Post: #1
Title: إيران تلوّح بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 07-03-2025, 02:02 PM
02:02 PM July, 03 2025 سودانيز اون لاين عبدالرحمن محمد فضل-السعودية مكتبتى رابط مختصر
عمود ظِلَال القمــــــر
[email protected]
تلوح ايران الي انسحابها من المعاهدة النووية فهل هو تصعيد جديد للأزمة النووية؟ لقد اطل هذا السؤال في سياق الاحداث المتسارعة في المنطقة ويبدو ان هذا تطور جديد يزيد من تعقيد المشهد النووي في الشرق الأوسط، حيث لوّحت إيران مؤخرًا بإمكانية الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وهي خطوة قد تمثل تصعيدًا خطيرًا في علاقتها مع الغرب، وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية وتفتح الباب أمام تداعيات إقليمية ودولية بالغة الخطورة في هذا المقال احاول ان اجيب علي السؤال الذي تبادر الي ذهن كثير من المتابعين لاخبار الحرب التي نشبت بين ايران وإسرائيل ثم انتهت بشكل مفاجئ بعد الصاروخ الايراني الذي استهدف قاعدة عيديت العسكرية الامريكية في قطر والغريب في الامر ان ايران اخطرت واشنطن والدوحة بهذه الضربة قبل تنفيذها وهذا من غرائب وعجائب هذه الحرب، اذا دعونا نعود لموضوعنا في هذا المقال وهو معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية اذا ما هي هذه المعاهدة؟ هي اتفاقية دولية تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية وتقنيات إنتاجها وتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتشجيع نزع السلاح النووي عالميًا وذلك من خلال التعريف العام في اطار مزاعم الغرب التي هي عبارة عن فخ ومصيدة للدول وحرمانها من الحصول علي سلاح نووي فمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية NPT هي معاهدة لعدم انتشار الأسلحة النووية، وقد دخلت حيز التنفيذ في عام 1970 وتعد إحدى أهم الاتفاقيات الدولية الهادفة إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية "كما يزعمون" اضافة الي تشجيع الاستخدام السلمي للطاقة الذرية والدفع باتجاه نزع السلاح النووي العالمي، وقد انضمت إليها حوالي 191 دولة، بما فيها إيران والجدير بالذكر ان إيران كانت من أوائل الدول التي صادقت علي هذه المعاهدة وتعتبر هذه المعاهدة من أكثر الاتفاقيات دعمًا وانتشارًا في العالم، اذا لماذا تهدد إيران بالانسحاب منها ؟ لقد جاءت تهديدات إيران بالانسحاب في ظل ما تعتبره "ازدواجية المعايير" و"عدم وفاء الغرب بالتزاماته"، خاصةً بعدانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 (JCPOA) في العهد السابق لحكم الرئيس ترامب اضافة الي إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران وتقاعس الدول الأوروبية، وذلك وفقًا للجانب الإيراني، بغرض إنقاذ الاتفاق النووي، وتعتبر طهران أن استمرار الضغوط والعقوبات عليها، رغم تعاونها السابق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يُفقد المعاهدة معناها، ويضعها في " موقع المتهم" رغم التزامها المعلن بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، ماذا يعني انسحاب إيران من المعاهدة؟إذا أقدمت إيران على هذه الخطوة، فستكون أول دولة طرف في المعاهدة تنسحب منها منذ عقود، وذلك بعد كوريا الشمالية التي انسحبت من المعاهدة عام 2003، معني هذا ان ايران بانسحابها من المعاهدة سوف تصبح متحررة قانونيًا من الالتزامات الدولية المتعلقة بالرقابة على برنامجها النووي، وايضا سوف تكون في مواجهة مباشرة مع مجلس الأمن الدولي، الذي قد يفرض إجراءات عقابية شديدة وايضا سوف تكون تحت ضغط عسكري واستخباراتي إقليمي وغربي متزايد، خشية تطويرها سلاحًا نوويًا، السؤال المحوري الذي يطرح نفسه ماذا بعد؟ التهديد الإيراني بالانسحاب من المعاهدة ، وإن لم يُنفذ بعد، اعتقد انه يمثل ورقة ضغط سياسية تسعى من خلالها طهران إلى انتزاع تنازلات في المفاوضات النووية المتعثرة ودفع الغرب للعودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي دون شروط إضافية، ورفع العقوبات الخانقة التي تضرب الاقتصاد الإيراني منذ سنوات، لكن، وبالمقابل، فإن انسحاب إيران من المعاهدة قد يعطي مبررًا قانونيًا وأخلاقيًا لبعض الدول لمواجهة المشروع النووي الإيراني بطرق غير دبلوماسية، وحاليا بعد مهاجمة إسرائيل وامريكا الي المفاعلات النووية الايرانية (نطنز - اراك - فوردو - اصفهان) ماذا سوف تفعل ايران هل سوف تنسجب من المعهدة ام يظل هو نوع من الضغط،السياسي علي دول الغرب.واثناء كتابتي لهذا المقال تناقلت الاخبار بموافقة البرلمان الإيراني بتعليق تعاملة مع منظمة الطاقة النووية، وقد اخطرت المنظمة بهذا القرار رسميا من الجانب الايراني وهل هو اجراء لمنع الكشف عن اي معلومات حول الاضرار التي لحقت بالمنشأة التووية جراء الضربات الامريكية والاسرائلية،وفي حال انسحاب ايران من المعاهدة تستطيع منع مفتشين منظمة الطاقة الذرية من دخلول منشاتها ودخول الأراضي الايرانية. في الختام يبقى مصير المعاهدة معلقًا بين التصعيد والتهدئة، وبين الضغط الدولي والمناورة الإيرانية، وسط قلق إقليمي من تحوّل الملف النووي من خلاف دبلوماسي إلى مواجهة مفتوحة ولعل الأيام القادمة ستحدد إن كانت طهران ماضية بالفعل في قلب الطاولة، أم أنها تستخدم "الانسحاب" كورقة تفاوض أخيرة.
|
|