Post: #1
Title: من يمنع حرب الإبادة في البحر الأحمر؟ كتبه حسن أبو زينب عمر
Author: حسن ابوزينب عمر
Date: 07-01-2025, 01:02 PM
01:02 PM July, 01 2025 سودانيز اون لاين حسن ابوزينب عمر-السودان مكتبتى رابط مختصر
وليس يصح في الافهام شيء إذا احتاج النهار الى دليل أبو الطيب المتنبي
استوقفتني رسالة بليغة المعنى هادئة النبرة عقلانية الطرح واعية المقصد ولكن الذي استرعى انتباهي فيها ان مصدرها اعرابي ينتمي للريف وحياة البادية نواحي مناطق ايربا وأمور وتمالح وكلها بادية شبه صحراوية تتناثر فوقها جبال سوداء وشجيرات شوكية من أشجار السيال تقع في خاصرة الجنوب الغربي لمدينة بورتسودان. المتحدث من أهل المنطقة وهو وان كان بدويا وربما كان اميا الا انه عبر بكلمات تقطر ألما عن مأساته وأهله الاعراب بما يحدث من تجاوزات داخل أرضه تفوق كل تصور مع اثنية وافدة من منطقة سيدون في خاصرة نهر عطبرة ضمن حملات شبه يومية تستبيح فيها الأرض بحثا عن الصيد. ولو كان الصيد بالكلاب والسلاح الأبيض لهان الأمر ولكنه صيد مطاردات بسيارات الدفع الرباعي والسلاح الناري حسب ما تقتضي الثقافة المحلية لهذه الاثنية. (2) يستخدم هذا السلاح لحسم الخلافات حينا وحينا لصيد الحيوانات البرية النادرة التي تقاوم قسوة الطبيعة بعد تمدد الزحف الصحراوي .. تحدث الرجل عن معاناته بلغة واعية ..لغة الماسك على الجمر وحده وهو يثير قضية خطيرة عن هواية القتل العشوائي حد الإبادة للغزلان والماعز البري والنعام والأرانب وكل حيوانات العالم الفطري وهو خطر لم تنتبه اليه إدارة (حماية الحياة البرية في حي المطار بورتسودان ) أو ربما تدري ولكنها تتفاعل بمبدأ (العين بصيرة واليد قصيرة) فكل ما لدى هذه الإدارة من معينات مراقبة لا تتعدى سيارة واحدة لا تتجاوز منافعها أكثر من احضار الفول والطعمية لفطور الموظفين والعاملين . يقول البدوي بعبارات تقطر وجعا وحسرة عن المعاناة التي يعيشها وهاهي كلماته. (3) أنهم يأتون الى منطقتنا ويبرزون تصاريح صيد مزورة صادرة من ولاية نهر النيل لصيد الارانب بسبب انقراض الحيوانات الأخرى بالصيد الجائر ويضيف انه تحدث من حين للآخر مواجهات تقترب اللجوء الى الأسلحة النارية والسبب أن هذا الصيد أضر بالأهالي والأنعام التي يعتمد عليها هؤلاء الأعراب في حياتهم وهي مواجهات إذا نشبت لا سمح الله تسقط قطع شك عشرات القتلى والجرحى من الأهالي فالغلبة دائما فيها لنوعية السلاح المستخدم وبعضه سلاح حديث متطور. ويضيف الرجل ان الغزاة ينتمون لقبيلة موطنها منطقة سيدون نواحي نهر عطبرة وتمتلك كل الأسلحة النارية وبعضها (آخر موديل) وبحوذتهم صناديق مقفلة مغطاة بمشمعات لكنهم لا يعرفون ان كانت الصناديق تحوي مسيرات ام شيء آخر ولديهم (واي فاي) للاتصالات. (4) يقول انهم في حالة صدامات دائمة غير متكافئة معهم بين السلاح الناري والسلاح الأبيض سيما بعد تكرار تهديداتهم فتقدموا بشكاوى حتى لطوب الأرض ناهيك للحكومة (انهم يسرقون أنعامنا ويقتلون ويصطادون الغزلان والماعز الجبلي والنعام حد الإبادة ولم يتبقى الآن سوى الأرانب) .في رسالة حضارية سامية المعاني يوجهها لمن تهمه قضية البيئة والحفاظ على العالم الفطري وهنا يتساءل الاعرابي البدوي انه اذا كانت هناك قوانين تمنع الصيد الجائر فلماذا تسد الحكومة أذنا من طين وأخرى بالعجين ؟. (5) لا يختلف اثنان على حال البلد الآن فهو يغني عن السؤال ..