رعاة صالحين وخدام اجراء 5 كتبه ايليا أرومي كوكو

02:01 PM July, 16 2025

سودانيز اون لاين
ايليا أرومي كوكو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

عخان وتداعيات الحرب علي الكنيسة الانجيلية الابيض
عند دوي اطلاق الطلقة الاولي من رصاصة الحرب في الابيض مع بداية الحرب في السودان في يوم 15 / 4 / 2023م . كان ب عجان اول الهاربين من منزل الكنيسة الانجيلية الابيض . فقد هرب اولاً الي منزل الشيخ الراحل نصرالدين كوتي في الرديف شرق غرب مدارس كمبوني . وكان هروب عجان المبكر من الكنيسة السبب الرئيسي في ادخال الرعب والخوف والذعر في نفوس كل المؤمنين في الكنيسة الانجيلية الابيض . لم يكن خوف وهلع عخان خوفاً وهلعاً او فزعاً ورتعاشاً عادياً بل نوع من انواع الفوبيا الهستيرية حقاً وحقيقة .
الفوبيا الهستيرية هي حالة نفسية تتجلى في خوف شديد ومبالغ فيه من شيء أو موقف معين، وغالباً ما تكون مصحوبة بأعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب، والتعرق، والارتجاف. هذا الخوف يكون غير منطقي وغير متناسب مع الخطر الحقيقي الذي يمثله الشيء أو الموقف، ويؤدي إلى تجنب هذا الشيء أو الموقف لتجنب الشعور بالخوف .
فقد حكي لي احد افراد الشرطة من الذين كانوا المشرفين علينا في حراسة القسم الاوسط قائلاً : أمبارح لقيت واحد من قرايبك في بيت غرب مدرسة كمبوني وذكر لي اسمه هو بيسأل عن حالك وعن احوالك وقد طمنته عليك واخبرته بأنك بخير . ليواصل كلامه قائلاً : بس قريبك دا حالته النفسية كان في حالة يرثي فهو كان في حالة الخوف الذعر الغير عادي منطط عيونوا وكان بيرجف من شنو اما ما عارف !.
وبسبب هذا الخوف والفوبيا الهستيرية الغير عادية هرب عحان من الابيض ومعه كل أفراد اسرته واخوانه واخواته وزوجاتهم واولادهم اخذين معهم بعض الاسر . نعم هربوا اولاً من جهيم الحرب في الابيض الي أم روابة ثم الي مدني حتي اسرتي حاولوا ان يقنعوهم قدر الامكان بالهروب معهم لأنني كنت وقتها في السجن كما ذكرت . رفضت لكن اسرتي رفضت فكرة الهروب مبدئياً بحجة وجودي في السجن فكيف نهرب قائلين : كيف نخرج من الابيض في مثل هذه الظروف المعقدة ونترك هذا الانسان خلف القضبان ليواجه لوحده مصيره المجهول . وبالتالي رفضت اسرتي الخروج او الهروب من الابيض وعندما خرجت من السجن في زروة ايام الحرب الحامية الوطيس كان الكثيرين مشكورين يلحون علينا بالخروج من نيران أتون الحرب في الابيض . وكان يرجون من اغتنام الفرصة للحروج من الابيض علي الاقل حتي ابتعد عن جو المؤامرات والمكايد التي كانت ضدي . كانت اجاباتي دئماً الي أين نذهب والي أين نهرب من مصيرنا ؟ او كيف نهرب وما الوسيلة وظروفنا الروحية والنفسية والمادية لا تسمح لنا بالخروج من الابيض او الهروب منها مهما كانت الحرب والمؤامرات سنبقي هنا لنواجه مصيرنا المحتم علينا . بل كان شعاري وايماني دئماً هو : ( فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ ) . وكنا ولا زلنا نردد قائلين لا خوف البتة في المحبة : ( لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج لأن الخوف له عذاب وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة) . 1 يوحنا 4 : 18
هذا هو ديدن الايمان "لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ." رؤيا 14 : 8
هذا هو المبداً والايمان الذي نبني عليه ايماننا وعلاقتنا بالله والايمان به لا يتزحزح ولا يتراجع ولن نتراجع عنه ونلتفت اليي الوراء ونحن ندرك ان ليس بيدنا حيلة ولا مخرج الا الله وكيلنا وراعينا الصالح الذي لنا في مضمون رسالته الخلاصية .
