Post: #1
Title: [ تأشيرة خروج.. إلى الداخل ] قصة قصيرة كتبه عمر الحويج
Author: عمر الحويج
Date: 05-28-2025, 01:04 PM
01:04 PM May, 28 2025 سودانيز اون لاين عمر الحويج-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
[ كانت بعد اجتماع 16مايو 83 أطلقها كاربينو ضد شعار جون قرنق في النضال الديمقراطي السلمي فأغلقت الطريق أمام الإنفتاح على السودان الجديد بالحوار السوداني سوداني ] . معلومة من مقال للصديق الأستاذ/ ياسر عرمان .
**** إحترت أي الروايات أصدق .. بعد أن كبرت قررت .. أن أتقصى : تفتحت عيناي ، وأنا أعيش فى منزل ، منصور المكي .. كان ضابطاً فى الجيش ، تقاعد من الخدمة ، وهو يحمل رتبة عالية . قالوا لى : أنه في بداية حياته العسكرية ، أرسلوه كالمعتاد ، للخدمة في الإقليم الجنوبى ، لمحاربة التمرد ، بعد خمس سنوات قضاها هناك ، عاد سالماً ، ولكنه عاد وفي معيته طفل ، يقولون عنه .. أنه كان لا يزال رضيعاً . قالوا لي : إنه وقتها ، لم يكن ، منصور المكي قد تزوج بعد ، لذلك عهد بذلك الطفل إلى أسرته . لا ندرى .. قالوا لى : هل أوصاهم به خيراً .. أم هم أوصوا أنفسهم به خيراً .. فقد عاش بينهم لفترة .. وكأنه منهم . حين تزوج منصور المكي ، لم يجد حرجاً أن يأخذه معه ، إلى بيت الزوجية . لا ندرى .. قالوا : هل أوصى زوجته به خيراً ، أم هي التي أوصت نفسها به خيراً .. فقد تقبلته في بدايتها ، تقبلاً حسناً . هم .. قالوا لي : لقد تربيت معها .. ظناً منك .. أنها أمك .
**** حتى جاء طفلها - مجدي - وكنت قد كبرت قليلاً ، وبحاسة الطفل التي لا تخطىْ ، خاصة فيما يخص شئون طفولته ، تبين لى الفرق، بين لمسات الأمومة وغيرها .. من تلك العابرة والمفتعلة . ويبدو أننى بدأت أراقبها .. وأنا ممتلئ آسى وغيرة ، أكاد أبكى : أراه في حضنها وتحت رعايتها .. يومها بكامله تضاحكه، تلاعبه، تناجيه . أرى الهلع ينتابها حين يبكى .. وحين يصرخ يزداد هلعها ، حتى منصور المكي أسمعه يعنفها ، إذا ما تغافلت عنه لحظة ، أين أنا من كل هذا .. حتماً لم أذقه .. ولم إستطعمه . وعرفت .. لم أكن منها .. ولست لها ، فأنا آخر . عرفت أكثر حين أفردت لي غرفة منعزلة . عرفت.. أكثر وأكثر ، حين بدأت أكون فقط .. ساعدها . تأكدت بعدها يقيناً ، أنني لست طفلهم إنما أنا فقط .. يدهم العاملة .
**** وبدأت أتقصى .. ولكنى احترت ، أي الروايات .. أصدق . لا ندرى .. قالوا : ربما يكون منصور المكي ، هو والدك .. بل أكد لى آخرون .. إنه حتماً والدك .. دقق النظر قليلاً ، لترى ذلك الشبه بينكما . نعم .. قالوا : لقد أخذت أغلب سحنة أمك ، ولكن فيك البعض منه .. خاصة واختلاف السحنات ، ليس كبيرا بيننا . و جميعنا : أمنا في الأصل واحدة وإن تنوع فينا الأب . لا ندرى .. قال آخرون : ربما .. اختطفك منصور المكىمن أمك ، في إحدى الغارات على القرى ، بدعوى تسلل المتمردين اليها وأخذك إليه . قال.. آخرون: ربما، عثر عليك.. ضالاً، مهملاً..في أحد الطرقات.. فأتى بك معه، عطفاً، وشفقة. وقال آخرون .. وآخرون .. وآخرون .
**** واحترت أى الروايات أصدق .. لذلك قررت أن أتقصى مصيري بنفسي . جئت يوماً ، إلى منصور المكي .. خاطبته وقلت له : _ أريد أن أذهب إلى الجنوب . قال لى: _ لماذا ..؟؟ قلت له: _أريد أن أبحث عن أهلى . قال لى : _ونحن.. !! ألسنا أهلك؟؟ قلت له: _ أنتم أهلي من جهة .. ولستم أهلي من جهة أخرى !! .
