أشاوذ إسرائيل !! كتبه ياسر الفادني

أشاوذ إسرائيل !! كتبه ياسر الفادني


06-15-2025, 01:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1749992270&rn=0


Post: #1
Title: أشاوذ إسرائيل !! كتبه ياسر الفادني
Author: ياسر الفادنى
Date: 06-15-2025, 01:57 PM

01:57 PM June, 15 2025

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




فات على إسرائيل أن تدرك أن أقوى ترسانة عسكرية في مواجهتها ليست في حلف الأطلسي ولا في مخازن واشنطن، بل في قلب طهران، إيران، بتكتيك الصمت والإيماء، رتّبت لنفسها خلال السنوات الماضية ما يشبه الترسانة النووية المموّهة، منصة دفاع وهجوم، سياسة العصا والجزرة التي أتقنتها بدهاء، فحين تفتح طهران أبواب منشآتها للمراقبين، فإنها تُريهم ما تختار فقط، وتُخفي في السر ما يجعل صواريخها لا تعرف الرجوع

ما غاب عن بال إسرائيل – وربما غيّب عمدًا عن عقول صُنّاع قرارها – أن إيران لم تكن فقط تستعد، بل كانت تنتظر، تنتظر اللحظة التي يُساق فيها العدو برجليه نحو الفخ، وهو يظن أنه المبادر، ترامب، برعونته السياسية، كان يظن أنه يهدي إسرائيل معلومات، لكنّه كان في الحقيقة يكتب سطراً من سيناريو إيراني محكم، الرسائل التي مررها لم تكن سوى وقود لتحليل إيراني بارد، عميق، لا يعرف التسرع

وعندما جاء الرد الإيراني، جاء ليلاً، بلا ضجيج إعلامي مسبق، وبلا استعراض... فقط صوت انفجارات في العمق اليهودي، حيث كانت إسرائيل تظن أن يد إيران لا تطول ، أصوات الصواريخ الباليستية وهي تمر فوق رؤوس الفلسطينيين كانت تُقابل بالتصفيق، لا لأنهم نسوا معاناتهم، بل لأنهم أدركوا أن اليد التي تردّ وجدت، وأن الخوف انتقل من غزة إلى تل أبيب

"الأشاوذ"... أولئك الذين يدفعون أنفسهم للمحرقة بتعطّش غريب للهلاك، هم نسخة واحدة في كل بلاد العالم. في تل أبيب، كما في السودان، يقودون الحروب ويشعلون النيران ظنًا أنهم خالدون، إسرائيل بأشاوذها أشعلت الشرارة التي ستحترق بها، تمامًا كما أشعلها أشاوذ السودان الذين باعوا البلاد في سوق الكراسي، المصطلح جديد، لكنه حقيقي... "الأشاوذ": في علم الحروب، هم الرعاع الذين يتوهّمون المجد، فيمضون زحفًا إلى حتفهم

إني من منصتي انظر ....حيث أرى.... أن إيران لم تكن فقط تُعد العدة، بل كانت ترسم الخريطة ، بينما إسرائيل، الغارقة في شذوذ القوة، لم تدرك أن الزمن تغيّر، وأن لغة النار حين تتكلم، تسقط كل الأقنعة، وتُظهر أن لكل شذوذ... محرقة تنتظره.