انا معك لا أهملك ولا أتركك عيني عليك فـي كل الأحوال
الظروف مهما كانـت الصـعوبات أقـويك ومهـما حـدث لك أنـا سأكون في كل انا معـك
وأدبر لك الخير ومراحمي تسندك في كل صباح مع اشراقة شمس كل يوم جديد.
هذا مع العلم ان الكثرين من المتأمرين المتربصين بي كانوا يحرضونني ويطلبوني الهروب لكي يثبتوا لأنفسهم انني مجرم لذلك قمت بالهروب . لكنني ما زلت هنا وسأبقي لا اخاف من السجن ان كنت مجرم فقضبان السجن اولي بي ، فانا لن اهرب من العدالة ان سرقت او حتي قتلت او حتي قمت بالاحتيال والتزوير كما يدعون. كما انني لا ولن أخشي الموت بالحرب . ولا يمكن أهرب من افر بجلديمن الموت لأنني لن انجو منه وهو مصيري قصر العمر ام طال غداً سأموت كسائر البشر الجبن عار وفي الاقدام مكرمة .
عقب الخروج من السجن كان اول همي هو ان اذهب الي الكنيسة لأداء صلاة الشكر والحمد لله لذلك شقيت طريقي مباشرة من السجن الي الكنيسة مع أنني كنت مرهق جداً ومتعب جسدياً نفسياً وروحياً من تلك الايام والليالي الصعبة القاسية عشتها في حراسة القسم الاوسط والسجن الكبير . تلك الايام التي شهدنا فيها دوي الدانات واهتزازات الجدران وروائح البارود والبمبان وفكرة الموت التي تراود الانسان في لحظة ، فلمرء هنا يترقب الموت لحظة بلحظة فأنت قاب قوسين او ادني من الموت . ذهبت الي الكنيسة الانجيلية التي وجدت بها بعض الاخوة وعشنا معاً وقت روحي ممتع جميل افتقده المرء لزمن طويل حيث رنمنا وسبحنا الله وصلينا من ثم ذهبت الي البيت .
حال الكنيسة في الابيض بعد ان تركها الخدام
بعد ثلاث اشهر من الحرب كانت الامور تسير من سيي الي الاسوأ لا بوادر ولا مؤشرات في الافق تشير الي احتمال توقف الحرب وعودة . لم يكن في الافق ضوء اخضر يلوح وبالتالي استحال رجوع الخدام الذين هربوا او بالاحري الذين أختفوا بدون حتي سلام ول كلمة وداع للموؤمنين في الكنيسة . وهذا ما اربك الموقف وزاد الطين بلة وبالاحري هذا ما دفع الشيوخ والشمامسة والشباب وكل الاعضاء المتبقين في الكنيسة الي تولي زمام الامور وتحمل المسئولية لأداراة الكنيسة وتسييرها مؤقتاً حتي تنجلي الامور . فلا يصح ان يبقي الناس متفرجين مكتوفي الايدي وهم موجودين كأعضاء وشيوخ مسئولين في الكنيسة منوط بهم العمل والقيام بالخدمات الروحية في وجود القسوس المعلمين . فما بالك في غيابهم . فهل يبقوا معلقين في انتظار خدام فروا وهربوا ولا يبدو انهم سيعودون قريباً .
هذه هي العوامل التي دعت الشيوخ في الكنيسة الانجيلية الابيض ( الارسالية ) . الي دعوة لأنعقاد الجمعية العمومية لتدارك الموقف حول كيفية ادارة العمل وتسير الخدمات الروحية والاجتماعية العامة في الكنيسة . تم تكون لجنة تمهيدية تسيرية لأدارة الكنيسة يتكون من 12 فرد من لجان الكنيسة من الشيوخ والشمامسة وعضوية الشباب والمرأة وممثل مدارس الاحاد وأمين المكتبة وبرئاسة الشيخ جماع مامور . وفيما بعد تم دعوة الكنائس الثلاث المتمثلة في الكنائيس الانجيلية الابيض ، كنيسة طيبة وكنيسة التضامن وبالطبع الانجيلية الابيض ( الارسالية ) وتم التوافق علي توحيد العمل الروحي في الكنائس الثلاث . ورشح عن ذلك تكوين اتحاد الشباب الانجيلي الذين قاموا بأعمال روحية عظيمة تمثلت في وحدة الشباب واتحادهم وتماسكهم ولا يزال الشباب يقومون بذلك . كما تم توحيد لجنة المرأة ايضا في الكنائس الثلاث وقد قمن بمؤتمرات وورش عمل روحية وهن يتشاركن في كل المناسبات الروحية والاجتماعية المشتركة في الكنائس الثلاث بهمة ونشاط .
