* تناقلت الأخبار، خبر قبولك أن تكون وزيراً في سلطة إنقلابية بقيادة مجرم الحرب البرهان وداعميه الأقزام. ليس غريباً أن يخون أنصاف المثقفين الوطن ويلتحقوا بقافلة الطغاة أمثال خالد الإعيسر، عسير الفهم، والناقص، كامل إدريس، وبقية الإنتهازيين. لكن الغريب أن يخون الشاعر الوطن. هل نسيت أن الديار ما زالت تتدثر بأثواب الحداد على شهداء ثورة ديسمبر المجيدة؟ والقاتلون ما زالوا يسرحون ويمرحون، ممسكين بزناد البندقية، يقتلون الكبرياء والعنفوان والشموخ. ما الذي حل بك؟ وبذاكرتك، وموهبتك؟ لماذا تطمس كل ما كتبت من شعر لامس شغاف الروح؟ ما الذي جعلك تقبل أن تكون شريكًا لعصابة يقودها مجرم الحرب البرهان، الذي سعى للقضاء على رحيق الثورة والروح؟ ماذا ستجني من وراء هؤلاء القتلة الأشرار؟ كيف سيولد النبض في الروح من جديد؟ ما الذي حل بك يا المعز عمر بخيت؟ هل ضاع بريد الثورة وما حواه من رسائل، أم ضللت أنت الطريق؟ أم ذاب جبل الجليد، وعادت المياه إلى مجاريها، وعادت العرجاء إلى مراحها، وهربت الكلمات من معانيها، وتركت الشعر مبعثراً، محطّماً فوق الدورب، ملطخاً بدماء الأبرياء؟ لا شيء يعدل خيانة الشاعر لوطنه وشعره، ويصبح جزءاً من الجريمة، ويسير وراء قافلة الطغيان، الذي كبل الوطن بسلاسل من حديد. كيف للشعر أن ينسى الوجع المقيم؟ ما الذي حل بك يا المعز عمر بخيت؟ رجاء، لا تبيع دماء شهداء الثورة بأوهام السراب، راهن على شعبك لا تراهن على الطغاة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست