نرفض التدخل الخارجي في السودان ردا على مقال الامريكي ( نيجر إنّيس ) كتبه مها طبيق

نرفض التدخل الخارجي في السودان ردا على مقال الامريكي ( نيجر إنّيس ) كتبه مها طبيق


07-04-2025, 07:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1751655385&rn=0


Post: #1
Title: نرفض التدخل الخارجي في السودان ردا على مقال الامريكي ( نيجر إنّيس ) كتبه مها طبيق
Author: مها الهادي طبيق
Date: 07-04-2025, 07:56 PM

07:56 PM July, 04 2025

سودانيز اون لاين
مها الهادي طبيق-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




في مقاله الأخير بعنوان ( لماذا يجب على إسرائيل إسقاط رجل إيران في الخرطوم ) ، دعا الكاتب الأمريكي ( نيجر إنّيس ) المنشور في الصحيفة الإسرائيلية ( Jérusalem ) بتاريخ 1/يوليو/2025 إلى تدخل إسرائيلي لإسقاط قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وأنه رجل إيران في السودان الخ ....
هذا الطرح يثير الكثير من علامات الاستفهام ، ليس فقط بسبب محتواه ، بل لأنه يعكس منطقًا قديمًا وخطيرًا يقوم على فرض إرادة الخارج على قرارات الداخل السوداني والذي يتوجب علينا أن نتصدى له بحزم .

رغم اختلافنا مع البرهان والحركة الإسلامية في السودان وممارساتهم الكارثية ضد الشعب السودان طيلة فترة حكمهم ، إلا أنه من المهم ان نؤكد على أن تغيير أي حكومة يجب أن يكون نابعًا من إرادة شعبية حرة داخلية . السودانيون وحدهم يملكون الحق في تقرير مصيرهم واختيار من يحكمهم ، لا أي قوة خارجية مهما كانت . الدعوة إلى تدخل أجنبي لتغيير السلطة في السودان تُعد تعدّيًا واضحًا على سيادة البلاد وتجاهلًا لنضال السودانيين المستمر من أجل الحرية والعدالة .

التبرير الذي استخدمه إنّيس ، وهو أن التدخل يأتي لحماية "الأمن القومي الإسرائيلي" ، لا يمكن قبوله ، ونحن نعلم بأن ما يجري في السودان ليس تحالفا استراتيجيا بين البرهان وإيران وإنما فوضى أمنية وسياسية تستغلها جهات إقليمية ، وهذا النوع من الذرائع كثيرًا ما استُخدم لتبرير الحروب وفرض النفوذ الإقليمي والدولي . السودان ليس ساحة خلفية لأي دولة ، ولا ينبغي استخدامه كورقة في صراع جيوسياسي بين قوى إقليمية . السيادة الوطنية ليست قابلة للتفاوض أو التلاعب بها تحت أي ذريعة .

الطرح الذي قدمه الكاتب يتعامل مع السودان وكأنه ملف بسيط يمكن حله بتدخل خارجي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . لكنه يتجاهل أن الأزمة السودانية معقدة ومتجذّرة في التاريخ . هي ليست فقط صراعًا بين قادة عسكريين أو ميليشيات ، بل هي أزمة هوية ، وعدالة ، وتنمية وإدارة تنوع . التعامل معها كأنها مجرد صراع نفوذ بين جهات إقليمية يُسهم في تعميق الانقسام بدلًا من حله .

الحل الحقيقي لأزمة السودان لا يمكن أن يأتي من الخارج . بل يجب أن يكون سودانيًا خالصًا . المجتمع الدولي يمكنه أن يلعب دورًا إيجابيًا إذا دعم مبادرات وطنية وسلمية ، تحترم إرادة الشعب وتساعد في وقف الحرب وبناء دولة مدنية ديمقراطية . لا حاجة إلى وصاية خارجية ، بل إلى شراكة تحترم استقلال السودان وحقه في اختيار طريقه .

إن مقال الكاتب الأميركي( نيجر إنّيس ) لا يفرق بين نظام فاسد وشعب مقهور ولا يُقدّم حلًا واقعيًا أو عادلًا ، بل يروّج لتدخل يهدد وحدة السودان ويزيد من معاناة شعبه . على الجميع أن يدرك أن بناء السلام الحقيقي يبدأ من الداخل ، من حوار سوداني صادق وشامل ، لا من قرارات تُتخذ في تل أبيب أو واشنطن . فالسودانيون وحدهم هم أصحاب الحق والقرار في مستقبل وطنهم ، وعلى القادة السودانيين السياسيين المدنيين والعسكريين الحاكمين والمعارضين أن يسدو الثغرات التي ينفذ من خلالها أعداء الوطن وأن لا تمهدوا لهم الطريق ليتدخلوا من خلال صراعكم وتشبثكم بالسلطة على حساب الوطن حتى صار المواطن لاجئ في وطنه من شدة ما اذاق من ويلات الحرب والدمار الذي أصابه ولا جابر لكسره سوى الله .

مها الهادي طبيق
4/يوليو/2025