Post: #1
Title: مقارنات الاستاذ عبدالله علي ابراهيم كتبه خالد حسن يوسف
Author: خالد حسن يوسف
Date: 07-18-2025, 12:43 PM
12:43 PM July, 18 2025 سودانيز اون لاين خالد حسن يوسف-الصومال مكتبتى رابط مختصر
قراءةه عابرة لمقالات اربعة تناولت قضايا منها تسريح الجيش في هايتي, ومقارنات بين السودان ودول عربية,والدعوة لحل القوات المسلحة السودانية, للاستاذ عبدالله علي ابراهيم ونشرت في سودانيز اونلاين.
اعتقد ان تلك المقالات هامة جدا لكونها ترتبط بهيكل بنيوي هام وهو القوات المسلحة السودانية والتي تمثل عصب النسيج الوطني السوداني, وبغض النظر عن مدى اختلاف الاراء تجاه تلك الهيئة الوطنية وادئها وماهيتها.
فالجيش رغم كونه جزء عضوي من المشكلة السودانية الا انه يمارس دور صمام الامان لبقاء الدولة, ولولاه لا تلاشى الجزء المتبقي من السودان, وارى ان القوات المسلحة السودانية خلال عمر الدولة الوطنية كانت ضحية لنخب السياسية, والتي ورطت الجيش في واقع الصراعات بين القوى السياسية.
الا ان االجيش السوداني استطاع حماية بقاء الدولة وعدم انهيارها التام على غرار ماحدث في كل من الصومال وهايتي, حينما انهارت جيوشهم وبذلك سقطت دولهم في مستنقع التجزئة, وقبلهم مر لبنان بتجربة مماثلة ويبدو ان اثارها لا زالت باقية ومن تجلياتها تمرد حزب الله على الدولة وجيشها.
في الصومال وهايتي المفارقة ان من قام بحل جيوشهم هم قياداتهم السياسية وتلك مفارقة, لكني اضيف انها لا تخلو من الخبث, وان خلفياتها تنطلق من صراع سياسي داخلي كان يستحسن خوضه بمعزل عن القضاء على رمز سيادة الدولة.
ففي النموذج الصومالي قام كل من الرئيس علي مهدي محمد ورئيس حكومته عمر عرتا غالب بحل القوات المسلحة لصالح ثلاثة تنظيمات قبلية وقفت وراء انهيار الدولة الصومالية.
وفي النموذج الهايتي قام الرئيس بحل الجيش لتفادي الانقلاب, ويبدو انه لم يدرك انه كان يمكنه كسب الجيش من خلال اعادة هيكلته, بدلا من حله نهائيا.
الرئيس علي مهدي محمد وكان مجرد شبه رئيس قبل وفاته اعلن ثوبته ذات الصلة بالقوات المسلحة الصومالية, بينما توفى رئيس حكومته عمر عرتا غالب ولعنات الصوماليين تطارده لكونه ترشح لرئاسة كانتون الانفصال في هرجيسا,وهو يجاهر بفعلته ورغم ذلك لم تشفع له لاختياره رئيسا لهم.
وبصدد مقارنات الاستاذ عبداالله علي ابراهيم الحالة السودانية مع دول ليبيا,اليمن سوريا, اقول ان ليبيا اصلا لم تكن دولة ذات جيش, بقدر ما ان الامر كان محصورا في مجموعة كتائب تحت مسمى جيش وطني,ووظيفتها ان انحصرت في حماية امن النظام, والامر الاخر ان السودان لم يتعرض لطبيعة الهجمة التي تعرضت لها ليبيا في ظل القذافي.
وبدوره فان الجيش السوري رغم انه كان ادمن على قمع شعبه على غرار الجيش السوداني الا انه كان يمثل صمام بقاء الدولة, والهجمة التي تعرض لها لم تمر مماثلة لها على الجيش السوداني.
والسودان مرت عليه محطتان استنزفت الجيش الاولى كانت الحرب مع الحركة الشعبية في الجنوب, والثانية الحرب مع قوات الدعم السريع, ومعلوم حجم الخسارة بفعل تلك الصراعات, الا ان ما يغيب عن اذهان من لديهم مصلحة في حل الجيش هو حجم الانهيار الذي سوف يصيب السودان في حال حدوثه وامكانية بلوغه كارثة اقليمية.
والمحصلة انه في حال عدم تجاوز النخب السياسية السودانية لصراعاتها, فان الجيش لن يستمر في البقاء طويلا نظرا للعامل الداخلي والمتمثل بان روح التجزئة قد اصبحت حاضرة بقوة في جغرافيا السودان,وعامل خارجي ممثل بتدخلات دول الجوار في الشان الداخلي ناهيك عن وجود قوى اقليمية ودولية تعادي هذا البلد, وقبل كل ذلك هناك قوى سياسية سودانية تتعاطى مع الجيش كونه كفريق سياسي وليس كهيئة قومية.
والجيش السوداني ورث تقاليد مشتركة من تجربة الحكم التنائي, فعقيدته السياسية تعلي من شان الدولة المركزية القابضة على الاطراف بقوة, بينما يمثل الضعف المستمر لمركزية الدولة ببادرة افول لكيان الدولة ذاته.
وحاليا يواجه صراعات الهوية, والتي لا يمثلك ادواتها وليست مهمته اصلا ان يقحم فيها, وبطبيعة الحال فان لم يجنبه الساسة تلك الاشكالية فسوف تصيبه في مقتل.
خالد حسن يوسف
|
|