القس عخان والشيخ كومي كودي العثرة والعقبة الكأداء
قابلت وواجهة لجنة الكنائس الثلاث بعض المشاكل في كنيسة طيبة من قبل الشيخ كومي كودي الذي يتعافي الان في القاهرة شفاه الله يطرأه بالخير ويرده الي الكنيسة موفور الصحة والعافية . فقد شكل الشيخ كومي كودي عقبة كأداء بل حجر عثرة كبيرة في وحدة الكنائس الانجيلية رافضاً فكرة برامج الخدمة الروحية المشتركة جملة وتفصيلاً . ويجدر الاشارة هنا الي ان المدعو عجان كان السبب الرئيسي وخميرة العكننة الرئيسية فتنة وتحريضاً للشيخ كومي كودي وقد عمل وتسبب هذا الفعل سلبياً في عمل اللجنة . ومع هذا لا يسعنا الا ان نقول ما هو مكتوب : ( وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْر لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ )
وربي ضارة نافعة فمرض الشيخ كومي كودي وسفره للعلاج اتاح الفرصة الكاملة لوحدة الكنيسة في وتماسكها اتحادة شعبها . هذا لا يعني الفرحة بمرض الشيخ حاشا الله فحن جميعاً نصلي لأجله متمنيين له عاجل الشفاء والصحة والعافية العودة الينا سالم غانم كما يقولون . مع التأكيد بمقولة فربي ضارة نافعة فنحن البشر نعمل حسب افكارنا وهوانا والله يفعل ما يريد . ومن يعلم ان الحرب نفسها هي خطة الله وتدبير ليحدث ما حدث ويحدث الان فحتي هروب الخدام الانجيلين من يعلم انها بمشيئة الله لتأكيد واثبات ان بعضهم رعاة صالحين وان الكثيرين منهم خدام اجراء وهذا ما أكده الحرب نصاً ان الذي هو اجير يهرب عندما يري الذئب مقبلاً تاركاً الخراف لانه اجير ولانه فهو لا يبالي بالخراف لأن الخراف ليست له .
مشكلة العشاء الرباني وما أثير حوله
عقدت الكنائيس الثلاث ورشة عمل طرحت فيها كل التحديات التي تواجه والتي ستواجه خدمة الكنائس في حال استمرار الحرب وفي ظل غياب القسوس او الخدام . وكانت فريضة العشاء الرباني هي التحدي الكبير الذي واجهته الكنائيس الثلاث حول الكيفية التي ستتعامل بها هذه الكنائس في مسئلة حل معضلة المناولة وتناول العشاء. وكانت الفكرة الاولي هو الاتصال بالقس عخان كونه الخادم الوحيد الأقرب الذي يمكن التعامل معه واستشارته في المسائل الكنسية والروحية متمنيين ان يتعامل معنا . فكتبت له خطاب ليرد في رسالة صوتية قائلاً انه لا يعترف باللجنة التمهيدية المكونه ولا هي الجهة التي يخول لها مخاطبته . وجرت عدة محاولات اخري لكنه كان يرفضها جميعاً دون ان يعطي ادني اعتبار للشيوخ والمؤمنين في الكنيسة او يبدي أي مبررات او يطرح حلول بدائل تساعد الكنيسة او تعين الكنائس في الخدمات الروحية والادارية . وكانت فريضة العشاء الرباني بالنسبة للكنائس تحدي كبير .
