Post: #1
Title: بعد اجتياز كامل إدريس حاجز الحركات هل يستطيع تجاوز عقبة الإسلاميين؟ كتبه حافظ حمودة
Author: حافظ يوسف حمودة
Date: 06-28-2025, 06:46 PM
06:46 PM June, 28 2025 سودانيز اون لاين حافظ يوسف حمودة-Sudan مكتبتى رابط مختصر
بقلم : بعد إعلانه عن ( حكومة الأمل ) المكونة من 22 وزارة ، وعد فيها بالكفاءة والنزاهة والاستقلالية ، نجح إدريس مؤخراً في تخطي عقبة حركات سلام جوبا المسلحة التي هددت بالعودة للحرب إذا لم تحصل على حصصها الوزارية . لكن التحدي الأكبر يتمثل الآن في موقف الإسلاميين الذين يسعون لفرض رؤيتهم على الحكومة ، مما يهدد شرعيتها أمام المجتمع الدولي ويعيق استعادة السودان لمقعده الأفريقي .
لحل معضلة حركات سلام جوبا تدخل البرهان كحل مؤقت حينما أصرت الحركات المسلحة ، وعلى رأسها جبريل إبراهيم ، على أن أي تعديل في الحقائب الوزارية الممنوحة لهم بموجب اتفاق جوبا للسلام "غير مقبول" . ووصل الأمر إلى حد التهديد الصريح بالعودة إلى القتال ، فتدخل البرهان شخصياً لاحتواء الأزمة ، حيث ضغط على الحركات لقبول صيغة توافقية تضمن بقاء حصصهم الوزارية . وقد أكد إدريس التزامه باتفاق جوبا خلال اجتماع تشاوري مع أطرافه ، مشدداً على الوفاء بالعهود والالتزام بالمواثيق .
يظهر في المشهد الإسلاميون وهو التحدي الأكثر تعقيداً حيث يرفض الإسلاميون ، خاصة من بقايا نظام البشير والمؤتمر الوطني المنحل ، أي حكومة لا تتماشى مع رؤيتهم . فهم يشترطون أن تعكس التشكيلة "تضحيات من شاركوا في القتال" وترفض ما يصفونه بـ"خيانة" التيارات المدنية التي لم تنخرط في الحرب . بل إنهم اخترقوا لجان اختيار الوزراء ، وفقاً لانتقادات سياسية حيث ظهر تمدد نفوذهم عندما نوقش منح أحد جرحى كتائب الإسلاميين منصباً وزارياً ، مما يؤكد نفوذهم المتجدد في دوائر صنع القرار .
التصريحات الدولية ، خاصة من الاتحاد الأفريقي ، تشترط عودة الحكم المدني الفعلي لاستعادة عضوية السودان . وقد علق الاتحاد عضوية السودان عام ٢٠٢١ حتى "الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة مدنية" . ومحاولات إدريس الحثيثة لاستعادة مقعد السودان عبر التواصل مع "إيغاد" والاتحاد الأفريقي ستظل محدودة الأثر طالما بقي الإسلاميون مهيمنين على المشهد .
بالنظر لتداعيات الصراع على موازين القوى نجد أن كل تنازل يقدمه إدريس للإسلاميين أو الحركات المسلحة يفقده جزءاً من مزاعم الاستقلالية .
حاجز الحركات اجتازه البرهان ، وعقبة الإسلاميين قد تقصم ظهر إدريس رغم أن تدخل البرهان أمّن هدنة مؤقتة مع حركات جوبا ، إلا أن معركة إدريس الحقيقية مع الإسلاميين لم تبدأ بعد . فشروطهم الصارمة لـتوجيه الحكومة بالمسطرة تتناقض جوهرياً مع خطاب الكفاءات المستقلة الذي يبيعه إدريس للمجتمع الدولي . السؤال المركزي الآن هل يمكن لحكومة تُختار وزراؤها تحت سطوة الإسلاميين أن تقنع العالم باستعادة مقعد السودان في الاتحاد الأفريقي؟ الإجابة تبدو سلبية ، ما لم يُظهر إدريس جرأة غير مسبوقة في مواجهة هذه القوى – وهو ما لا تسمح له موازين القوى الحالية بفعله وربنا يستر .
حافظ يوسف حمودة 28/يونيو/2025
|
|