البعث إختلالات المرجعيات و غياب الرؤية كتبه زين العابدين صالح عبد الرجمن

البعث إختلالات المرجعيات و غياب الرؤية كتبه زين العابدين صالح عبد الرجمن


05-28-2025, 08:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1748417489&rn=0


Post: #1
Title: البعث إختلالات المرجعيات و غياب الرؤية كتبه زين العابدين صالح عبد الرجمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 05-28-2025, 08:31 AM

08:31 AM May, 28 2025

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر





يعتبر الباشمهندس محمد ضياء الدين و الدكتور أجمد بابكر من حزب "البعث العربي الاشتراكي الأصل" من الناشطين في المداخلات السياسية، و هي خاصية جيدة، و إذا اعتمدت على النقد الفكري سوف تعطي نتائج طيبة، لأنها تزيل الحواجز بين التيارات الفكرية، و تهذب لغة الحوار بين المتحاورين، و أيضا تضعف أدوات العنف بين الفرقاء، و تجعل الحوار يهدف للوصول إلي نتائج تقرب المسافات بين المتحاورين، و ليس الرغبة في هزيمة الأخر.. لآن الفارق كبير بين الوصول لنتائج تقود لحلول، و بين السعي لهزيمة توسع الشقة بينهما.. لكن إذا كانت المداخلات تفقد القاعدة المعرفية، و الميل للحوار الفكري، تصبح همهمات لا تفيد أصحابها.. لآن الأحزاب أو الأفراد الغير قادرين على إنتاج الفكر لن يستطيعوا أن يسهموا في التغيير.. لذلك دائما أكرر في أغلبية مقالاتي، أن الأحزاب التي تعتمد على الشعارات بديلا عن الأفكار، تجدها تعاني إشكالية في نقص كبير للعناصر التي تشتغل بالذهن.. و هي الآن مشكلة اليسار بشقيه الماركسي و القومي.. الأول أفراد مجتهدين في الكتابة و لكنهم لا يستطيعون مغادرة محطة شرح متون النصوص.. البعث بعد رحيل جادين و الصاوي وقف العطاء الفكري..
علق محمد ضياء الدين على مقالي الأخير " فيه تناقض" و لا يخرج من قاعدة كتابة " الفلول و الكيزان" و الثاني تمجيد العسكر و الإيمان بضعف القوى المدنية.. توقعت أن يبين محمد ضياء الدين أين هي اماكن التناقض.. و لكن لللأسف لم يستطيع.. الثانية حقيقة هي أصبحت "طابعة بوسته" عند الأغلبية عندما يعجزوا عن تبرير مواقفهم يحاولوا رمي هذا الشعار الذي يشير للقصور في المنطق.. و الثالثة تأكيد على القصور المعرفي و الفكري في الحوار.. البعث عنده إشكالية كبيرة جدا في الاجتهاد الفكري.. لآن كتابات كل من المؤسسين " مشيل عفلق و صلاح البيطار" هي كتابات عاطفية عن الأمة العربية غير مؤسسة على الفكر.. الآخرين الذين حاولوا الاجتهاد من خلال الجدل مثل جورج طرابيشي و جورج حبش و ناجي علوش و قسطنطين زريق و غيرهم غادروا محطة القومية إلي الماركسية، لأنهم اكتشفوا ليس هناك ربط جدلي يربط الثالوث .. هذا نوع من الاستلاف غير الموفق، و لا يساعد على دراسة و تحليل الظواهر لا في الطبيعة و لا الظواهر الاجتماعية.. و هنا يقع الخلل أن المنهج المختل لابد أن يقودك إلي نتائج فيها أختلالات بنيوية. لأنه لا يستطيع متابعة الظواهر متابعة علمية.. و بالتالي بنعكس في المجادلات.. و هذه مشكلة البعثيين الهروب من الجدل الفكري الذي لا يسعفهم، تجد ميلهم إلي الكتابة في الحوائط أو شعارات قصيرة لكي تكون موصدة للحوار " مثل كوز و فلول و عميل أمبريالي" مثل هذه الشعارات... راقبوا حديث وجدي صالح في أية مقابلة تلفزيونية لا يستطيع أن يميل للتحليل الممنهج دائما إطلاق مثل هذه الشعارات " الكيزان الفلول العسكر" لا تخرج منه بأي رؤية تبين أن الرجل يملك منهجا للتحليل..
