مازالت تحت السواهي دواهي بقلم/ علي التولي

06:49 AM July, 18 2025

سودانيز اون لاين
علي تولي-USA
مكتبتى
رابط مختصر

مازالت تحت السواهي دواهي
بقلم/ علي التولي

# فتح البشير بابًا لدخول حميدتي بكل خبث، ثم أفاء عليه البرهان بكل ما ملكت يداه من أزمة اقتصاد البلاد ورفع قدره عليًا فوق رأس كل الكبار من هذا الشعب، حتى أصبح في رتبة أعلى منه بذات الأسلوب الذي خوله له فامتلك أتباع حميدتي ذات النهج الفوضوي في إطلاق الرتب السايبة اللزجة السمجة، وفتح حميدتي بابًا أوسع من الباب الذي فُتِحَ له، حتى حين تفجر الوضع كانت مليشياته وعصاباته أشبه بالكلاب المسعورة والضالة، تسطو على كل شبر من العاصمة المثلثة لم يتركوا دارًا ولا متجرًا ولا دواوين حكومة، دائمة اللهاث في السلب والنهب.

# حين غاب القادة يحدوهم البرهان في سراديب العتمة، ودهاليز القيادة، ولم يعد يسمع منهم إلا هتر الهائر، ولم تطفو على السطح إلا أسماء من الدعم السريع أسماء قادة هنا وهناك قجة وجلحة..قاتلهم الله الخ.. ولما كانت المصائب لا تأتي فرادى برز بينهم قادة على ذات شاكلة أبناء دقلو الفوضويين، أمثال كيكل وود جاه الله ومن لف لفهم من شرق الجزيرة.. وهم محسوبون على المؤتمر الوطني.. لكونهم تعلموا في مدرسة الدفاع الشعبي..ولما كان توقع عامة الشعب بأن حسم المعركة يكون بخروج الدعم السريع من العاصمة في مواجهات مكشوفة/ إلا أن أولى معاركهم خارجها كانت بالعيلفون التي انكشفت فيها سوءة القوات العسكرية الكيزانية بكل قبح الدسائس والتآمر.. فكانت شكوى من بقي من القوة ألا ذخيرة كافية لديهم.. ترى كم كان طيش البرهان في تقديراته الخاطئة بأنه سيحسم المعركة في سويعات قلائل. ولكنه كما قيل قد رأيناه (بقدرة قادر) يخرج بـ(القمر بوبا) ويصل إلى بورتسودان يجعلها ملاذًا.. ويحدوني ما قاله النابغة حين خالف نصحه قومه ولو أن الأمر خلاف ما تشي به الأحرف هنا:
إما عصيت فإني غير منفلت
منِّي اللِّصاب فجنبا حرَّة النار
أو أضع البيت في سوداء مظلمة
تقيد الغير لا يسري بها الساري
وأصبح يطوف على المدن الآمنة في الشرق والشمال، كأنه يعسوبُ قومه يحدوهم على إحدى عيس الحلم العمسيبي، (البحر والنهر)، يتخبط أخياف أضغاث أحلامه وأوهام السيادة.

# فكانت مجازر قرى النيل الأزرق والجزيرة وعلى رأسها مجزرة ود النورة، ثم كانت مدني التي تم تسليمها كما كوب ماء. ولم تعد سوى لغة النزوح عن الأرض بالعِرض والضرب في فجاج البسيطة. تحت وطأة الذلة والمسكنة وهوانهم أمام الكلاب الضالة من شذاذ صحراء دول الغرب الأوسط الأفريقي.
# أما وقد أتيتم بمن يصدق أنكم أوليتموه ليصل لما كان يصبو ويحبو إليه بأطراف أربعِ، فتربَّع عرشكم (وربَّع يديه) فهو لعمري لن يتسنى له فعل شيء إلا بما ترونه ولن يكون إلا بما ينال رضاكم ككيزان (اختصارًا للقول) يأتمِر بأمركم ويكون رهن إشارتكم المستبطنة بالدسائس وتغليب مصالحكم في التمكين الأمكن، فإلى متى هذا الكومبارس أمام دور اللاعبين الحقيقيين القابعين خلف الكواليس، ولو أنَّ عفريتًا من الجنِّ تمت زفته إلى ولاية تحميكم طائلة العقاب ومغبة الحساب، وهكذا ديدنكم تصنعون لكم تقية تقيكم، بوزير عدل ينجيكم ومحامين يذودون عن حياض ساحاتكم النتنة الآسنة.

# حيكومات هنا وحيكومات هناك:
لم يرتدع المبتدعون من شذاذ الكيزان في تقسيم هذا السودان، بعد أن مزقوا نسيجه الاجتماعي تحت راية وزارة التخطيط الاجتماعي التي ابتدعها كبيرهم المتندِّر بالكتائب والفلول وبقوله الفظ المملوء جلافة وقسوة (هم يعرفونها). وما نراه من احتراب بين أبناء الوطن الواحد في درافور كان صنيعة هذا المتمعِّر الأشر،
قل لي بربك هل صادف كمالٌ كمالاً.. أم أضحى في مغبَّة نقص العاجزين عن التمام. علمتنا له مشاهدهم ومواقفهم عبر تلك الصيحات (فك اللجام يا سعادتك) فأين وُضع هذا اللجام اليوم، وهم على وثوق منك، أليفًا لطيفًا تتفيأ مكاتبهم. في وطن مقطع الأوصال، وبكل حقد الحاقدين كان انقسام البلاد في انفصال الجنوب، والآن تتأسس حكومة بغرب البلاد وغصة في حلوقهم تدعى اتفاقية جوبا، التي استلهمنا المقولة المأثورة خذ الحكمة من أفواهه المجانين، وأنتم تعرفونهم: وجاء على لسان بعضهم أن هناك ما تم تحت الطاولة في اتفاق جوبا المأفون.

# ونقول للعقلاء من بلادي دعوهم فإنهم إلى زوال لا محالة، يقضون تفثهم، فهم من تغلغلوا في كل كيان وكل حزب وكل نقابة أو فئة فجعلوها طرائق قددا.. بالترهيب والمطارة والسجن والتعذيب والإقصاء مزقوا أوصال كل كيانات المجتمع المدني وقوى التحرر. والآن تدور عجلة الرحى على هؤلاء الشباب في كل المدن التي تطأها أقدام الكتائب والفلول. شباب لجان المقاومة يعانون الأمرَّين من ويلات التشفِّي الأرعن وعنجهية وعنتريات زملائهم في الدراسة وأبناء حيهم. بشكل مباشر وغير مباشر. وما زالت تحت السواهي دواهي.