عثرات الشيخ كومي كودي في كنيسة طيبة
أقدم الشيخ كومي كومي علي طلب التفويض للقيام بفريضة العشاء الرباني فرفض القس عخان الفكرة والمبدأ جملة وتفصيلاً . هذا لان الشيخ كان هو الشيخ كومي هو الذي كان يتواصل ويتعامل مع عخان وكان القس عخان يتجاوب معه . هذا مع ان عخان كان يلعب دوراً سلبياً من خلال الشيخ كومي كومي تجاه الشيوخ الاخرين الذين اقدم الشيخ كومي كودي علي ان يرفض التعامل معهم ، كالشيخ جماع مامور وشخصي الضعيف . وعمل الشيخ كومي علي صدنا ومنعنا من الخدمة في كنيسة طيبة بسلوك وقح لا يمت للخدمة المسيحية الروحية بصلة ولا علاقة لسلوكه بروح الايمان المسيحي . كان يفعل هذا مدعياً بأن كنيسة طبية هي كنيسته وهو الذي اجتهد تعب في تاسيسها وبنائها وبهذا السلوك نفر وطرد الكثيرين من الكنيسة لينضموا الي الكنائس الاخري كالكنيسة الانجيلية اللوثرية والكنيسة الكاثوليكة التي انضم اليها الشماس يونس المكي وافراد اسرته دون اكتراث او مبالاة من الشيخ كومي كودي الذي لم يكن يهمه ان يرك كل الشعب الكنيسة بل كل يعمل علي اقصاء كل يعترضه بدكتاتورية فذه اشتهر بها . كل هذه الامور ارجعها التعاليم الخاطئة التي تمت بواسطة الخدام الاجراء في الكنيسة الانجيلية بصفة عامة وعلي وجه الخصوص من الخادم الاجير حقاً الذي كان يعمل قساً في كنيسة طيبة وقدتركها فيما بعد مفضلاً اجرة الاثم . ا كانت كل الامور في طيبة تسير سلبياً بايعاز وتشجيع المدعو عخان .
ونواصل في موضوع فريضة العشاء الرباني اذا قال القس عخان في وقت من الاوقات متسائلاً : ( انا ما عارف ومستغرب ناس الابيض مستعجلين للعشاء الرباني كدا لي شنو ؟ ) . فهو يريد ان تتعطل هذه الفريضة الي ما يشاء الله حتي يعود هو لتقديمها بعد انتهاء توقف الحرب وان استمرت لمئة عام . وهو يجهل أهمية ممارسة العشاء الرباني التي قال عنها الرب يسوع المسيح وطالب بممارسته كلما اجتمع أثنين او ثلاثة بأسمه : ( وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي».
وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ،
لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا . 26 : 26 – 28
وفريضة العشاء الرباني التي يجهل الخادم الاجير او القس المدعو عخان أهميتها هي التي قال عنها الرسول بولس كا يأتي : ( لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا
وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».
كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي».
فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ
) . 1 كورنثوس 11 : 23 – 26
فممارسة ليست ترفاً وأكل وشراب بالمزاج بل ان فريضة العشاء الرباني ضرورة قصوي للمؤمن المسيحي . هذه الفريضة هي الوعد والعهد الذي يجب ان يتذكره المؤمنين كلما أجتمعوا بان المسيح صلب سفك ودمه الغالي الثمين علي الصليب لأجلنا ومات وقبر وقام من الاموات في اليوم الثالث وسيأتي ايضاً في اليوم الاخير ليدين الاحياء والاموات . وممارسة هذه الفريضة كلما اجتمع المؤمنين هي التي تذكرهم بهذه الامور التي هي اركان رئيسية بل هي حجر الزاوية في الايمان المسيحي ككل . وهذا ما فعله الرب يسوع المسيح مع تلميذا عاموس الذين كانا قد فقدا الأمل في تعاليم الرب يسوع المسيح بل يأسا تماماً من الرجاء فيه . فهذان التلميذان الذان كان في طريق العودة الي قريتهما فاضطر الرب يسوع المسيح لأن يصحبهما كل الطريق الي عمواس وهو يتكلم اليهما : ( ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.
ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا، وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ.
فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: «امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا.
فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا،
فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا، ) . لوقا 24 / 27 – 31
هنا تكمن أهمية فريضة العشاء الرباني وأهمية وجود الرعاة الصالين والخدام المؤمنين المستعدين للتضحية بأنفسهم والسحر علي رعيتهم من خطف الذئاب وتبديها . هذا هو الذي قلنا عنه واشرنا اليه في الفصل الاول بعنوان رعاة صالحين الذين ذكرنا اسمائهم انفاً وسيذكرهم الرب متي جاء في ملكوته الابدي .