أن شعار البعث و الناصرية " وحدة حرية أشتراكية" يقال: أنه قائم على الربط الجدلي بين "الثاللوث" و لكن عندما تبحث في الكتابات لا تجد هناك جدلا.. و عندما تسأل أي نوع من الجدل المقصود؟ لا تجد ردا مقنعا.. أحترم عصمت سيف الدولة الذي حاول أن يكون مفكرا للناصريين حيث حاول أن يستعين بالجدل الماركسي " الديالكتيك المؤسس على الثالوث " قانون نفي النفي و وحدة صراع المتناقضات و تحول الكم إلي الكيف" و هو قائم على الصراع بين التضاد.. إذا كيف تستطيع التوفيق بينها في ثالوث " الوحدة و الحرية و الاشتراكية " لكي تجعلهم في حالة من الثبات كل واحدة تعطي الأخر القوة المطلوبة لكي تحقق ذاتها.. كتابات عصمت بين ذلك في الصراع الاجتماعي و اعتمده في تحليل الظواهر لكنه لم يتحدث عنه كجدل يربط بين " الثالوث – وحدة و حرية و اشتراكية" أما البعثيين حاولوا أن يبتعدوا عن محطة الماركسية و لكنهم فشلوا في ذلك تماما..
إذا نظرنا إلي اجتهادات محمد بشير المشهور ب " عبد العزيز حسين الصاوي" في اجتهاده للخروج من هذا المأزق الفكري جنح إلي أن تكون " الديمقراطية" هي أساس أية تحولات في المجتمع لأنها بتطلق طاقات الناس الإبداعية.. و قال أن الوصول للديمقراطية عن طريقين الأول تعليم حديث هو الذي يشكل أرضية جيدة للنهضة الاقتصادية التي تدعم عملية الاستنارة.. و جادين ذهب في ذات الاتجاه و قال أن القضية المركزية تصبح هي الديمقراطية و هي التي تساعد الإنسان على التحرر و رفض التبعيات، و الوعي و الطاقات الإبداعية تنضج من خلال اتساع مواعين الديمقراطية.. لذلك استطاعوا أن يقدموا اجتهادات فكرية مقبولة أن تفتح حوارات مفيدة.. هذه المقولات رفضت من قبل البعث الأصل.. الرفض ليس قائم على حجج فكرية بل على مواقع في التنظيم..
تجدني أجد لمحمد ضياء الدين و الدكتور أحمد بابكر العذر.. عندما تكون المرجعيات الفكرية فيها خلل لا تساعد أصحابها على التحليل السليم و لا فهم لتناقضات الواقع و متغيراته.. هذا الخلل جعلهم يخسروا معركتهم في الفترة الانتقالية و يفشلوا في إدارة الأزمة.. و فشلت الفترة الانتقالية لآن الأحزاب التي قبضت على مفاصل السلطة " البعث و المؤتمر السوداني و تجمع الاتحاديين و آخيرا حزب الأمة" جميعهم لا يملكون أية مرجعيات فكرية تجعلهم يستطيعوا قراءة ألأحداث بصورة سليمة أي " غياب المنهج " فكانوا يتعاملوا مع الواقع كما يقول مهدي عامل ب " جدل اليوم" لذلك لا يستطيعون دراسة الظواهر التي تطرأ و يتنبأون بنعكاساتها على الواقع.. و حتى اليوم يفقدون المنهجية.. و السؤال لماذا تفشل الأحزاب في إدارة العملية السياسية و المحافظة على السلطة الديمقراطية بعد كل مرحلة تغيير؟ السؤال الثاني: لماذا الأحزاب السياسية تفقد الشارع الذي اسقط النظم الشمولية و تجعله وراء ظهرها؟ السؤال الثالث: ما هو المشروع السياسي الذي قدمته الأحزاب و ملكته للشارع لكي يدافع عنه؟ إذا استطاع محمد ضياء الدين الإجابة على هذه الأسئلة يعرف لماذا قلت الأحزاب ضعيفة.. و ان البعث لا يملك مرجعية فكرية... نسأل الله حسن البصيرة..