Post: #1
Title: لقاء الاتحادي و الأمة بهدف الطريق ثالث كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 07-20-2025, 04:08 PM
04:08 PM July, 20 2025 سودانيز اون لاين زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا مكتبتى رابط مختصر
التقى كل من حزب التجمع الاتحادي و حزب الأمة يوم الجمعة 18 يوليو 2025 في اجتماع على الخدمة الأسفيرية، تناول العديد من القضايا المشتركة حسب ما جاء في البيان الذي صدر منهما الذي يصف الاجتماع ( تناول اللقاء القضايا الوطنية الإستراتيجية و التحديات الجسيمة التي تواجه الدولة السودانية في أعقاب حرب 15 إبريل 2023م ) و أضاف البيان ( يؤكد الجانبان على أهمية تنسيق الجهود الوطنية بين القوى السياسية المسؤولة، و ضرورة بناء كتلة وطنية صلبة ترتكز على حوار سوداني – سودانيشامل يهدف إلي إرساء السلام الدائم، و استعادة النظام الدستوري و إعادة إعمار ما دمرته الحرب عبر توافق وطني عريض يشمل جميع السودانيين دون استثناء من خلال رؤية سودانية.. و كان قد حضر الاجتماع من اجانب التجمع الاتحادي كل من " أزهري علي نائب رئيس الحزب و قريب الله السماني الأمين العام و أزهري الحاج مضوي الأمين السياسي و أحمد حضره عضو المكتب السياسي" و من حزب الأمك كل من محمد عبد الله الدومة رئيس الحزب و الدكتور إبراهيم الأمين نائب رئيس الحزب و و إسماعيل كتر عبد الكريم مساعد رئيس الحزب للشؤون القانونية و مصطفي أدم عضو الهيئة المركزية..و تمخض عن الأجتماع عن تشكيل ثلاثة لجان – لجنة رئاسية و لجنة إعلام – لجنة سياسية.. و مطلوب من كل جانب أن يعد و أوراق لعمل اللجان .. و أيضا شدد المجتمعون على أهمية الانفتاح على كافة القوى السياسية الوطنية و تحمل المسؤولية المشتركة في إنهاء الحرب و استعادة النظام الديمقراطي و إعادة الإعمار و تقديم المساعدات للمواطنيين.. أن أي لقاء بين قوى سياسية من أجل التفاكر و المدارسة في الشأن العام، و بهدف خروج السودان منتصرا لوحدة أراضيه و سيادته، و هي مسألة ضرورية و مصيرية، و مهمة في المسار الوطني.. و السياسة الناجحة هي التي تنطلق من الواقع و من خلاله تحدد سلم أولوياتها، و ليس تهويمات في فضاءات أفتراضية... خاصة أن السياسة في السودان في كل المرحلة التاريخية بعد الاستقلال، جعلت السياسية تتجسد في شعارات تحملها الجماهير دون أن تحقق في الواقع، لآن الهدف منها كان محاولات لكسب قطاع جماهيري يدعم الحزب و تحالف ليس بهدف تحقيق مكاسب للجماهير و الوطن.. و أول محطة لهم يحاولون فيها إنزال الجماهير.. و يسيروا لوحدهم بقية الطريق من أجل المصالح المحدودة.. ألان لابد من مراجعة هذه السياسة التي أفشلت كل المراحل التي نجحت فيها الجماهير 1964 – 1985م – 2019م و فشلت فيها القوى السياسية، لآن القيادات كانت رفع شعارات و هي لا تملك أدوات تحقيقها.. و أيضا كانت لا تملك مشروع يحدد وجهتها و تحاسب عليه.. هل يمكن القول أن لقاء الاتحاديين و الأمة بهدف العودة إلي منصة التأسيس؟ أم هي محاولة لدراسة مسيرة الفشل منذ أن سلم عبد الله خليل السلطة لقائد الجيش إبراهيم عبود 1958م.. أم هي محاولة لمعرفة أسباب تعثر المسيرة السياسية، و فشل القيادات في تجاوز التحديات؟ أم هي محاولة جديدة من أجل اتباع طريق أخر وفقا لمشروع مفصل و محدد بمواقيت " قصيرة و متوسطة و بعيدة الأجل" أن كثرة المحاولات دون ابتداع طرق جديد ة للتفكير، و خارج الصندوق، تصبح محاولات لإعادة إنتاج الفشل و تعقيد الأزمة أكثر عما كانت عليه، إعادة الأزمة هي اتباع الثقافة السياسية المنتشر التي راكمتها النظم الشمولية.. يجب أن لا يغيب عن القيادات السياسية إذا كانت في التجمع الاتحادي أو حزب الأمة أو في الأحزاب الأخرى، أن الحرب قد ضاعفت التحديات السياسية، و أن المواطنين في أغلبية ولايات السودان قد طالتهم الحرب بكل شرورها، و بالتالي أصبحوا هم أنفسهم جزءا من المعركة السياسية القادمة، إذا كانوا مستنفرين مع الجيش، أو مقاومة شعبية و غيرها، هؤلاء لن يكونوا بعيدين من الحل القادم، إذا كان يترتب على استمرار الحرب حتى هزيمة الميليشيا و الداعمين لها، أو وقف الحرب عبر شروط أخرى تقبلها الجماهير.. و من هنا لابد أن تبرز عقليات جديدة، تنظر للمسرح السياسي بواقعية جديدة، و ليس بذات التصورات القديمة، أن تكون هناك فئة قليلة هي وحدها تدير دفة السياسية دون معرفة وجهتها.. و لكي تكون هناك طرق تفكير جديدة، لابد أن تكون هناك أفكار جديدة، الأفكار وحدها هي أدوات التغيير..و تاريخ المجتمعات الإنسانية علمنا ليس هناك مجتمع نهض في العالم إلا و تقدمته الأفكار.. منذ بداية الحرب في 15 إبريل 2023م و حتى الآن هناك فراغ سياسي كبير، و يؤكد أن الأحزاب السياسية غائبة تماماعن الساحة، و أن الحرب جعلتها تابعا تعلق فقط على الأحداث و لا تصنعها، و أصبحت الجماهير كأفراد و جماعات هي أدوات إعلامها و تحدد حتى مسارها.. فتحولت كل التلفونات الذكية إلي وسائل إعلام جماهيرية كل فرد فيها يقدم رؤيته بالصورة التي يعتقدها صحيحة و تتماشى مع موقفه من الحرب.. هذه المسألة لابد أن تدركها قيادة الحزبين، أن المواقف المتعارض للخط العام للجماهير سوف يهزم إعلاميا قبل إستراتيجيا.. و المسألأة حقيقة تحتاج إلي التواصل المباشر مع الجماهير في كل ولايات السودان، لآن الالتصاق بالجماهير و محاورتها و الأبتعاد عن النفوذ الخارجي و عدم إشراكه في الشأن السياسي الداخلي سوف يفتح منافذ عديدة للحل في الوطني.. أن اللقاء التفاكري؛ بين قيادات الحزبين " الاتحادي و الأمة" تعد خطوة جيدة، و جريئة بهدف تحمل المسؤولية الوطنية التاريخية، و هي تدفع لاجتراح أفكار جديدة بهدف إيجاد حلول للأزمة و الحرب، و تقديمها للساحة السياسية من أجل الحوار الوطني حولها على أن تكون داخل السودان.. لابد من إنتقال الحوار الوطني و الشعبي من الوسائط الإعلامية و الغرف المغلقة إلي الجماهير في الساحات العامة، و الميادين في الأحياء و الأقاليم و النجوع، هي التي سوف تخلق الرأي العام الوطني، و بالفعل سوف تبعد التدخلات الخارجية، إذا كانت إقليمية أو دولية.. و نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..
|
|