الاستعانة بالكنيسة الاسقفية في العشاء الرباني وسر الزواج
في النهاية وللأهمية القصوي التي اوليناها للعشاء الرباني استشرنا وطلبنا ان نستعيين بالكنيسة الاسقوفية للقيام بأداء فريضة العشاء الرباني بالتنسيق مع المطران اسماعيل جبريل وقمنا كلجنة الشيوخ . ولجنة الشيوح هي الجنة التي كونت لتنسيق الاعمال الروحية في الكنائيس الثلاث وهي اللجنة كنت أرأسها بترشيح وأصرار والحاح شديد من الشيخ كومي كودي . فهو الذي مارس دكتاتورية رشحني لرئاسة هذه اللجنة المكلفة بأدارة الخدمات المشتركة وكل الاعمال والبرامج المتفق عليها ككنائس انجيليه في الابيض . حيث قمنا بوضع جدول مشترك للخدمات الروحية الاسبوعية بما فيه خدمة العشاء الرباني الشهري كل اسبوع في كنيسة وقمنا بتوزيع الجدول علي الكنائس الثلاث في الابيض . كان ذلك يوم سبت تركنا يوم الاحد الذي يلي هذا الاحد للأعلانات في الكنائس الثلاث حتي يتهيأ المؤمنين للتناول في يوم الاحد الذي يليه وقد اخترنا ان يكون العشاء الرباني الاول في كنيسة طيبة . ذهبت بالاعلان الي سيادة المطران في مكتبه لأطلاعه عليه قبل توزيعه في الكنائيس ففضل المطران الاتصال بالشيخ كومي كودي القس المدعو عخان لأخطارهما بما تم بخصوص جدول العشاء في الكنائس الثلاث فقال له الشيخ بانهم يريدون ان يتم العشاء في كنيسة طيبه يوم احد الغد فقال له بتوضيح مني المطران بان فريضة العشاء لا بد ان يسبقه اعلان علي الاقل باسبوع لتهيئة المؤمنين للمناولة فقال له الشيخ كومي كودي كذباً اننا اعلنا العشاء في يوم الاحد الماضي ليوم احد الغد مع ان خدمة هذه الاحد في كنسية طيبة حسب الجدول كان علي الشيخ جماع مامور . وحاول المطران اقناع الشيخ كومي بالجدول لكن الشيخ كومي كان مصراً علي رأيه مع انه لم يتم الاعلان للعشاء الرباني ليوم الغد . فأتصل المطران بالقس عخان طالباً منه اقناع الشيخ كومي بالجدول المتفق عليه وكان عخان علي اتصال وتنسيق واتفاق مع الشيخ كومي كودي علي الكذب الفاضح بغرض التشويش وعرقلة أعملل لجنة الكنائس المشتركة في محاولة منهم ل افشالها قدر الامكان . قال المطران للقس عخان بأن فريضة العشاء في الكنيسة الانجيلية طيبة لم يتم الاعلان له في طيبة بأسبوع ليقول له عخان كاذباً كعادته بأن الاعلان تم والمؤمنين في كنيسة طيبة مستعدين لتناول فريضة العشاء الرباني غداً . وتعجبت من اتفاق قس وشيخ علي الكذب نهاراً جهاراً دون حياء وخجل في عمل روحي مقدس يتطلب ممارسته علي الاقل الصدق الطهر والنزاهة وخشية الله فاستسلم المطران لرأي القس عخان والشيخ كومي الذين اصرا علي الكذب علي الروح القدس كما سبقهما في هذا حنانيا وزوجته سفيرة لينالا عقابهما فوراً . كان المطران في حديثه فاتحاً اسبيكير تلفونه حتي اسمع كل ما يقوله عخان وشيخه ولم يكن عجان وشيخه يعلمان بوجودي مع المطران . فقال عخان للمطران بالحرف والنص شيخ ايليا معترض عليك وعنده رأيك فيك وهو لا يريدك ان تقوم بعمل العشاء الرباني في الكنيسة الانجيلية وهذا ما ادهش المطران وحيرني . مع ان هذا الرأي هو رأي القس عخان نفسه مسبقاً بأن طقوس الكنيسة الاسقوفية لا تتمشي مع عقيدتنا الانجيلية . فكيف يكون الشيخ ايليا المفتري عليه هو من له رأي في شخصية المطران هو رئيس