Post: #1
Title: الطيب عبدالماجد ذاكرة السرد وإبداع التوثيق للحياة السودانية كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 07-10-2025, 02:31 PM
02:31 PM July, 10 2025 سودانيز اون لاين عبدالرحمن محمد فضل-السعودية مكتبتى رابط مختصر
عمود ظِلَال القمــــــر
[email protected]
_________
في زمنٍ تتداخل فيه الأصوات وتتشابه الحكايات، يخرج الإعلامي والكاتب الطيب عبدالماجد بأسلوب فريد من نوعه، يصنع عبره أرشيفًا حيًّا للوجدان السوداني، موثقًا تفاصيله الصغيرة التي ينساها مؤقت البعض ولكنها تنسى في اعماق النفوس وتظل حاضرة في الخيال والحنين للماضي لقد ابدع الطيب في رسم المفردات والمعاني ملوِّنًا بها ذاكرة أجيال تنظر إلى الوراء بشوق وحنين دافق لقد تميّز الطيب عبدالماجد في كتاباته بلغة السهل الممتنع، حيث يُمسك بتفاصيل الحياة اليومية ويحوّلها إلى مشاهد نابضة بالحياة، مستخدمًا قلمًا رشيقًا وسردًا مشهديًا يضع القارئ في قلب الحدث ففي توثيقه للمراحل التعليمية، لم يقتصر على وصف القاعات والكتب، بل تنقل بنا حتي بين فئات الطلبة واسماء شهرتهم ووصف الفئة المتفوقة، والطالب العادي، والمشاغب، وسلط الضوء على المعلمين، وجولات الطابور الصباحي، وجرس الحصص، وحتى "غفير المدرسة" الذي طالما كان رمزًا للنظام والانضباط، (والمبعوث الاممي الخاص للمعلمين) بأسلوبه البديع، استحضر عبدالماجد مشهد الطابور المفاجئ حين تقع "كارثة مدرسية"، فيحرك السطور وكأنها كاميرا ترصد الحدث من جميع زواياه. بل لم يترك شيئًا من بيئة المدرسة ومحيطها إلا وأعاده إلى الذاكرة الجمعية من "دكان الحي"، إلى "بائع الآيسكريم"، حتى وصل بنا إلى نكهة "الشطة المبشورة بالمنقة"، تفاصيل ربما لم يدركها أبناء الجيل المهاجر، لكنها جزء حي من الواقع الذي صنع ملامح الشخصية السودانية. ويبدو أن مشروع الطيب عبدالماجد التوثيقي لم ينتهِ بعد، بل يسير بخطى واثقة نحو نقل تفاصيل وخبايا وذكريات مختلفة ونقل مشاهد "وصور حية وبث مباشر"لمراحل التعليم الابتدائي حتي الثانوي ويبدو انه سوف يدلف لاحقا الي المرحلة الجامعية، حيث يتوقع القراء أن يوثق هذه المرحلة بنفس الحس الفني وتلك القدرة على التقاط اللحظة العابرة وتحويلها إلى سجل أدبي خالد، ولعل الأجمل في مسيرته هو انتقاله السلس بين تفاصيل الحكاية ووقوفه علي ادق التفاصيل والقارئ يشعر انه امام عرض مسرحي متكامل او برنامج وثائقي متفرد ربما يتفق معي القراء باننا امام مبدع وصانع تراجديا وكوميديا من عمق المجتمع السوداني نناظر من المبدع الطيب عبدالماجد جولات متعددة في رحلته الابداعية عبر الكتابة من رفاقاء الدراسة وظرفاء المدينة والقرية ومن قاعات التعليم إلى فضاءات العمل، عبر شخصياته المتخيلة والواقعية مثل "علوب وغيرها"، التي قد تقودنا ايضا إلى مشاهد الحياة العملية في المكاتب، والمستشفيات، والمواقع الهندسية، والمتاجر، والأسواق، والدكاكين، والمولات، والبازارات، الطيب عبدالماجد لايختلف عليه إثنان في تفرده وتميزه وابداعه وله القدرة علي جذب القارى من السطر الاول ويجد القارئ نفسه مكتفا ومقيدا ومسربلا داخل النص الطيب عبدالماجد لا يكتب فقط، بل يوثق و يسرد و يُنقّب في الذاكرة، ولا يُضحكنا، بل يُوقظ فينا الحنين انه مشروع توثيقي عميق للحياة السودانية بكل ما فيها من بساطة ودهشة وجمال وابداع وفنون واداب. ومضة اخيرة الطيب عبدالماجد هل تعلم انك جعلت كل الوثائقيات مسيخة الطعم وبلا لون ولا رائحة وذلك نتيجة لأسلوبك الساحر الساخر الجاد الهازل المرح الحزين الضاحك الباكي السهل الممتنع " وعلي فكرة البرنامج الاذاعي دكان ود البصير للاسف لم يحظي بك ضمن فريق عمله ككاتب نصوص لحلقاته او كممثل مع اولائك العمالقة ، وهل تعلم انك وخصوصا في السودان اصبحت تشكل خطر كبير علي الوثائقيات وخصوصا الجزيرة الوثائقية وناشونال جغرافيك اعمل حسابك مايطلقوا عليك اسد او نمر او" مرفعين"
|
|