**** وهكذا، ذهبت: أذكر ، أننى جبت القرى والسهول والوديان . دخلت الأكواخ ، كوخاً وراء كوخ ، شققت الغابات والأحراش ، أنهكني بلل المطر ، أخافني الرعد .. وكادت تفترسني الحيوانات المتوحشة . إلا أن ما لا أنساه .. وأنا في بداية جولتي .. أن اعتقلني الجنود ، وأنا هائم على وجهى ، بدعوى أنني ، أتجول .. بحثاً عن آخرين لأجندهم في صفوف التمرد .. عذبوني زماناً طويلاً .. حين يئسوا منى .. أو ربما ، اقتنعوا بروايتي.. لا أدري ، أطلقوا سراحى . حتى وأنا في نهاية جولتي تلك .. الطويلة أذكر .. أيضاً أن اعتقلني المتمردون ، ظناً منهم أنني أتجسس عليهم لصالح عدوهم .. ولم يتوانوا عن تعذيبي ، زماناً طويلاً .. حين يئسوا مني .. أو ربما اقتنعوا بروايتى .. لا أدرى ، أطلقوا سراحى .
**** حين عدت إلى قرية انطلاقي .. وجدتها في انتظاري تلك المرأة المسنة .. والوحيدة .. والحزينة دائماً .. والتي اسمها - أشول – التقيت بها في بداية جولة التقصي .. بحثاً عن أهلي .. بحثاً عن أمي . حين كنت أسأل كل من التقي به إن كان يذكر شيئاً ، عن ذلك الطفل ، الذى اصطحبه أحدهم ، حين أغار الجيش ، على قريتهم. جميعهم فشل في تذكر أية تفاصيل عن حادثة مشابهة . فقط هي.. تلك المرأة المسنة ، والتي اسمها- أشول – حكت لي ، عن الجيشو، حين دخل قريتهم بدعوى تسلل المتمردين إليها .. بعد معركة ، دارت بينهما .. قالت تلك المرأة إنها .. لا تعرف إن كان زوجها مع المتمردين .. أم لا . ما هي متأكدة منه أن زوجها ، في ذلك اليوم ، كان يتبادل معهم إطلاق النار إلى أن قتل .. وقتل معه طفلها الوحيد .. قتل وهو بين يديها . لست أدرى .. حسب روايتى التي ، حكيتها لهم .. ولها : فأنا لست ذلك الابن الذي قتل بين يديها .. وبالطبع حسب روايتها هي .. فأنا إذن، وبالقطع .. لست ابنها ولكن ما بدر منها ، كان بخلاف المتوقع .. فأنا حتى الآن.. وهي تجلس بجواري ، وأنا أجلس بجوارها في هذا المقعد ، في هذه الحافلة، التي ننتظر تحركها، وبعد مرور كل هذه السنوات ، التي مرت بنا معاً : لست أدري .. هل هي عمدت أن تكذب عيناها ، في ذلك الزمن البعيد ، و تقنع نفسها .. أن ذلك الطفل : طفلها .. و الذي مات بين يديها .. لم يمت تلك اللحظة ، إنما هو حي يرزق ، ظلت تنتظره ، بكل أشواقها عائد من جولته تلك .. لأنها ما أن رأتني ، حتى أخذتني في حضنها ، واحتوتني بين ذراعيها ، بكل قوتها : تبكي تارة.. وتهمس تارة .. ولدى مجوك .. مجوك ولدى .. مجوك دينق لوال ولدى . وأقول الحق .. ملأتنى الدهشة ، وزودتني برعشة فرح غامر ، ودافق .. أقول لكم : لقد امتلأت إحساساً منذ تلك اللحظة .. بإنها فعلاً أمي .. إنها أمي فعلاً .. وليست امرأة أخرى تشبه أمي . ومن ذلك اليوم ، أصبحت هي أهلي .. وأصبحت أنا أهلها .. كما أصبح اسمي .. مجوك دينق لوال .
**** أشهد، أن أمي –آشول- لم تتذمر يوماً ، حين احتوتنا ، إحدى العشوائيات ، في أطراف مدينة أم درمان .. حيث عشنا في ذلك الحوش الكبير ، المكتظ بالعديد من الأسر .. لم تتذمر ز، حتى حينما كانت ، تداهمنا تلك الحملات المتكررة والتي لا نعرف لها سببا .. حيث يتم شحننا رجالاً ونساءًا .. وحتى أطفالاً .. نمكث أياماً في معسكرات اعتقالهم .. لا ندرى مصيرنا ، حتى يأتي اليوم الذي يطلقون فيه سراح بعضنا .. ويحتجزون آخرين .. ويحكمون بالجلد على المتبقين حتى أمي – آشول – كانوا كثيراً ما يحكمون عليها بالجلد . حين أفيدهم أنها أمى .. وبالقانون يردون .. حين يصدر منى أي اعتراض على الخطأ القانونى الذي يرتكبونه في حقها المختلف . وهكذا عاشت معي أصعب الأيام وأقساها .. إلي أن كان ذلك اليوم ، الذي التقيت فيه صديقي ، منتصر الزاكي ، آه .. لقد ابتسمت لنا الدنيا ، أنا وأمي - آشول – منذ ذلك الحين.
