضجيج في فضاء إعلامي سودانيٍّ يتأرجح بين الانحيازات الحادة والأصوات المبتورة، يبرز كل من الشريف الحمدابي وعزام عبد الله كقطبين متوازيين في خارطة التأثير. كلاهما لا يدّعي الحياد، بل يمارس الانحياز عن وعي لكن بتوجهات متباينة: أحدهما يستدعي الرمزية الدينية والتاريخية، والآخر يغوص في تفاصيل اللحظة وصخبها. لكن، هل يبقى هذان الصوتان كافيين لقراءة الواقع السوداني المعقد؟ ولماذا لا تملك باقي الأصوات نفس الصدى، رغم ما تحمله من مهنية أو جرأة؟ هنا تكتمل الصورة حين نضع الحمدابي وعزام في مرآة الآخرين، في مشهد إعلامي يبحث عن التأسيس لا مجرد التجاذب. الأصوات في مرآة التناقض السوداني فيما يلي مقارنة مركّزة بين أداء الثنائي المحوري (الحمدابي / عزام) ومجموعة مختارة من الإعلاميين والمؤسسات، في محاولة لتفكيك أثرهم ومواضع القوة والقصور:
الصوت الاتجاه نقاط القوة نقاط الضعف المقارنة بالثنائي درة جامبو نقد ثوري جريء تحقُّق دقيق، توازن في زمن الاستقطاب محدودية الانتشار خارج النخبة أكثر رصانة من عزام، أقل تأثيرًا من الحمدابي محمد اللافي تحليل سياسي عميق الربط التاريخي، تجاوز الثنائيات العقيمة غياب الحضور البصري المؤثر أكثر عقلانية من عزام، لكن دون جماهيرية الحمدابي هند حسين مهنية محايدة نزاهة رفيعة، أسلوب لغوي أنيق حياد قد يتحول إلى برودة نقيض عزام: رفض العاطفة لصالح الموضوعية الطاهر أبو حصيرة خطاب حكومي تقليدي دراية بالمؤسسات العسكرية تكرار رسائل السلطة، انعدام الروح النقدية نسخة باهتة من الحمدابي، بلا خطاب تعبوي إذاعة دبنقا إعلام معارض مؤسسي استقصاءات قوية، تمثيل مهمّشي البلاد وصول محدود داخل السودان النموذج الجماعي الذي ينقص الحمدابي وعزام
تشخيص جريح: الداء خلف تنوع الأصوات رغم هذا التنوع، ثمة أوجاع عميقة تُضعف أثر هذه الأصوات جميعًا -طغيان الفردانية: يغيب الأداء المؤسسي، فتحمل الشخصيات الإعلامية وحدها عبء التأثير. انقسام السرديات: لا حوار بين خطاب الهُوية الدينية (الحمدابي) والتحليل السياسي العقلاني (اللافي وعزام). ضعف المهنية: لا وجود لمواثيق سلوك واضحة أو رقابة مهنية محترفة. استبدال الحقيقة بالصدى: كثير من الإعلاميين يرددون ما يرضي جمهورهم، لا ما ينبغي كشفه. نحو صحافة سودانية: ثلاث جسور للخلاص ما يحتاجه الإعلام السوداني اليوم ليس خطابًا جديدًا، بل بنية جديدة تبني على التعدد وتدير اختلاف الأصوات:
الجسر المضمون النموذج جسر المؤسسية تحويل الأصوات الفردية إلى كيانات تتعاقب عليها الأجيال إذاعة دبنقا – شبكة "ترياق" جسر التكوين تدريب حقيقي على التوثيق، الأخلاق، التحليل المنهجي مبادرة "إعلاميون بلا قيود" جسر التكامل دمج رمزية الحمدابي، وجرأة عزام، مع وعي اللافي ومهنية هند برنامج "الجذور والهوام" (سابقًا)
سردية لا تكتمل إلا باختلافها إن سردية الحمدابي وعزام، رغم التناقض، تُشكّل نسيجًا سودانيًا صاخبًا لا يمكن كبحه أو توجيهه بمزاج واحد. كلٌّ منهما يحفر في ذاكرة الناس بشفرة مختلفة: أحدهما بالمقدّس، والآخر بالواقع العاري. لكن السودان لا يحتاج إلى ثنائية قطبية جديدة، بل إلى مشهد إعلامي يحول هذا الاختلاف إلى معمار نقدي جماعي. الأسئلة الكبرى لا يجيب عليها صوت واحد.
*عندما يصمت السياسيون، يتكلم الإعلاميون. وعندما يخيّب الإعلام الظن، يخرج الشعب من الأزقة والمساجد والمقاهي ليعيد كتابة الحقيقة، لا كخبر عاجل… بل كقائد وملهم للشعب والعمل الجماعي .
|
|