انه حال بلد اتسعت مساحة أحزانه واستطالت مواجعه وعذاباته .. يعيش مواطنه زمن الخيبات الكبرى فالقدرات معطلة والوضع السياسي منزو خلف الحرب ولكن لابد من امتلاك بصيرة نافذة وأخلاقيات منهجية وتفاهمات تساعد في معالجات مستصغر الشرر قبل أن يستحيل لهبا تصعب السيطرة عليه .. سؤالي هنا ما الهدف من انشاء مثل هذه الإدارات أصلا منها (حماية الحياة البرية وحماية البيئة) طالما لا توفر لها أدنى المعينات لأداء مهامها فالحياة البرية وبشهادة هذا الاعرابي غير محمية والأدلة على قفا من يشيل . (6) قبل شهرين وقفت حزينا أتأمل جثة لفصيلة نادرة من النمور الجبلية مرمية في منطقة خلوية نائية. حدقت بأسى بالغ في الحيوان الأنيق الجميل وقد تمدد على الأرض دون حراك وبجانبه جلس بإباء قاتله الذي بحكم الثقافة التي تتحكم فينا فارسا لا يشق له غبار اذ كيف تمكن من صرع الحيوان المفترس الذي تتابع تحركاته حكومات دول الخليج في جبال تهامة ومرتفعات مسقط بالأقمار الصناعية بسلاح أبيض ولكن هنا يكمن الفارق ففي ثقافة وحضارة العالم من حولنا فهو ليس فارسا بل مجرما يستحق عقابا رادعا لاغتياله حيوانا نادرا كان يمكن ان يكون رصيدا لسياحة محلية تعتبر أهم الموارد الاقتصادية للولاية اذا تم استثمارها بصورة سليمة ..لا تذهبوا بعيدا ففي اريتريا التي يتم تهريب (ساندوتشات) الفول والطعمية ساخنة اليها من كسلا تفرض الحكومة رقابة صارمة وحماية مستمرة لحيوانات الغابة فاذا تصادف حيوان في طريقك فان محاولة تحريكه من الطريق يعتبر ازعاجا يستدعي المسائلة والعقاب وعليه فما عليك سوى الانتظار حتى يغادر بنفسه ناهيك الاعتداء عليه حتى بالسلاح الأبيض . (7) لكن والحق يقال فان تجريم الرجل الأعرابي هنا لا يستقيم منطقا فاذا تعتمد مثل هذه الحيوانات في بقائها حية على الفرائس التي تصطادها وهي الغزلان والماعز البري والنعام وبالعدم سيقتات النمر على حيوانات الأهالي .. أسألكم هنا بالله الذي خلقكم فأحسن صوركم من أين تحصل هذه النمور على غذائها وقد انقرضت حيوانات العالم الفطري التي يعتمد عليها بفعل الرصاص الجائر في أيدي هذه الأثنية. (8) لكن الجانب الأخطر في هذا المشهد ان السلاح في يد هذه المجموعات التي تستخدم سيارات سريعة منها سيارات تويوتا بدل كابينة وتاتشرات وأنظمة اتصالات حديثة توفر إمكانية لاستخدامها كمنصات لإطلاق المسيرات كما تذهب بعض التقارير يعني انها قد تكون خلايا نائمة لصالح العصابات المتمردة سيما وان القائد مبروك مبارك قد أعلنها صراحة أنه داعم أساسي لأسرة آل دقلو في موقف لا يخفى على أحد ..أوليس هذه ظاهرة تستدعي التوقف والحيطة والحذر ؟ (9) أنا والله في حيرة عن الحكمة وراء تكوين هذه المصالح والوزارات والإدارات ومنها حماية الحياة البرية وقد تركوها نهبا وقتلا وابادة للحياة الفطرية من جانب هواة الصيد الجائر وحماية البيئة وقد شيدوا لها مكاتب لتطويرها والبلد تنام وتصحى على ركام من التلوث والخراب وإدارة الشؤون الدينية التي تعتبر راس الرمح لمحاربة الجريمة والانفلاتات والمخدرات تسرح وتمرح وتفتك بالشباب وهي تكتفي بالفرجة شأنها شأن المصالح والوزارات الأخرى المشلولة عن أداء مهامها بسبب ضعف المعينات فهل مبرر انشاء هذه الإدارات هو محاربة ظاهرة البطالة المتفشية سيما وان غياب معينات تنفيذ المهام الأساسية جعلت هذه العمالة تهدر الوقت في تسجيل الغياب والحضور وقضايا الراتب والعلاوات والاجازات والحوافز دونما مقابل ؟؟؟ .
|
|