هنادي: ليس في قلبها سوى وطنها كتبه عبد الله علي إبراهيم

هنادي: ليس في قلبها سوى وطنها كتبه عبد الله علي إبراهيم


07-07-2025, 05:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1751862967&rn=0


Post: #1
Title: هنادي: ليس في قلبها سوى وطنها كتبه عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 07-07-2025, 05:36 AM

05:36 AM July, 07 2025

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر






مقدمة "كتاب هنادي رمز الصمود والنضال" لبشارة يوسف أبكر
اقتحم الدعم السريع في 13 أبريل 2025 مخيم زمزم الذي أوى مليون نازح من حروب دارفور المتطاولة المتناوحة عنوة بالسيارات المدججة وبأحدث أنواع الأسلحة والطائرات المسيرة والمدافع طويلة المدى. فقتل بصورة ممنهجة واغتصب واختطف وأحرق البيوت. وقتل هنادي النور داؤود (2003) وهي قائمة بعلاج ضحايا زمزم الذي ظل في مرمى نيران الدعم السريع منذ يونيو 2024. ولم يكن في قلبها سوى وطنها و"في وطنها رصاصة" كما قال بركة ساكن.
وعلى مجرى قول بشرى البطانة في أعذب ما قيل عن ثورة ديسمبر 2018 من غناء أحمد أمين "يا ريتو حميد كان شديد" أقول "أريتو ود المكي كان شديد" لقال في هنادي التي عوجلت في الريعان قولته في أحمد القرشي شهيد أول ثورة أكتوبر 1964:
كان في قريته الذرة
. . . . . .
وكان في العشرين لم ير
ألفا من الشموس مقبلة
ولم يعش هناءة الزفاف
ولم يكن في فمه أكثر من هتاف
هذا كتاب رحيم في ذكرى هنادي ضم تعريفاً بها، وقطعاً منثورة وشعرية عنها بقلم كتاب وشعراء وسياسيين بارزين، ونصوصاً في نعيها من مقاومة الفاشر، وتأبين أمانة المرأة بمدينة كوستي، ورابطة وصحفي وإعلامي كردفان ودارفور، ومن معسكر زمزم. وشهادات بحقها من زملاء له ومرضاها. إن إعداد بشارة يوسف أبكر لهذا الكتاب للنشر في أقل من شهرين من مصرع هنادي بر وبركة.
انشرحت هنادي للحياة وادخرت لنفسها مستقبلاً شرعت فيه كأنه هجس لها هاجس "انت ما شافعة حياة". ولدت في أسرتها في قرية بدو أوتيلا في محلية أم برو شمال الفاشر. وكانت بكر بيتها ولقبها "لايكن". وتلقت تعليمها دون الثانوية في قريتها وما حولها لتنتقل لدراسة الثانوية في زمزم الذي ولد بين فرث تلك الفترة المضطرة ودمها حتى صدق فيه قول القائل أنه "غابت فيه الأسماء والقبائل". وكان أكثر أبواب انشراح هنادي للمستقبل أنها أرادت أن تدرس الطب. ولما لم يحالفها الحظ احتالت عليه فدرست الإسعافات الأولية لصراع "النساء المتنى" مع امنيتها في الطب. ومع أنها لم تكن اقسمت قسم بقراط بعد إلا أنها سهدت تعالج من حولها "وكل المنازل التي أدخل إليها"، في قول القسم، "لمنفعة المريض".
كان ضربة لازب أن يستدعي نعاة هنادي كل شهيدات الوطن "الما شافعات حياة": ست النفور، الوداعة والكبرياء والجمال التي قتلتها القوة العسكرية المشتركة خلال مواكب لجان المقاومة للجم العسكريين الثورة، والتاية محمد الطريفي بكر رعيل الشهداء النساء في 1989 على يد نظام الإنقاذ. وكلاهما "كان في العشرين لم ير". وطالما تغني بمأثرتها عبد القيوم الشريف ذو الباع في غناء الشايقية والطمبور جاء ذكر مهيرة بت عبود التي أشعلت حماسة فراس أهلها الشايقية حماسة في معركة كورتي 1821.
لا أعرف مثل هنادي برت بقسم أبقراط الذي أملت أن تدخل به الطب يوماً من أوسع أبوابه:
"وما دمت باقيًا على قسمي هذا غير حانث به، فليكن جزائي التمتع بالحياة وممارسة فني، مبجلًا من جميع الناس على مرّ العصور".
لم تر ألفاً من الشموس
ولتبقى فينا مبجلة.
تتمتع بحياة طويلة لأنها عاشتها