كان أبوه من شهداء الكرامة ..اذا زوجوه فهو من قبيلتنا..!! كتبه د.حامد برقو عبدالرحمن

12:26 PM June, 17 2025

سودانيز اون لاين
د. حامد برقو عبد الرحمن-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

(١)
في أكتوبر ٢٠٢٢ و في أوج السعار الجهوي و العنصري الذي تقوده الأخت حياة عبدالملك بجانب عبدالرحمن عمسيب و غيره كتبت مقالا تحت عنوان ( الأسياد في السودان .. نسخة في بريد حياة عبدالملك). ذكرت فيه أن التزاوج بين المجموعات العرقية ليس ضرورياً لخلق أمة متجانسة، انما تتوحد الأمم بالأجندة الوطنية.
و أقتبس منه ما يلي (عندما كنا ندرس بالجامعات السودانية، كنا على علاقة طيبة مع زميلاتنا المنحدرات من مختلف بقاع السودان. و كنا نستذكر الدروس العملية مع بعض في أجواء من الاخوة و المعزة و الاحترام على مدار سنوات حتى تخرجنا.
و لأنني كنت مرحاً و ساخراً كنت محبوب من قبل زميلاتي.
إلا أنني لم افكر قط أو اسعى للزواج منهن. ببساطة (كنت أرغب في الزواج من بنت تحمل بعض ملامح أمي ، لأكمل معها رحلة الجمال التي بدأتها منذ الرضاعة، ذلك خيار شخصي قائم على موروثي القيمي و الكيميائي دون أدنى حظ للعنصرية).
انتهى الاقتباس.

(٢)
عندما تم إعتقالي من قبل إستخبارات بلد متهم من قبل السودان بالدعم أو التسهيل في تمويل مليشيا الدعم السريع في حربها بالوكالة ضد بلادنا؛ و بعد أيام من التنكيل و التعذيب كان محور السؤال عن علاقتي و ارتباطي بالاخ الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة . نفيت أي علاقة شخصية لي به ( و كنت صادقاً في إفادتي رغم التعذيب الشديد).
الذي لم يكن ليدركه ذلك الجهاز و لم أقله أنا ايضاً ؛ كنت ضمن أكثر من انتقد البرهان لا لشيء غير أنه لا يتصدى للجنجويد الغزاة المحتلين بشكل الذي يتمناه شعبنا . ذلك كان تقدير شخص غير مطلع على تفاصيل حجم المؤامرة التي أعدت في أكثر من عاصمة لإفناء أمتنا و إحتلال بلادنا. لذلك كانت الحدة في النقد و في أكثر من مناسبة و مقال. رغم ذلك فلا مكان اليوم للإعتذار طالما الثابت هو الوطن - سلامة أهله و وحدة ترابه .

(٣)
رغم الدور الهدام الذي تلعبه شعبة القبائل بجهاز الأمن السوداني- الشعبة التي تعمل تحت الإمرة المباشرة من قبل المدير السابق للجهاز الاخ صلاح قوش ؛ لتعميق الشرخ بين المكونات الإثنية و الجهوية للأمة و ذلك بغرض تكريس سلطة إثنيات بعينها و لو على حساب بقاء الوطن؛ الا ان شعبنا مازال بخير .
حرب الكرامة و بصرف النظر عن المتسببين فيها فإنها ابتلاء من السماء فلا مناص لتجاوزها .
و رغم التضحيات الجسام و الغبن و الآلام ؛ ستكون فاصلاً بين سودان لم يجد فيه جميع بناته و ابنائه أنفسهم و سودان آخر يحتضن جميعهم في أجواء من الإخاء و النماء و الرخاء .

(٤)
كما أسلفت في أكثر من مقال ؛ فإنني لست من دعاة التزواج بين المجموعات الإثنية لبناء وطن متجانس عرقياً، لو شاء الله رب العالمين لجعل من السودانيين قبيلة واحدة.
لكن يقيني أننا و بحول الله قريباً سنصل إلي مرحلة يتقدم فيها شاب لطلب يد فتاة سودانية ليقول أهلها أن الشاب نفسه أو والده كان من محاربي أو شهداء معركة الكرامة ( على التوالي) .. اذا فهو منا و نحن منه فلا حاجة لنا لمعرفة قبيلته أو اقليمه فزوجوه ..

علي أن أذكر الذين يقفون على الضفة الأخرى من الحرب الوجودية التي يخوضها شعبنا بالعودة إلى الرشد لأن الفراق بيننا سيكون أبدياً.

المجد لجميع قواتنا الباسلة تحت إمرة جيشنا الوطني.

الي الأمام ....!!



د.حامد برقو عبدالرحمن
[email protected]