Post: #1
Title: بروباغندا العودة الطوعية كتبه عباس حسن أحمد
Author: عباس حسن احمد
Date: 07-20-2025, 06:48 PM
06:48 PM July, 20 2025 سودانيز اون لاين عباس حسن احمد -UK مكتبتى رابط مختصر
العودة إلى الديار، تظل هى الرغبة الأكيدة لكلّ النازحين واللاجئين والمشردين داخليا و لكلّ الحالمين بوطن آمن ومعافى. وحري بنا هنا القول بأن العامل النفسى هو واحد من المحددات الرئيسة و الذي يمثل قوةً دافعة كبيرة في اتخاذ قرار العودة الحتمي وبلا تردد، غضّ النظر عن ماهية الأوضاع الأمنية و المعيشية والخدمية في الوطن الملاذ. وعندما نذكر العامل النفسي، نشير إلى هشاشة وضعف القدرات العقلية للإنسان التي تطغى عليّها العاطفة عندما تكون روحه وأشواقه مرتبطة بشئ محدد كالعودة إلى البيوت. وبالتالي يصبح هذا أيسر الطرق لاستغلال الإنسان وحاجته الملحة. وهذا سلوك عهدناه عند من يديرون هذه الحرب اللا أخلاقية من خلف المسرح (الدولة العميقة)، وهو جعل المواطنين الضحية الأولى لهذه الحرب كأبسط ثمن يمكن دفعه من أجل إسترداد كرامة المتأسلمين التي اهدرها لهم الشعب نفسه في ثورة ديسمبر المندلعة منذ سنوات ولا زالت. قرار العودة يظل قرار شخصي لكل فرد وأسرة كل حسب ظروفه الخاصة، مع العلم بأن هنالك من يرغبون في العودة ولا يملكون الثمن. في خضم هذه الظروف والحقائق، نرى وبالعين المجردة أن المتأسلمين يبذلون المال الحرام ،الذي نهبوه من الشعب السوداني وهو أغلى ما يملكون، في تسيير رحلات (عودة الكرامة) تيمنا بحرب الكرامة، عبر منظومة الدفاعات الصناعية، وهي واحدة من أكبر معاقل فساد الكيزان التي انهكت موارد البلاد، بالإضافة لمجموعة أخرى مشبوهة تسمي نفسها جيش لندن. المتأسلمين قاموا قبل و خلال هذه الحرب بتصميم رسالة إعلامية استغلوا فيها العامل النفسي والعاطفة لتغييب الوعي والعقل الجمعي وذلك *بالتركيز على حقائق محددة* وإغفال الأخرى، بدرجة مكنتهم من تجيير أعداد مقدرة من السودانيين لدعم وتأييد (حرب الكرامة) التي فتت عضدهم. الآن يعمل المتأسلمين في تنفيذ خططهم لتحقيق أغراضهم من هذه الحرب كاملة غير منقوصة. تسيير رحلات عودة الكرامة جزء من خططهم التي ظاهرها فيه الرحمة. ولكن لماذا؟ الحقيقة التي يعلمها تماما جميع الوطنيين من الثوار والكنداكات أن اهم نتائج هذه الحرب حاليا، هى أن الكيزان عادوا للسلطة التنفيذيّة في التشكيل الوزاري الذي أعلنه كامل ادريس بوضوح سافر رغم أنف الشعب ورغم أنف الثورة، وهذا ما فقدوه في ١١ أبريل 2019. فهم الآن وجدوا الوطن خاوي على عروشه وخالي من المواطنين، أي أنهم لم يجدوا من *يحكمونه* ويمارسوا عليه سلطتهم لذلك لا بدّ من إعادة الناس كهدف غير أساسي. الخطط المرسومة لتحقيق غايات الكيزان الغير وطنية وغير أخلاقية من هذه الحرب اغتضت في هذه المرحلة إعادة اللاجئين على مضض مع ضرورة التكثيف الإعلاميّ على هذه الجهود كطاقية إخفاء للوجه الحقيقي والنوايا السيئة. ولو كان الأمر غير ذلك، فان المنطق والواقع يقول بأن ولاية الخرطوم تحديدا ،مسرح العمليات الأولى، غير صالحة للسكن الآدمي لسنوات قادمة. فكان من الأجدر والأوفق ان يتم صرف هذه الأموال مهما قل حجمها أو كثر في إعادة بناء شبكات المياه والكهرباء والمستشفيات كخدمات ضرورية وأساسية وأولوية مقدمة على عودة المواطنين أنفسهم.
٢٠ يوليو ٢٠٢٥.
|
|