السودان بين السلاح والدعوة إلى السلام — نداء من القلب إلى القلوب كتبه حامد محمد

السودان بين السلاح والدعوة إلى السلام — نداء من القلب إلى القلوب كتبه حامد محمد


05-25-2025, 05:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1748147127&rn=0


Post: #1
Title: السودان بين السلاح والدعوة إلى السلام — نداء من القلب إلى القلوب كتبه حامد محمد
Author: حامد محمد
Date: 05-25-2025, 05:25 AM

05:25 AM May, 25 2025

سودانيز اون لاين
حامد محمد-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





منذ أن اندلعت الحرب في 15 أبريل 2023، يعيش وطننا العزيز أياماً من المحنة والتمزق قلّ أن عرفها عبر تاريخه الطويل. مدن احترقت، قرى خُربت، أسر تفرّقت، وأرواح أُزهقت ظلماً وعدواناً. وبين ركام الخراب، خرجت الميليشيات من كل حدب وصوب، تحمل السلاح وتدّعي حماية الوطن، بينما الوطن يذوب أمام أعيننا.
أيها السودانيون الشرفاء،
إنّ أخطر ما يهدد حاضرنا ومستقبلنا ليس فقط اشتعال الحرب بين الجيش والدعم السريع، بل تمدد ظاهرة الميليشيات التي تنشأ كل يوم بلا مرجعية، ولا دستور، ولا أخلاق قتال. هذه الجماعات لا تُقيم وزناً لحياة الإنسان، ولا لحرمة البيوت، ولا لكرامة المرأة والطفل. وهي بذلك لا تمثل أهلها، ولا تحمي مجتمعاتها، بل تزرع بذور فتنة لا تُبقي ولا تذر.
أليس فينا رجل رشيد؟
أين صوت الإسلام الذي جاء ليقول: من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً؟
أين نخوتنا السودانية التي ترفض قتل الجار، ونهب الضعيف، وخراب الديار؟
إن ما يجري اليوم ليس من الإسلام في شيء، ولا من القيم السودانية الأصيلة في شيء. وإنّ السكوت على تمدد هذه الميليشيات هو خيانة لدماء الشهداء، وخيانة لأمانة الوطن، وخيانة لروح الإسلام الذي جاء بالرحمة لا بالحرب.
نداؤنا اليوم إلى من تبقى من عقلاء السودان، إلى العلماء، والشباب، والنساء، والأعيان، وكل وطني غيور:
أوقفوا الحرب. لا تباركوها بصمتكم، ولا تزينوها بشعارات جوفاء.
ادعوا إلى السلام، وعودوا إلى الله، واصدعوا بكلمة الحق في وجه كل من يحمل سلاحاً خارج سلطان الدولة.
نداؤنا كذلك إلى من يقاتلون في خنادق لا نهاية لها:
عودوا إلى بيوتكم، ولا تكونوا وقوداً لحرب لا رابح فيها. أنتم أبناء هذا الشعب، لا أدوات تدميره. دعوا السلاح، وعودوا إلى ساحات البناء و العلم لا ساحات الدم.
السودان وطن يتسع للجميع، ولكنّه لن يبقى إن استمر السلاح في يد الجميع.
اللهم احقن دماءنا، وأصلح ذات بيننا، واجعل بلدنا آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين.