تساقط الدموع كتبه كمال الهِدَي

تساقط الدموع كتبه كمال الهِدَي


07-19-2025, 01:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1752928943&rn=0


Post: #1
Title: تساقط الدموع كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 07-19-2025, 01:42 PM

01:42 PM July, 19 2025

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-عمان
مكتبتى
رابط مختصر




تأملات


. أدمعت عيناي وأنا أتابع المشاهد الظاهرة في الفيديو أعلاه، أتدرون لماذا؟!

. لأن زياراتي لهذا البلد الجار تكررت خلال سنوات مضت وشارع بولي (المطار) الظاهر في الفيديو تجولت فيه وعبرته مراراً وتكراراً.

. وبالرغم من أن زياراتي الأخيرة لأثيوبيا استمرت بعد بدء نهضتهم العمرانية وتدشينهم لمشروع المترو لكنني لم أصدق أنهم حققوا كل هذا خلال سنوات قليلة.

. وحتى أبنائي الذين تجولوا معي في هذا الشارع وغيره من مواقع مدينة أديس وهم صغار أكاد أجزم أنهم لن يتعرفوا على الأمكنة حين أعرض عليهم هذا الفيديو.

. فالنقلة التي حدثت هناك هائلة جداً قياساً بعدد السنوات.

. وبالطبع سبب تساقط دموعي يعود لأن جيراننا الأفقر منا في كل شيء (عبروا) فعلاً لا قولاً بينما لا نزال نحن نردد " أثيوبيا يا أخت بلادي" ، " مصر يا شقيقة "، و" بل" " جغم" و" جيش واحد.. شعب واحد" ناسين تماماً أن البلدان تنهض بها شعوبها بوطنيتها ووعيها وفعلها الجاد.

. وقد لا تصدقون أنني حتى وقت قريب مضى كنت أجالس بأديس أبابا موظفين أثيوبيين كبار في العمر وكانوا يتحدثون عن السودان بإحترام وتبجيل حتى ظننت في لحظات أنهم يتكلمون عن كندا لا عن سوداني الذي أعرف ما فعلته به شلة المجرمين واللصوص.

. كانوا يقولون لي " السودان دولة عظيمة لولاها لربما تضورنا نحن هنا في أثيوبيا جوعاً" ، وأننا (السودانيين) ننتمي لقلب أفريقيا النابض ودولتها الأكبر في كل شيء.

. لكن ما فات على أولئك الإخوة أن أي بلد كبير وثري بدون شعب مدرك لحقوقه وواجباته، وبلا قيادات وطنية جادة، نزيهة وصادقة يمكن أن يتحول لخرابة كبيرة، وهو ما حدث عندنا للأسف.

. حتى قبل نهضتهم هذه كنت تحاور أي أثيوبي فقير لا يملك قوت يومه، لكنك تشعر بحبه العميق لوطنه وارتباطه الوثيق به، أما نحن فالوطنية عندنا مجرد شعارات وأناشيد حماسية وربما دموع نذرفها في بعض المواقف، لكن ما أن تضع الواحد منا في المواقف والمحكات إلا وأخرج لك (البرهان) ( جبريل) (ناقص إدريس) ( الإعيسر) (أم وضاح) أو (الإنصرافي) الذي يعشعش بداخله.

. ما زلت أذكر أيام رفع تلك الوثيقة المثقوبة التي أجهضت تضحيات الشباب وأهدرت دماءهم الطاهرة، ما زلت أذكر تعليقات الكثيرين لنا حين كتبنا أن ود لبات وأبي أحمد وغيرهما تهمها مصالحها ومصالح بلدانهما وأن علينا أن نركز على الحلول السودانية التي تحفظ مصالحنا ووحدة وإستقلال بلدنا، وبالطبع كانت التعليقات من شاكلة " من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، ومضى البعض لأبعد من ذلك بالقول " إتقوا الله الرجل (ود لبات) جاء لخدمتكم ومساعدتكم في الحل"!

. وحين علقنا ونبهنا لخطورة تواجد سفراء عدد من الدول العربية خلال مفاوضات (مؤآمرة) جوبا وظللنا نؤكد بإستمرار على أن الآخرين يسعون لمصالحهم وأن حضورهم لمثل تلك المفوضات عار علينا، لم يعبأ الكثيرون بكلامنا وصمت حمدوك، وقادة قحت وغالبية الثوار فكانت النتيجة مؤآمرة مكتملة الأركان أتت بلصوص ومجرمين ووضعتهم في مناصب ومواقع سعوا لها بسلاحهم لعشرات السنين دون أن يتمكنوا من مجرد الإقتراب منها، بل وساهمت تلك المؤآمرة في كل الأذى الذي لحق بنا لاحقاً بمافي ذلك إنقلاب البرهان والحرب الحالية.

. ولو لم يكن بيننا أكثر من أمجد فريد وتوم هجو وجاكومي والكثير من الساسة والثوار قصيري النظر لتجنبنا الكثير من الويلات والمصائب ولعرفنا كيف ننهض ببلدنا ونمضي في ذات الطريق الذي سارت عليها أثيوبيا وغيرها من البلدان الأفقر منا في كل شيء.

. لكن كيف ننهض نحن وشعبنا في كل مرحلة يتغنى بفرد، وفي كل مجال يريد الإعتماد على رجل واحد كمُخلص ومُنقذ، فدكتور شداد يفترض أن ينقذ كرة القدم السودانية والسوباط يفترض أن ينهض بالهلال ود. حمدوك يفترض أن يحمي ثورة ضحى من أجلها ملايين السودانيين، والبرهان يفترض أن يحرر البلاد من (دنس) جنجويد صنعهم بيديه الملطختان بدماء الأبرياء هو وجماعته الفاسدة، و(ناقص إدريس) يفترض أن يقود مرحلة الإنتقال للحكم المدني وهو من يهتف بسذاجة الأطفال " جيش واحد شعب واحد"!

. كيف لنا أن ننهض وجل إعلاميينا منقسمون بين مرضى ظهور واستعراض عضلات وشغل للناس بأمور تافهة وقضايا إنصرافية، وآخرين ينافقون السلطة ويسيل لعابهم للمال والمناصب وفئة ثالثة تطبل لزعماء معارضين غاضين الطرف عن أخطائهم الكارثية، ليتبقى من رحم ربي وهم قليلة قليلة لا يكاد صوتها يُسمع!

. كيف لنا أن ننهض ودائرة المتكسبين على حساب الوطن ومصالحه تتمدد مع كل صباح جديد!

. كيف لنا أن ننهض وغالبيتنا – بمافيهم المستنيرين والإعلاميين والسياسيين – يساهمون في نشر الغثاء وكل ما يزيد النيران اشتعالاً دون تفكير أو تروٍ، حتى صار لدينا دائرة واسعة من نمور الورق والنجوم الزائفين ( الإنصرافي، ندى القلعة، الماجدي، رشان، أم وضاح، أبو رهف، الشكري، داليا، مزمل، ضياء، الهندي) نموذجاً.

. كيف لنا أن ننهض ونحن نتملص من المواجهة وتسمية الأشياء بأسمائها ونجامل بعضنا البعض بالرغم من كل الكوارث التي لحقت بنا!!

Post: #2
Title: Re: تساقط الدموع كتبه كمال الهِدَي
Author: دينق عبد الله
Date: 07-19-2025, 04:51 PM
Parent: #1

كيف ننهض ان كان بيننا كتاب رأي دافوري مثلك؟
بس تأمل