اللجنة المشتركة للكنائس وهو من قام باقناعهم باختيار خدام الكنيسة الاسقفية للقيام بالخدمات الروحية في الكنائيس الانجيلية في غياب الخدام الانجيليين . كيف يعقل ان الشيخ ايليا له رأي في المطران وهو جالس معه في مكتبه بغرض التشاور والتفاكر حول برمجة جدول العشاء الرباني . لكنه ديدن وخصال الذي ادعوه بالاجير عخان وافتراءاته بلا حياء . المهم شكرت سيادة المطران علي استعدادهم وتلبيتهم للقيام بالخدمة الروحية التي كنا بأمس الحاجة اليها حقيقة روحياً ونفسياً كفريضة العشاء الرباني وايضاً مراسيم الزواج فيما بعد . استأذنت المطران لأذهب الي الشيخ جماع لأطلعه بما تم علماً بأن خدمة الوعظ ليوم احد الغد حسب الجدول المعلن كان علي الشيخ جماع مامور . ذهبت الي الشيخ جماع واخبرته بكل تفاصيل ما حدث واتفقنا بأن يذهب الشيخ جماع غداً الي كنيسة طيبة للخدمة حسب الجدول المعلن . وهذا ما تم ذهب الشيخ جماع للخدمة وحضر والمطران للقيام باداء خدمة الوعظ وتقديم فريضة العشاء أي القيام بالخدمتين معاً . وليس في هذا الامر غضاضة طلما رتبة ان المطران الكهنوتية لها شرفها ومكانتها في الكنيسة ككل . هذا مع أمكانية ان يقوم الشيخ جماع بخدمة الوعظ وان ويقوم المطران بخدمة العشاء الرباني حسب التنسيق والاتفاق ان وجد. او بأمكانية ان يتنازل الشيخ جماع للمطران واكرامه بالقيام بالخدمتين كضيف شرف في الكنيسة الانجيلية ومطران وأب كبير وكاهن له الافضليى . كما كان من الذوق ان يستأذن الشيخ كودي كودي من زميله الشيخ جماع وهو يقدم المطران للقيام بهذه الخدمات كنوع من أداب الخدمة وفي هذه الحالة تسير الخدمة الروحية بسلاسة لا يفرق كثيرا يعطي نوع الانطباع من اللباقة من الاحترام المتبادل والمحبة التي تعطي وتمنح هذه الخدمة قدسيتها وللأسف الشديد لم يحدث كل هذا . اذ تعمد الشيخ كومي بصورة سافرة فجة علي النيل من الشيخ جماع مامور بوقاحة لا تمت بصلة للروح المسيحية ابداً من قريب او بعيد . لم يكن خدمة العشاء معلناً للمؤمنين كما اشرت لكن الشيخ كومي كودي في أمسية السبت وبعد ان اقنع المطران وتأكد بانه سيحضر قام باتصالات مع بعض المؤمنين ليعلنهم بأن المطران سيحضر يوم الغد للقيام بفريضة العشاء الرباني . قام الشيخ أمراً اياهم للأستعداد للمناولة غداً . وبالطبع لم يتمكن جناب الشيخ كومي كودي من الاتصال بأغلب المؤمنين المتناولين في تلك الامسية لجملة من الاسباب هو الادري بها ليتفاجأ اغلبهم صباح الاحد وساعة دخولهم الكنيسة علي غير العادة بوجود المطران ومائدة العشاء الرباني موضوعة امامهم دون سابق انذار او اعلان . وهذا ما ازعج الشيخ جماع مامور وكل المؤمنين في كنيسة طيبة . وفيما بعد ذهبنا شحصي بصحبة الشيخ جماع مامو وجلسنا مع المطران اسماعيل في مكتبه في المطرانية الاسقوفية بخصوص تنظيم واحترام جدول جدمات العشاء الرباني في الكنائس الانجيلية الثلاثة في الابيض وتحدثنا عنما تم في خدمة العشاء الذي قام به في كنيسة طيبة بحضور الشيخ جماع في تلك الخدمة وما شابها من عدم تنطيم وتوتر . وقد تفهم المطران اسماعيل الامر واعتذر لما حدث واعداً بان تعالج الاشكاليات وان يتم تقديم العشاء الرباني في الكنائس الانجيلية الثلاث حسب الجدول المتفق عليه الذي يصله .
