لا لمشاريع الوصاية الخارجية كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-07-2025, 10:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2025, 04:18 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا لمشاريع الوصاية الخارجية كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    04:18 AM July, 03 2025

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة





    حين تتحدث شخصيات قريبة من دوائر القرار في القاهرة عن “تطهير الجيش السوداني” و”ضبط تحالفاته”، فذلك ليس رأيًا بل مشروع هندسة خارجية للمشهد السوداني. المعركة لم تنتهِ، والسيادة ليست قابلة للتفاوض.



    في تصريح لافت تداولته منصات سودانية، كشفت الباحثة المصرية أماني الطويل – المعروفة بقربها من دوائر صناعة القرار في القاهرة، وبدورها المتكرر في إطلاق بالونات الاختبار بشأن السودان – عما سمّته “فرصًا كثيرة قادمة لإنهاء الحرب”، مشيرة إلى اجتماعات الرباعية وبروكسل، بالإضافة إلى لقاء عبد الفتاح البرهان وعبد الفتاح السيسي في القاهرة، كإشارات إيجابية ضمن هذا المسار.



    غير أن اللافت أكثر في حديث الطويل، ليس التلميح لبوادر تسوية محتملة، بل ما جاء في توصيفها للدور المصري المرتقب: “التوجه العام لمصر هو الاعتماد على القوات المسلحة السودانية فاعلاً رئيسيًا في المرحلة المقبلة، ولكن لا بد من تطهيرها من الأدلجة، وضبط تحالفاتها مع الإسلاميين والحركات المسلحة، وجعلها قوات قومية وطنية”.



    هذا التصريح، بما يحمله من إملاءات مكشوفة، يكشف عن العقلية التي لا تزال تتعامل مع السودان بوصفه ساحةً لتجريب الترتيبات الإقليمية لا دولةً ذات سيادة وكرامة.



    يخطئ من يظن – أو يتوهّم – أن في وسع أحد، بعد هذه الحرب الوجودية التي قدّم فيها الجيش السوداني ملحمة وطنية نادرة، أن يتدخل في شؤون البلاد أو يفرض عليها وصفات سياسية صادرة عن غرف مغلقة في عواصم أخرى.



    إن الحديث عن “إعادة هندسة الواقع السياسي” وفق ما تريده القوى الإقليمية والدولية، لا يعدو كونه استمرارًا لمحاولات قديمة/جديدة لمصادرة الإرادة الوطنية، عبر أدوات ناعمة تارة وشعارات مخادعة تارة أخرى.



    السودان، بعد كل هذا الثمن الباهظ من الدماء والصمود، لن يكون ساحة عبور لمشاريع الوصاية، ولن ينصت لوصفات مفروضة من الخارج، مهما تلونت بلغة “الفرص القادمة”، أو أُلبست عباءة “الإصلاح والديمقراطية”.



    أما الزج بالمؤسسة العسكرية السودانية في خطاب مشروط من قبيل “تطهيرها من الأدلجة” أو “ضبط تحالفاتها”، فهو تدخل فجّ في شأن سيادي بامتياز، يكشف عن نوايا لإعادة تشكيل مؤسسة وطنية خالصة بما يخدم ترتيبات لا علاقة لها بمصلحة السودان، بل تخدم حسابات توازنات إقليمية تسعى إلى ضمان السيطرة على القرار السياسي السوداني.



    المؤسسة العسكرية السودانية لم تعد قابلة لإعادة التعليب وفق رغبات الخارج. فهي اليوم، بمزيجها من القوى النظامية والوطنية، تمثل آخر خطوط الدفاع عن سيادة الدولة، وهي بهذا المعنى المستهدفة أولاً، تحت لافتات براقة مثل “الإصلاح الأمني” و”إعادة الهيكلة” و”ضبط التحالفات الأيديولوجية”.



    والحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب هي أن القوى الوطنية الحيّة، داخل الجيش وخارجه، هي العقبة الكؤود أمام تمرير أجندات الخارج، ولذلك فهي المستهدفة بالإزاحة أو التحييد، لا لشيء إلا لأنها تقول: لا.



    ومع ذلك، لا يمكن التعاطي مع مصر – كما مع غيرها من الجيران – بخفة أو شعارات عاطفية. فمصر ليست جهة واحدة، ولا دولة عابرة في الجغرافيا السياسية السودانية، بل هي دولة تتقاطع مصالحها معنا في ملفات وجودية، لا يمكن تجاهلها أو القفز فوقها.



    نحتاج في هذا السياق إلى قدر كبير من الحكمة وضبط النفس، وإلى ميزان من ذهب في صياغة علاقتنا مع القاهرة. فمن حقنا أن ننتقد السياسات التي تضر بالسودان، ومن واجبنا أن نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية، أياً كان مصدره. لكن لا يجوز أن نغفل عن حقيقة أن التعامل مع مصر يتطلب فهماً عميقًا لتعقيدات التاريخ والجغرافيا والتداخل السكاني والاقتصادي والأمني.



    وهنا، تبرز أهمية بناء سياسة خارجية سودانية متزنة، تفتح الأبواب حين تقتضي المصلحة، وتغلقها حين يُراد بنا شرّ، وتفاوض حين يكون التفاوض أداة قوة، وتواجه حين يكون الصمت خيانة.



    السودان اليوم في مفترق طرق، يواجه ضغوطًا خارجية ومحاولات مكثفة لإعادة تركيبه بما يخدم مصالح غيره. لكن ما يجب أن يُقال بوضوح: إنّ هذا البلد لا يُدار عن بُعد، ولا يُرسم مستقبله في غرف الآخرين.



    الإرادة الوطنية السودانية، التي صمدت في وجه المحن، وواجهت جحافل المرتزقة، ودفعت أثمانًا باهظة، قادرة، إن توفر لها وعي القيادة واستقامت البوصلة الوطنية، أن تحتكر هندسة المشهد السوداني لأبنائها وحدهم، دون وصاية أو استعارة عقول من الخارج.

    للاطلاع على مزيد من مقالات الكاتب:

    https://shorturl.at/YcqOh























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de