السودان بين رهان الوطن ورؤى الخارج: بوصلة السلام المعقدة كتبه آدم أبكر عيسى

السودان بين رهان الوطن ورؤى الخارج: بوصلة السلام المعقدة كتبه آدم أبكر عيسى


07-21-2025, 10:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1753132229&rn=0


Post: #1
Title: السودان بين رهان الوطن ورؤى الخارج: بوصلة السلام المعقدة كتبه آدم أبكر عيسى
Author: ادم ابكر عيسي
Date: 07-21-2025, 10:10 PM

10:10 PM July, 21 2025

سودانيز اون لاين
ادم ابكر عيسي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




*صدى الوطن .. *

في قلب السودان، حيث تتعانق الآلام مع الآمال، وحيث الصراع ينقش نفسه في تفاصيل الحياة اليومية، تظهر جهود دولية جديدة كبلسم يأمل البعض أن يضع حداً للاحتقان. وفي هذا السياق، يطل علينا السيد مسعد بولس، المبعوث الأمريكي لأفريقيا، ليخبرنا أن "اللجنة الرباعية" تتوسع لتشمل بريطانيا وقطر، إلى جانب أمريكا ومصر والسعودية والإمارات. يبدو أن هناك من يعتقد بأن "الوقت قد حان" لوضع حد لهذا النزيف الإنساني، الذي أصبح مثله مثل وفاة أحد أبنائنا، يؤثر على الجميع، حتى الذين يعيشون بعيداً عن قلب العاصفة.

لكن خلف تلك التصريحات الدبلوماسية المتفائلة، نجد تساؤلات تتطلب التفكير. لماذا تعود التحركات الأمريكية الآن، بعد أن سقط "منبر جدة" في امتحان الفشل، ليصبح ذكرى من الماضي؟ وهل هذه الرباعية الجديدة تمثل بوصلة حقيقية نحو السلام، أم هي محاولة لإعادة ترتيب الأوراق بما يتناسب مع مصلحة من هم بعيدون عن أرض الواقع السوداني؟

صوت الشارع السوداني يحمل مرارة تجارب سابقة؛ فالبعض يرى في هذه الرباعية جزءًا من الأزمة نفسها، التي ساهمت في اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023. وهناك من يلومها على عدم قدرتها على إيجاد تسوية سياسية، أو دعمها لأطراف دون أخرى، وكأنها تفضل أحدهم لدوره في المسرحية بدلاً من خدمة النص. كما أن وجود الإمارات في هذا المشهد يزيد من حيرة البعض، حيث يراها البعض بأنها تلعب دور العراب للصراع.

بالنظر إلى تفتت القوى السياسية السودانية نفسها، وكأنها أحجية من قطع مختلفة، فهل يمكن الوثوق بمصالح هذه الرباعية لتحقيق السلام؟ نتساءل: هل يمكن أن نصل إلى حل يرضي الشعب السوداني، ويؤسس لجيش وطني موحد، ويمنع عودة الحرب، أم أن الأمر مجرد إعادة إنتاج نفس الأدوات القديمة ولكن في ثوب جديد؟

الحقيقة أن السلام الحقيقي في السودان لن يتحقق إلا إذا جاء من إرادة وطنية صادقة، تتجاوز الضغوط الخارجية وتبني جسور المصالحة بين أبناء الوطن الواحد. البوصلة الحقيقية للسلام ليست التي تشير إليها الأطراف الخارجية، بل هي تلك التي تنبع من عمق وعينا الوطني المشترك، وتعلي من قيم العدل والوحدة، مع الحفاظ على كرامة السوداني. يبقى السؤال: هل ستساعد هذه الجهود الدولية في إحياء صوت العقل السوداني، أم ستضيف تعقيدات جديدة على اللوحة الفنية المليئة بالتوترات؟ ولا أحد يعرف، إلا الأيام التي ستكشف لنا عن مسار هذه البوصلة.