والعاقبة عندكم في المسرَّات! كتبه زهير السراج

والعاقبة عندكم في المسرَّات! كتبه زهير السراج


06-28-2025, 05:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1751084400&rn=0


Post: #1
Title: والعاقبة عندكم في المسرَّات! كتبه زهير السراج
Author: زهير السراج
Date: 06-28-2025, 05:20 AM

05:20 AM June, 28 2025

سودانيز اون لاين
زهير السراج -Canada
مكتبتى
رابط مختصر



مناظير السبت 28 يونيو، 2025

[email protected]



* في واحدة من أغرب مشاهد العبث في الوطن المنكوب، خرج علينا اللواء (الطيب أحمد عمر)، مدير السجون في حكومة الأمر الواقع ببورتسودان قبل فترة، بدعوة غريبة ومثيرة للسخرية، يدعو فيها "النزلاء الكرام" الذين فرّوا من السجون بعد اندلاع الحرب إلى "العودة الطوعية"، مبشّراً إياهم بأن السجون – وخصوصاً سجن كوبر الشهير – قد خضعت لعملية صيانة وتجديد شاملة، وأصبحت مهيأة تماماً لاستقبالهم من جديد، في ظروف مريحة ومحترمة... تليق بمقامهم العالي!


* جاءت دعوته وكأننا أمام إعلان فاخر عن افتتاح منتجع سياحي جديد، وليس تحذيرا رسمياً لعودة مجرمين مدانين في جرائم تقشعر لها الأبدان، بعضهم متهم بجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب!


* من تقصد يا سيادة اللواء بتلك الدعوة الرومانسية، المخلوع عمر حسن أحمد البشير، المتهم الأول في انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ والمطلوب من المحكمة الجنائية الدولية لجرائمة البشعة في دارفور، وشركاؤه في الإجرام عبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون، وغيرهم من قادة النظام البائد الذين أخرجهم الكيزان من السجون عقب اندلاع الحرب، وأودعوهم "مخابئ آمنة" ليواصلوا قيادة معركتهم القذرة من هناك، أم المجرمون العاديون؟!


* وهل نسيتَ – أو تجاهلت عمداً – أن هؤلاء لا يعيشون فقط أحراراً طلقاء، بل يديرون السلطة والحرب من وراء ستار، بقيادة كبيرهم الذي علمهم الإجرام، علي كرتي، من منفى فاخر يشبه القصور الرئاسية؟


* بل الأكثر فظاعة أن العصابة الحاكمة سلّحت آلاف المجرمين الفارين من السجون، المحكومين في قضايا قتل وسرقة ومخدرات، لتستخدمهم كوقود لحربها، وأدوات لإرهاب المواطنين، وبث الفوضى، وابتزاز البسطاء، وإدارة اقتصاد النهب و"الكومرات والمواتر"، تحت سمع وبصر سلطتكم المصونة!


* ثم تأتي الآن، وبكل هدوء ورقّة، لتدعونا لمشهد ميلودرامي: نزيل سابق يتلقى دعوة فاخرة من إدارة السجون، مكتوب عليها بخط جميل: "نتشرف بدعوتكم للعودة الطوعية إلى سجنكم السابق، بعد تجديده بالكامل، ونرجو أن تجدوا فيه ما يسركم ويسعدكم "!


* أين أوامر القبض يا سيادة اللواء، أين الإنذارات الصارمة، أين بيانات الشرطة التي تطارد المجرمين الهاربين، أم تحاولون خداعنا بانهم ليسوا شركاءكم في الحكم وتسيير الدولة، وتعتقدون اننا لا نفهم ان دعوتكم ليست سوى محاولة لتلميع صورتكم المنهارة أمام الرأي العام؟


* يا سيدي، لا نحن مغفلون ولا الشعب مخدوع. أنتم لا تريدون إعادتهم للسجن، بل تعيدون تجهيز السجون للدفعات القادمة من الثوار والمعارضين والصحفيين، وكل من يفتح فمه لينتقد سلطانكم الزائل، أما القتلة والسفّاحون، فهؤلاء يُدعون بكل حبّ وودّ، وتُبسط لهم السجاجيد الحمراء، ويُخاطبون بالاحترام... وربما تُهدى لهم الزهور ويُضرب لهم تعظيم سلام ويُعزف لهم السلام الجمهوري وهم ينتقلون الى قصورهم ومخابئهم ذات الخمسة نجوم!


* لم يبق إلا أن تصدروا بياناً رسمياً يا سعادة اللواء تقولون فيه: "بهذه المناسبة السعيدة، تدعوكم إدارة السجون لتناول طعام العشاء وحضور الحفل الساهر احتفاءاً بفرسان الشهامة والكرامة، متمنية لهم العودة الآمنة إلى قصورهم ... والعاقبة عندكم في المسرّات!"