في ذكري إنفصال الجنوب الوحدة وإزالة المظالِم و التهمّيش خيار كُل السُودانيين الأحرار كتبه نضال عبدا

في ذكري إنفصال الجنوب الوحدة وإزالة المظالِم و التهمّيش خيار كُل السُودانيين الأحرار كتبه نضال عبدا


07-09-2025, 08:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1752090274&rn=0


Post: #1
Title: في ذكري إنفصال الجنوب الوحدة وإزالة المظالِم و التهمّيش خيار كُل السُودانيين الأحرار كتبه نضال عبدا
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 07-09-2025, 08:44 PM

08:44 PM July, 09 2025

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر




٩يوليو ٢٠٢٥

تمر اليوم الذكري "الأليمة" الرابعة عشر لإنفصال جنوب السُودان وتكوينه لدولة أخري مجاورة في حدود السُودان الشمالي ، إنفصل الجنوب بعد تجربة "فشل عميّق" في التعامل مع مشكلة الجنوب والجنوبيين وقضيتهم العادلة وخصوصية وجودهم كجزء أصيّل من تركيبة السُودان المتنوعة والمُتعددة ، وكخطوة ونتيجة طبيعة لهذا الفشل في التعامل معها من كُل النخب والأنظمة التي تعاقبت علي إدارة الحُكم في السُودان ، سواء أنظمة عسكرية إنقلابية ديكتاتورية ، أو أنظمة ديمُقراطية هشة تولت في بعض الفترات المُتقطعة لحقب سابقة ، مُحصلة حوالي ال ٥٥ عاماً ماقبل الإنفصال للجنوب للدولة السُودانية الموحدة مابعد الإستقلال كانت للأسف "هروب" و توجهات "مُختلة" و خاطئة جداً سواء علي مستوي إدارة الحُكم أو الدستور أو المُمارسة في مواجهة و إزالة الإشكالات التي أدت لاحقاً لفصل الجنوب بما ظللت أُسميه قصور وضيق أفق وتآمر داخلي وخارجي ، داخلي من هؤلاء الذين إختاروا "السُلطة" والنفوذ عليها علي وحدة البلد ومصلحة جميّع أهله بمختلف أعراقهم وإثنياتهم وأديانهم ولغاتهم وألوانهم وكل تنوعهم وتعددهم هذا ، فبدلاً عن إعطاء الحقوق وإزالة المظالم و الفوارق قانوناً ودستوراً وممارسة في الحُكم وطبيعته وشكله ، وجعل جميّع السُودانيين فيه سواسية ، إختار هؤلاء المُتآمرون والأنانيون وضيّقي الأفق الحل الأيسر لهم ببتر جزء عزيز وغالي من الوطن ، إلتقت رغبتهم في ذلك بمؤامرة ورغبة خارجية علي البلاد ممن أرادوا إضعافنا وتقسيّمنا وفي السيطرة علي منطقة غنية بالثروات الطبيعية وتوجد بها منابع النيل ، ووجدوا ضآلتهم في نظام الإسلاميين والذي دخل الصراع مع الجنوب بتحويله بدلاً عن حرب سياسية وذات بعد تنموي وثقافي وإثني إلي حرب "دينية" وجهادية أُستنزفت فيها موارد البلاد البشرية والمادية ، وأصبحت "مهلكة" للسُودانين وحرب للإبادة المُنظمة والتطهير العرقي ، ونجحت خطوات الدفع للجنوبين بالمطالبة بالإنفصال وحق تقرير المصير الذي أوجدوه "الإسلاميين" ووافقوا لهم عليه كحل للمشكلة من جانبهم وتمريره والبصم عليه للأسف من بقية القوي السياسِية بلا إستثناء في السُودان ، ثم تحريك أجهزة نظام الإسلاميين والمؤتمر الوطني الأمنية والإعلامية في خلق رأي عام "قوي" داخل الجنوبيين لإختيار الإنفصال حتي تم لهم ما أرادوا ، في ما أسميته بالخطئية والجريمة السياسِية الكُبري في طوال تاريخنا السياسِي المُمتد والحديث ....
وبعد تجربة فصل الجنوب أراد البعض للأسف من "ضيقي" الأفق و العنصريون والفاشلين والأنانيون من ذات الفئية من الإسلاميين والعنصريون والعُملاء ، بتنفيذ ذات الطريق في "تقطيع" السُودان ، ففي الوقت الذي تسعي الدول الكُبري في العالم علي توسيع نفوذها ومساحاتها والإستفادة من كافة مواردها لدرجة التدخلات في الدول الأخري وإضعافها ومحاولات تقسيمها بنشر الحروب والفوضي فيها للسيطرة عليها وهذا حادث في كُل العالم ومنطقتنا ليست إستثناء تجد أن هنالك من يفكر التفكير "المُنكفئ" والإنفصالي وتمهيّد الطريق للسُلطة المطلقة والهيمنة عليها في الذهاب في هذا الجانب ، وعدم الأعتراف بالآخرين والإنسياق للعنصرية الإثنية والثقافية والقبلية في جعلها المُحرك الأساسي