أثر تغييب البعد الدبلوماسي في السياسة الإسرائيلية بقلم المهندس أحمد نورين دينق

01:54 PM June, 15 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تمثل الدبلوماسية ، المخرج الآمن من الأزمات المستعصية في العلاقات الدولية ، و مع ذلك ، يلاحظ المتابع للسياسة الخارجية الإسرائيلية عدم تبني هذه الجزئية في معظم فترات الحكم ، فكون أن جوار هذه الدولة لا تحبها ، لا يجعل ترك الدبلوماسية بالجملة هي الحل الأمثل في كل الأوقات ، هذا العيب أتى أوان مراجعته ، و ذلك بعد تورط نتنياهو في حرب مفتوحة مع إيران ، فلو كانت الحرب ، هي السبيل الأنسب لحل المشكلات في العلاقات الدولية ، لما توقفت الحرب العالمية الأولى بعد نشوبها .. هل كانت حققت أهداف قيامها و من ثم بعد ذلك توقفت ؟ الإجابة هي : لا ، و لكن وجدت القوى الدولية المتحاربة أن الأهداف المرجوة يمكن أن تحقق عبر طرق أخرى .. إن خوض الحرب مثل محاولة عبور نهر لا تعرف عمق المياه فيه ، فالتقديرات التي نضعها لحجم و صلابة الطرف الآخر في الغالب لا تكون صحيحة مئة في المئة ، و بالتالي ، فإن أوان تحقيق أهداف الحرب يمتد و يحدث إستنزاف للإقتصاد و للأفراد ، و نخسر العديد من الموارد دون العائد الذي خضنا الحرب من أجله ، لذا كانت الهند و باكستان حكيمتان عندما إكتفيا بأربعة أيام من الحرب ، أفرغوا فيها ، مخزون سنوات من العداوة في التفاهات الصغيرة التي لا تعوق من قريب أو بعيد علاقات التعاون بين شعبين ما يربطهما تاريخياً أقوى بكثير مما يفرقهما .. بالرغم من تعرض إيران طوال العقدين الماضيين لحصار محكم من القوى الغربية ، إلا أنها إستعاضت بتوسيع شبكة علاقاتها الدبلوماسية مع دول أخرى قوية و مؤثرة في الساحة الدولية و هي اليوم ستحصد ثمار إستثمارها في هذا المجال المهم جداً ، فقد أعلنت العديد من تلك الدول الوقوف معها ، لأن نتنياهو هو من أطلق الرصاصة الأولى ، و حق الدفاع عن النفس حق أصيل ، و أن الدول النووية منها سترد بالنووي إذا أفلست إسرائيل و قررت إستخدام السلاح النووي ، بل و أنها ستنضم لجانب إيران علنا إذا إنضمت دول علنا لإسرائيل ، فهل يوجد نصر دبلوماسي مثل هذا النصر الإيراني ؟ فالحرب الحالية هي سانحة ممتازة للحقل السياسي الإسرائيلي لتعرف أن للقوة العسكرية مساحة في العلاقات الدولية و للدبلوماسية مساحات أوسع بكثير من غيرها من أدوات الحسم السياسي .