Post: #1
Title: نهاية عهد الكيزان.. القتلة الأشرار كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 07-04-2025, 08:00 PM
08:00 PM July, 04 2025 سودانيز اون لاين الطيب الزين-السويد مكتبتى رابط مختصر
منذ إستقلال السودان، ظل مفهوم الحرية هو النور الذي يهتدي به الشعب السوداني في مسيرة نضاله الطويلة من أجل الحرية والعدالة والسلام. وقد بلغ هذا النضال ذروته في ثورة ديسمبر المجيدة، التي أعادت تعريف السودان أمام العالم، كدولة تنشد السيادة، وتتمسك بخياراتها الوطنية. دولة ترفض أن تكون أداة في يد أي جهة داخلية أو خارجية. لكن هذا الحلم، الذي شُيد بتضحيات آلاف الشهداء والمصابين، واجه بمؤامرة شريرة من قوى الردة والظلام التي أدمنت خيانة الوطن، والتفريط في قراره الوطني وصون سيادته. لذلك، بعد الثورة، جعلوا من أنفسهم أدوات رخيصة لتنفيذ أجندات لا علاقة لها بمصلحة السودان. إنّ التفريط في السيادة الوطنية لا يُقاس فقط بإختيار الحلفاء أو المسارات، بل يتجسد حين يتم الانقلاب على إرادة شعب خرج بالملايين ليقول كلمته، ويتمّ مصادرة خياراته عبر القوة، لا عبر الحوار والدستور. وقد شكّلت حكومة الثورة بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك نموذجاً محترماً في الانفتاح السياسي والاستقلالية، قبل أن تُواجه انقلابًا غادراً أعاد البلاد إلى مربعات الصراع والتبعية والانقسامات. إنّ ما يفعله رموز النظام البائد وعلى رأسهم عبد الفتاح البرهان، ليس فقط انقلابا على السلطة، بل انقلابا على كرامة السودانيين، وتشويها لسمعة وطنٍ قدّم أنبل دروس الثورة السلمية في العالم. وكل محاولة لإعادة إنتاج حكم الكيزان ليست مجرد فشل سياسي، بل خيانة تاريخية تُفقد السودان موقعه الطبيعي كدولة ذات سيادة وقرار مستقل. من هنا، فإن المرحلة الحالية ليست وقتا للمساومة أو الحياد، بل لحظة فاصلة يجب أن يتوحد فيها كل السودانيين والسودانيات المؤمنين بسودان ديمقراطي حر، خلف مشروع وطني يحمي السيادة، ويُعيد الاعتبار للإرادة الشعبية، ويقطع الطريق أمام أي محاولة لإعادة إنتاج الاستبداد بثوب جديد. لا تراجع عن الحرية، لأن الحرية هي أصل السيادة، ومن دونها يكون القرار الوطني رهينة لمصالح ضيقة، وتكون الدولة خاضعة لمن يبيعون حاضرها من أجل ما سرقوه في الماضي. فلنصن ما تبقى من حلم الشعب، ولنحمي السودان من السقوط في مستنقع لا يستفيد منه إلا الخونة والمنتفعون. السودان يستحق أفضل من أن يُحكم بانقلاب، وأعظم من أن يُدار تحت ضغط العمالة، وأقوى من أن يُختزل في تاريخ الكيزان. فلنُحافظ على ما بُني، ولنكن أوفياء لدماء من سبقونا في ساحات النضال، فالسودان اليوم ينادينا جميعًا: لا تراجع عن الحرية.
الطيب الزين
|
|