لتقسيم السودان وفق "هواءهم" ، مدفوعين بذات الأجهزة الأمنية " القمئية" والعميلة وذات مربعات "الإسلاميين" وحلفاؤهم من العنصريون وضيقي الأفق ، بدوا هذا بنشر غير مسبوق لخطاب الكراهية والتفريق بين السودانيين ، ثم بنشر الصراع المُسلح وحروب الإبادة والتطهير العرقي ، ثم بالتبشير بدولة مزعومة خاصة فقط بالعرب والمسلمين دون بقية السودانيين والذين نحن جميعاً ضمنهم ، أي نموذج "يخصهم" وأطلقوا عليه مُسمي أسموه "دولة البحر والنهر" ، وهذا في مقابل آخرين لهم ذات النظرة في إنشاء دول داخل دولتنا جميعاً "السُودان" فهنالك من يقول بدولة "الأماتونج" ، أو "كوش" أو "الزغاوة الكبري" أو "دارفور" ، أو "دارمساليت" "دولة البجا" أو "كردفان" الصغري والكُبري ؟؟ وغيرها من مُسميات للبعض من الذين إما فشلوا في مواجهة أن هذا "السُودان" دولة موحدة تم تحريرها من المُستعمر ووجودها بالدماء والتضحيّات ، وتخص الجميّع دون تفرقة أو تمييز ، أو أرادوا إما إستمرار الهيمنة والسُلطة والتسلط عليها أو تمزيقها "إرباً" ولهم في تجربة الجنوب مثال يريدون السيّر عليها.
إن خيّار هذا السُودان الموحد الموروث من جميّع أجدادنا فيه من مختلف إثنياتهم وتضحياتهم عليه هو لجميّع السودانيين وخيار جميّع الأحرار عليه ، لاتعلو أو تهيمن فيه هوية أو ثقافة علي أخري ، ولاديانة علي ديانة ، ولا ثقافة علي ثقافة ، ولا إثنية وقبيلة علي أخري ولالغة ولا لهجات ولا لون علي لون ، الجميّع فيه لهم ذات الحقوق ، ومتساوون ، خصوصية الأقاليم يحلها إقرار الحكم الفدرالي ، وقضية الدين فيه ليست لها علاقة بالسُلطة والدستور الذي يعطي الجميع الحقوق هو الذي يفصل فيها فصلاً واضحاً بين الدين والسُلطة السياسِية وهذا ليس ضد حرية جميع الأديان وممارسة شعائرها بكل حرية وإحترام للآخرين المُختلفين ، إزالة كافة أنواع التهميش والإعتراف به والذي جعل من أقاليم كاملة ومناطق كأنها ليست جزءاً من ذات الدولة ووضح فيها ظلم من تولوا السُلطة سابقاً في جعل الفوارق واضحة في التنمية مابين المركز والوسط وبقية أطراف البلاد وأجزائها الأصيلة الأخري ، وهذا يتم بالمساواة وإقرار العدالة ، مع وضع حد للحروب علي هذا الأساس وإعطاء كافة الأقاليم حقها في التنمية وقسمة السُلطة والثروة ضمن السُودان الموحد الذي يسع الجميّع.
أنا كمثال بشخصي "نضال عبدالوهاب" المولود بالخرطوم ومركز البلاد ومن أبوين ينحدران "إثنياً" من القبائل التي يتم تصنيفها عربياً ومسلمة ، أقف وبقوة ضد أي خطاب أو فعل لاي شخص يتحدث بإسمنا في إنشاء دولة داخل دولتنا جميعاً السُودان ، أو يروج لها ، وأعترف فقط بالسودان كدولة موحدة وبحقوق كل السُودانيين وعلي قدر المساواة ، وأعترف بالتهميش والعنصرية التي مارسها بعض من ينتمون جغرافياً وإسمياً للشمال والوسط علي بقية الدولة وإثنياتها وأقاليمها ، وإحتكروا السُلطة والثروة ، أدعوا جميع الأحرار داخل جميع السودان وداخل مناطق الشمال والوسط بالوقوف بقوة ضد كل هؤلاء المُخربين والعنصريون وسارقي ألسنتنا في تقسيم بلادنا علي "هواهم" وأمزجتهم وبنشرهم لخطابات التفرقة والكراهية والعنصرية ، هذا السودان للجميّع ولايعلو فيه أحد علي أحد لاديناً لاثقافة لاهوية لا إثنية لا قبيلة لا لون ولا لغة ، ولا إستعلاء ، جميعنا متساوون فيه ونعمل فيه بكل قوة وإخلاص مع كل الأحرار فيه لكي يكون هكذا وتتوقف فيه جميّع "الصراعات" والحروب المصنوعة والإبادات والتطهير العرقي والجريمة علي اساس الهوية ، وحل جميّع مُشكلاته عبر الحوار والتفاهمات وليس بالبندقية وقوة السلاح ، بمبدأ القبول بالآخر المختلف ومُشاركة الجميّع في الوطن ، وأن يكون السلام العادل والوحدة وكافة حقوق المواطنة فيه للجميع وإعطاء وإقرار كافة الحقوق دستوراً وقانوناً ومُمارسة داخل الدولة ، و توحيد الجيوش وحل جميع المليشيات ، و نبذ العنف و التداول السِلمي المدني الديمُقراطي للسُلطة فيه.