قبل عبور النهر لا تزعج التماسيح كتبه محمد ادم فاشر

قبل عبور النهر لا تزعج التماسيح كتبه محمد ادم فاشر


06-22-2025, 05:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1750566925&rn=0


Post: #1
Title: قبل عبور النهر لا تزعج التماسيح كتبه محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 06-22-2025, 05:35 AM

05:35 AM June, 22 2025

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-USA
مكتبتى
رابط مختصر




Sent from my iPhone


ان النيران التي اشتعلت في احدي الغرف لا تسلم منها الغرف الاخري في المنزل وهناك من يريد ان ياخذ قسطا من الراحة قبل إطفاء النيران . والشاهد ان الحرب التي بدأت اليوم بالرغم توسع رقعتها إلا ان أطراف الصراع لا تعبر عن طبيعة الصراع السوداني لان هناك حدوث خلطا متعمدا في بناء التحالفات بقصد الهروب من جوهر الصراع فان الإخوة في الحركات الكفاح المسلحة دخلت الحرب بجانب الدولة العميقة بأكثر من اجندة ولكن ليس من بينها إنقاذ دولة العميقة والحق الذي يقال إنها انقذت الجيش من الانهيار واعادت التوزان للجيش المهزوم في الغرب والمقهور في الوسط .حتي تمكن أولاد ابراهيم من اعادة ترميم الجيش بمليشيات إضافية والزمن الكافي لأنشطة الاستنفار الشعبي . وهذا التوزان كان مدخلا للعلاقات لبعض دول الجوار والإقليم التي استسلمت بهزيمة الجيش وبدأت تفكر في طبيعة العلاقات بالسودان الجديد القائمة علي اكتاف الرعاة .
ولكن أولاد إبراهيم لا يريدون العمل بالمثل الذي يقال لا تتحدث عن قبح التماسيح قبل ان تعبر النهر.
فان اختيار كامل ادريس رئيس الحكومة كان اختبار عملي للخطة (b) لرواد الدولة العميقة وهي عملية التخلص من الدعم السريع باتفاق معه إذا عاد الي بيت الطاعة وتسليمه دارفور او حتي غرب السودان كله والتعامل مع بقية مليشيات الدارفورية بدون قيود اتفاق جوبا وان يظلوا قوة برية ضاربة يتم استخدامها محل الدعم السريع في السابق مقابل بعض الوظائف لا تؤثر في تماسك مؤسسات الدولة العميقة ولا تشكل خطرا في مستقبل العلاقة .
نعم ان اختيار كامل ادريس انهيار كامل لاتفاق جوبا بل كل الاتفاقيات السابقة لها ناهيك من اتفاق التعاون السياسي والعسكري بين الجيش والتنظيم الإسلامي من ناحية والكتلة الديموقراطية من ناحية اخري .لان لو توفر ادني احترام للمواثيق المكتوبة والوعود السرية لا يفترض ان يحتكر الجيش و الأسلامين وظيفة رئاسة الحكومة ومجلس السيادة لان حكومة البشير التي تحاربها الحركات كانت توزع هذه الفرص للشرق والجزيرة ودارفور كضرورة العدالة فان تراجع البرهان من هذا المبدأ والعودة بالسودان الي عام ١٩٥٦ والتي كانت برمتها من الشمال ولذلك ظلت عنوانا للحرب . فان طمع ادريس الذي طال وزارة المالية ومن بعدها المعادن في تقديري دونها خرط القتاد.
فان تمسك قادة الحركات بالوظائف التي كانوا يشغلوها كان احتجاجا للمشهد السياسي برمته ورفضهم تعين كمال ادريس من اساسه او اي شخص من الشمال .لان العدالة والمنطق معا تتطلب ان يكون من بين شركاء الحرب والتمثيل الضروري وليس من بين المغتربين .وذلك منحت فرصة جيدة لخصوم الاسلامين يوجّهوا سهامهم لقادة المشتركة بشكل لاذع هو ما دفع الامين السياسي لحركة العدل والمساواة يقول بعبارة واضحة يفترض الفهم ليس هناك الاستعداد للدفاع عن سلطة لا تري ضرورة العدالة ،إذا تنصلت من اي بند تم توقيعه في جوبا .هذا إذا لم يحاربوا من جانب الاخر .لان نظرية عدو عدوك صديق هذا يمكن في كل الحالات وفي اي وقت .
فان اختيار كامل ادريس إخلال صريح لبند العدالة في توزيع السلطة ويبقي الامر متروك للبرهان ان يختار بين كامل وكل السود الذين يحاربون بجانب البرهان ويتم هدم بيوتهم من ورائهم والطعن الصريح في سودانيتهم
بالرغم من ان هناك تمهيد طويل في شيطنة الحركات في أسواق أولاد إبراهيم وصلت مرحلة العمل المنظم من سلطة الدولة في تقليل من دورهم وشأنهم علنا عبر التلفزيون القومي وسكوت سلطة الدولة الي درجة تسمية المشتركة كلها بالعبيد من ناس يحاربون معهم في خندق واحد .
ولو اننا لا ندرك ما هي الدوافع لان الوقت مازال مبكرا للتخلي عن رفاق الخندق إلا ان هناك مشاهد يصعب تبريرها ونتحدث عنها في مقال لاحق .ولكن البرهان لا يحتاج الي صناعة العداء لانه موجود أصلا وان نشاط المشتركة ليست ارادة أهل دارفور وان قرار جبريل ومناوي الوقوف بجانب الجيش لا يعبر حتي عن الزغاوة الذين اكثر من ثلثين منهم في الحياد او من الجانب الاخر سياسياً او عسكريا بالرغم من الصوت العالي للاسلامين منهم.
ومع النظر في طريقة التعامل مع المشتركة التي انسحبت من المثلث الي الإقليم الشمالي اعتقد بداية مرحلة جديدة في المشهد السياسيّ لو استرقينا السمع لقول مسؤول رفيع في حركة مناوي عندما قال علنا ان الوقت غير متأخر لمراجعة المواقف .وأعتقد هنا تبدأ متاعب البرهان لان من الصعب جدا علي المشتركة تستطيع إقناع المترددين أصلا بان هناك ثقة يمكن بناؤها مع أولاد إبراهيم .هو معني ان تلتقط الدعم السريع فرصة ويوجه زعيم الرزيقات عرض التصالح مع المشتركة لكونهم جزء منها في الأساس مقابل تصحيح بعض المواقف. وحتي من جانب المشتركة لا يحتاجون اكثر من التضحية ببعض القيادات لو تطلب ذلك ولو بشكل صوري .
نواصل