أعيدوا تشغيل مدارس الأساس (إبتدائي و ثانوي) ليعود سكان الخرطوم كتبه عثمان عيسى حسن صديق

أعيدوا تشغيل مدارس الأساس (إبتدائي و ثانوي) ليعود سكان الخرطوم كتبه عثمان عيسى حسن صديق


07-11-2025, 01:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1752235724&rn=0


Post: #1
Title: أعيدوا تشغيل مدارس الأساس (إبتدائي و ثانوي) ليعود سكان الخرطوم كتبه عثمان عيسى حسن صديق
Author: عثمان عيسى حسن صديق
Date: 07-11-2025, 01:08 PM

01:08 PM July, 11 2025

سودانيز اون لاين
عثمان عيسى حسن صديق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر







مستشهداً بتجرتي العملية في فترة عملي بمنظمة إنسانية في دولة ليبيريا استطيع أن أقول انه بعد إستتباب الأمن في اي منطقة يمثل تعليم الأساس العنصر الحاسم في قرارات العودة الطوعية للنازحين و اللاجئين. توفر الخدمات الأساسية من مياه و كهرباء ليس كافياُ لدفع النازحين إلى العودة إلى مناطقهم ما لم يكن هناك تعليم اساس يعمل. تعليم الأساس هو الفيصل.

حرب ليبيريا الأهلية في ثمانينيات القرن الماضي أدت إلى نزوح معظم السكان إلى دول الجوار مثل غينيا و سيراليون و ساحل العاج. بعد وقف الحرب و توقيع إتفاق السلام بين الفصائل المتحاربة هبت الكثير دول العالم و المنظمات الدولية إلى مساعدة ليبيريا في عملية إعادة الأعمار و ترميم الخراب الكبير الذي احدثته الحرب في البنية التحتية. و ذلك بهدف تمكين النازحين و اللاجئين من العودة الآمنة و الكريمة إلى مناطقهم الأصلية.

بدعم سخي من وزارة الخارجية لدولة اليابان و بعض المانحين قامت منظمة "نسمات السلام اليابانية" باعمار ما لا يقل عن خمسين (٥٠) قرية على الشريط الحدودي بين ليبيريا و دولتي غينيا و سيراليون. اشتملت المساعدة على ترميم المدارس المدمرة و دورات مياهها و توفير الاجلاس و حفر و تركيب بيارة مياه لكل مدرسة و تشييد الكباري الخشبية و المراكز الصحية بالإضافة لتقديم مواد بناء من زنك ومسامير و معدات و معاول بناء لكل اسرة. قرب القرى من معسكرات اللجوء في الدول المجاورة مكن اللاجئون من العودة مؤقتا لقراهم و إستلام المساعدات وإعادة بناء مساكنهم.

إكتملت عملية البناء و اكتست القرى المستهدفة حلة زاهية من الأسقف الجديدة اللامعة و تزينت المدارس باسقف جديدة و جدران ذات طلاء سماوي لامع و نشات في القرى لأول مرة مضخات مياه نقية.

نظمت لجنة العودة الطوعية زيارات لمناديب القرى للمعاينة و ذلك لتحديد جداول زمنية ووسائل نقل لترحيل العائدين من مخيمات اللجوء إلى قراهم الجميلة. لم يُخفي المناديب إعجابهم بمجهودات المنظمة و المناحين في بث الروح للقرى بصورة متكاملة و جميلة لكن كانت المفاجأة في تصريح مناديب اللاجئين بأن لا عودة حتى تقوم الدولة بتوفير المعلمين للمدارس. قالوا ليس من المنطق إخراج أبناءنا من مدارس المخيمات و إرجاعهم الى قرى مدارسها جميلة و لكن تفتقر للمعلمين و لا تعمل. و للأسف، وقتها لم تكن هناك دولة عاملة في ليبيريا تسطيع توفير المعلمين، فبقي اللاجئون في مخيماتهم من أجل تعليم الأبناء و ظلت القرى و مدارسها الجميلة خالية من السكان لسنين.

خلاصة القول؛ يستطيع العائدون العيش بأقل خدمات مياه و صحة و كهرباء و لكن ليس بدون تعليم اساس فاعل لابناءهم.