**** منتصر الزاكي ، صديقي منذ كان يسكن جوارنا ، أيام كنت أعيش في منزل – منصور المكي – كنا دائماً معاً ونحن أطفال .. قال لي يومها .. أنه يحتاجني : فهو امتلك ورشة نجارة صغيرة ويرغبني أن أعمل معه .. وبعدها كان استقرارنا .. أنا وأمي- آشول – فقد أصبح لي عمل منتظم .. أصبح لي راتب شهري .. كما أصبح لي ، صديق دائم ..حتى أنه كان ، يزورني في الحوش الكبير حتى أنه تعرض ، لواحدة من تلك المداهمات .. يومها حكموا عليه بالجلد .. وإن ألمته تلك الحادثة كثيراً .. إلا أنها ، لم تغير شيئاً في علاقتنا ، بل توطدت أكثر وذلك .. حين دعاني هو ، لزيارته أنا وأمي – آشول – في منزله ، بل أكثر .. لقد أحبوا أمي – آشول - أمه.. وأخته فطومة ، كما تحلو لأمه أن تناديها .. و كما يحلو لي أنا أن أناديها .. حينما أخلو لنفسي .. نعم نفسي التي أزجرها كثيراً .. لأنهيها عن التشبث بالمستحيل .
**** ولكني وأنا الآن هنا .. وفي هذه الحافلة ، وهم لا يعرفون عن نيتنا الرحيل : اعترف في داخلي ، وبالصوت العالي أنها – فطومة – هي التي كنت أحب ، الآن فقط يمكنني أن أحرر عاطفتي .. وأسائل من هنا ، نفسي .. ما إذا كان - صديقي منتصر الزاكي-سوف يرحب بى إذا ما فاتحته ، اعترف الآن لنفسي .. أنا الذي كنت متهيباً ، هل هذا التهيب والإنكسار ولدا معى ، أم زرعه في داخلي الآخرون .. فحتماً صديقي – منتصر الزاكي – كان سيرحب بي .. وحتي – فطومة – كانت أيضاً لن تمانع ، كيف ذلك؟؟ .. قرأت ذلك، في عينيها.. أذكر، حين كانت تلتقي نظراتنا.. كنت أحس حينها أنها تركز نظراتها .. وكأنها تبحث عن شيء ما بداخلي ، ولكني أنا الذي كنت أهرب بنظراتي بعيداً عنها ، وكأني لا أريد لها أن تقرأ فيهما شيئاً يكشفني ، و الآن فقط أسأل نفسي ، هل كان من الممكن ، أن أتجرأ وأطلب من – منصور المكي – أن يأتي معي ليخطب لى – فطومة – من يد أخيها – منتصر الزاكي – هل أنا حالم .. أم أنا أحلم . منصور المكي، لماذا تذكرته ، منصور المكي .. قاطعته منذ زمان طويلو، منذ ذلك اليوم ، الذي عرفت فيه أن إبنه – مجدى – قد قتل في الجنوب .. لماذا الجنوب؟؟ .. حتى الآن لست أدرى .. ولكن ربما أراد من إرساله الجنوب ، ذلك بغرض أن يزيد في طوابق عماراته . حين دخلت منزله الجديد ، في ذلك الحي الراقي .. أذكر أنني حتى لم أفرغ ، من تعزيتي له ، حتى فاجأني .. سائلاً : لماذا .. غيرت اسمك إلي .. مجوك دينق لوال ، وقبل أن أجبه : لكنني لم أتغير ، أردف قائلاً : وكذلك يقولون ، أنك تأخذ تلك المرأة العجوز ، التي تدعي ، أنها أمك .. وهى ليست كذلك ، وتذهب بها ، إلي الكنيسة ، وكنت أود أن أجيبه : كنت آخذ أمي آشول إلي الكنيسة كما كنت ، أنت تأخذني معك إلى المسجد ، ولا أزال آخذ نفسي إليه ، لم يسمع ردى ، لأنه لم يصله مني رداً ، حيث كان صمتي متواصلاً .. وإن كان خيالي ذهب بعيداً إلي ذلك الشخص ، الذي أشهر سلاحه ، في وجهي ، يوم اعتقلني المتمردون . حين انتابهم الشك ، أنني جئت أتجسس عليهم ، وسألني في غضب : هل جعلوك مثلهم؟؟.. أنا أعرف هؤلاء الناس .. متى أدخلوك معهم ، قطعوك من أسفل ، وإذا خرجت منهم قطعوك ، من أعلي ، وصاح بأعلى صوته : أكشف كي أرى .. ولكن قبل أن أشرع في تنفيذ أمره ، وأنا أرتجف.. جاءنا صوت من خلفنا ، منتهراً : ما هذا الذي تفعله؟؟.. أنسيت أن بعضنا منهم .. أمن أجل هذا ، نحن نقاتل؟؟.. لا : نحن نقاتل ليكون .. كل ذى شأن ، في شأنه .. أذكر ، أنني خرجت من منزل – منصور المكي – ولم أعد إليه مرة أخرى .
**** فجأة شعرت بأن أطراف قدمي ، قد تصلبت ، وأن ظهري قد تيبس .. ربما نبهني إلي ذلك تلك الهزة ، التي أحدثتها ماكينة الحافلة ، وقد بدأت تدور ، استعداداً للتحرك .. فبدأت في تنشيط عضلات جسدي ، المحشور في هذا المقعد الضيق .. ولست أدري ، أهي هزة الحافلة ، أم حركة جسدى هي التي أيقظت أمي – آشول – من غفوتها .. أخذت تنظر ناحيتي في حنان ، ثم ربتت علي ركبتي .. وكأنها تشجعني علي التماسك ، فهي كانت تعرف ترددي بين البقاء أو الرحيل .. أعرف أنها هي التي اختارت الرحيل ، وأنا الذي استجبت لها ، حين قالت .. إنهم يحرضون الآخرين ضدنا ، أخاف عليك منهم . أحسست بأن جسدي ارتاح قليلاً ، و أن قدمي لم تعد توجعني ، ونظرت إلي الخارج من نافذة الحافلة، حيث الميدان الواسع المكتظ بالحافلات ، والناس تجري هنا وهناك .. والأطفال ، يتصايحون .. وممتلكات الركاب قديمه وجديدة ، بعضه يتراكم علي الطرقات ، و أكثره فوق أسطح الحافلات . ندمت .. لماذا لم أخبر صدبقى – منتصر الزاكي – بنيتي الرحيل . لا.. أدري ، ربما لأنه كان غاضباً ، أذكر قبل يومين فقط ، كنا نستعيد ذكرى تلك المداهمة ، التي حكموا عليه فيها بالجلد ، وحينها لم يكن غائباً أو مغيباً كان في كامل وعيه ، ولكنهم نفذوا فيه قانون الجلد .. سألني يومها ، سؤالاً مباغتاً : هل أنت مع البقاء ، أم الرحيل ، ولما أجبته بالصمت.. سرح قليلاً ، ثم فجأة جذبني من كتفي ، وقربني إليه ،ثم هامساً حكى لي نكتة ، عن ذلك الذي كان يقعى تحت الآخر عنوة واقتداراَ .. وتلك المدلاة من ذراعه خنجراً فتاكاً ، قال حين سألوه عنها أنه يدخرها ، لليوم الأسود. ضحكنا سوياً .. ولكن فجأة تجهم وجهه وأختفت أبتسامته ، وبدأ يتمتم وكأنه يحادث نفسه .. هل يا ترى نحن أيضاً .. مثله ، ندخر كل ما فعلوه بنا .. لليوم الأسود ..؟؟!! . **** أعادتني حركة الحافلة إلي مقعدي .. بدلاً عن خيالي ، الذى ظل سارحاً وسابحاً في سنوات عمري ، وكأنني أخاف أن أودعها .. وأودع بذلك معها .. فطومة ، وصديقي منتصر الزاكي.. ولكن هاهي الحافلة ، قد استعدت للتحرك .. يبدو ذلك . بدأت في تحسين جلستي ، فالرحلة طويلة .. وطويلة جداً . مددت أقدامي ، لأقصى مدى بلغته تحت المقعد الذي أمامي .. اتكأت علي ظهري مسترخياً .. إلا أنني إنتبهت ، إلي تلك الأصوات التي أتتني من المقعد الخلفي .. شد انتباهي ذلك الحوار الذي دار بينهم أرخيت أذني ، جاءني صوت الأول : هؤلاء المهووسون و المهووسات ، دفعونا دفعاً لهذا الرحيل المر ، الذي لا ندري إن كنا نرغبه أم لا نرغبه . جاءني صوت الثاني : أخاف أن يأتيهم غداً ، المهووسون والمهووسات ، من جانبنا يطالبونهم بنصفهم الآخر .. بالموروث والمتوارث من الأزمان السحيقة ، ولو بال .... لم أسمع جيداً ، أرخيت أذني ، ركزت انتباهي جيداً .. سمعت الصوت الأول : حينها سيكون رد الآخرين لنا جاهزاً .. وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .. وبالـ .. لم أعد أسمع .. ساد ضجيج .. و .. تحركت الحافلة. ****
|
|