لكن وبكل الأسف الشديد تعمد الشيخ كومي كودي علي القيام بنفس التمثيلية او المسرحية السمجة البايغة الوقحة مجدداً في الخدمة التي وزع فيها شخصي الضعيف للخدمة في كنيسة طيبة حسب الجدول . ذهبت الي الكنيسة مبكراً ودخلت الكنيسة واخذت مكاني وكان الشيخ كومي كودي موجوداً . من ثم حضر القس مرقس شنطة الذي استقبله الشيخ كومي كودي بحفاوة وقام بتقديمه واجلاسه في المنصة . وابتدأ المؤمنين في الحضور . لكن الملاحظ انه لم يكن في الكنيسة ما يوحي بخدمة العشاء الرباني في هذا الاحد لا في الجدول ولا في الترتيب داخل الكنيسة من تجهيز لمائدة العشاء الرباني . وعندما حضر الشيخ المرشح يوسف النيل الذي لم يكن علي ما أظن علي علم بالعشاء الرباني ليفأجى بوجود القس مرقس شنطة في الكنيسة فخرج الي الخارج وتحدث مع الشيخ كومي كودي الذي أكد له بأن اليوم سيكون العشاء الرباني . فعاد يوسف النيل ليقول لي : المفرض حسب الجدول الخدمة لك اليوك هنا في كنيسة طيبة والعشاء الرباني ما معلن اليوم لكن الشيخ كومي كلم القس مرقس امبارح عشان يجيئ يقوم بخدمة العشاء ليواصل يوسف النيل حديثه لي قائلاً : انا ما عارف الشيخ كومي قاعد يعمل كدا ليي وعشان شنو ؟
المهم ابتدأ المؤمنين في الحضور وعندما حضر الشاب مجاهد كلمل تحدث اليه الشيخ كومي كودي بالذهاب الي بيته بسرعة لتجهيز مستلزمات العشاني الرباني الذي لم يكن معداً مسبقاً . وكان الشيخ كومي كودي نفسه مرتبكاً وهو يخرج ويدخل الكنيسة كأم العروس في يوم زفاف بنتها . علي كل حال صار الحال في داحل كنيسة مشوشاً مربكاً علي الجميع بمن فيهم القس مرقس نفسه الذي ترجل واقفاً بعد مضيئ الزمن قائلاً : الحاصل شنو انتوا ما مستعدين للعشاء الرباني ولا شنو ؟
و علي كل حال واصلنا في الترانيم والتسبيح حتي فترنا . واخيراً وصل الشاب مجاهد كامل بمائدة العشاء الرباني ليتقدم الشيخ كومي كودي لتقديم القس مرقس شنطة لقيام بالخدمة . هكذا تمت خدمة الوعظ والعشاء الرباني في جو مشحون بتوتر مصحوب الارتباك فقدت غيم الكأبة وسيطرت الحزن والشجون علي الومان والمكان . علي كل حال تمت الخدمة علي هذا المنوال وقد رفضت تناول المناولة التي قدمها لي الشيخ كومي كودي لأنها بالنسبة كانت الي حد كبير تشب يقال عنه او كما جاء في الامثال عن عزومة المراكبية :
"عزومة المراكبية" هي مثل شعبي يطلق على الدعوة أو العزومة التي لا يُراد بها الجدية، أو التي يصعب تحقيقها، أو التي تكون مجرد مجاملة.
أصل المثل يعود إلى الصيادين الذين كانوا يعيشون على المراكب في عرض البحر أو النهر.
فإذا قاموا بدعوة شخص على متن مركبهم، فإن هذا الشخص لن يتمكن من الوصول إليهم لتناول الطعام معهم .
عليه لم اتمكن من تناول هذه العشاء الذي بدأ لي غريباً عجيباً لا علاقة له ابدأ بعمل الروح القدوس ولا بالخدمة الروحية المقدسة التي تقام علي اساسها العشاء الرباني .
لكنني في نهاية الخدمة ترجلت وتقدمت للحديث امام الكنيسة وقد حاول الشيخ كومي كودي اختصاري ومنعي من الحديث . لكنني بدوري انتزعت حقي وتكلمت امام الكنيسة رافضاً هذه الصورة والشكل والنهج الذي يتبعه الشيخ كومي كودي في كنيسة طيبة من سلوك فردي دكتاتوري لا يشبه المسيحين ابداً . وكنت وما زلت محتاراً في أمر مؤمني كنيسة طيبة واستسلامهم لهذة الدرجة من الخصوع والخنوغ وتمكينهم لشيخهم من فرض سلطانه سلوكه واسلوبه بجهالة داخل الكنيسة . وهوسلوك انسان جاهل بالمعني الروحي والجسدي معاً بمعني الجهل الذي يقال عنه : الجاهل عدو نفسه
اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي الْخَارِجِ. فِي الشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا.
تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ، فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ. فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا
قَائِلَةً: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ، وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاسْتِهْزَاءِ، وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟
اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هأَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي. أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتِي ) . سفر الامثال 1 : 22 – 23