Post: #1
Title: بيان مجلس جامعة الدول العربية! كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 05-09-2025, 11:41 AM
11:41 AM May, 09 2025 سودانيز اون لاين الطيب الزين-السويد مكتبتى رابط مختصر
طوال عامين على اندلاع الحرب التي أشعل فتيلها مجرم الحرب البرهان، ظل مجلس جامعة الدول العربية مكتوف اليدين، لزم الصمت وغطى أذنيه، هذه بطينة والاخرى بعجينة كأنه يشاهد حرب تجري وقائعها في جرز الواقواق، دون أن يرف له جفن أو يحرك ساكنا ملتزما الصمت المريب! لقد تخلّى المجلس عن أدنى مسؤولياته، ولم يتحرك إزاء الجرائم والانتهاكات التي إرتكبها مجرم الحرب البرهان ضد الشعب السوداني، بدءا من إنقلابه المشؤوم على حكومة الثورة بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك، مرورا بإشعال نار الحرب ودمار المدن والبنى التحتية، وصولا إلى مضاعفة معاناة الشعب.لكن، فجأة، وعندما تعرضت أوكار مافيا الخراب والدمار في بورتكيزان لضربات المسيرات، قرر المجلس أن يصدر بيانا يعبر فيه عن رفضه للحرب وما خلفته من خراب ودمار طال المنشآت المدنية. خرج المجلس، بلا وجل، ولا شعور بالخجل، متخليا عن سلاح الصمت المريب، ونطق بكلام عجيب، أدان فيه الهجمات على المنشآت المدنية، وكأنه كان غائبا عن المشهد طوال السنوات الماضية، أو كأنه يتعمد إخفاء دموعه خلف جدران مكاتبه المكيفة، التي لا تسمح برؤية الحقيقة. أين كان هذا المجلس حينما كانت الطائرات والبراميل المتفجرة تفتك بأهل دارفور وكردفان؟ أين كان حينما كان صانع الكباب العظيم يقتل ويدمر الإنسان والحيوان والحجر في السودان؟ هل نسي أن الدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت، بلا ذنب، في دارفور وكردفان، كانت في السودان، وأن كل ذلك لم يكن بعيدا عن ناظريه، وإنما كان جزءا من معاناة شعبه الذي يتعرض ليل نهار للدمار والتنكيل؟ ما الذي استجدّ ليجعل المجلس يرفع صوته الآن؟ ويعلن عن تضامنه مع الشعب السوداني؟ هل يجهل هذا المجلس حجم الكارثة، أم هو شريك فيها، أو مستفيد منها؟ لماذا صمت دهراً، ثم فجأة، خرج علينا ببيان ذرف فيه الدموع على الشعب السوداني، كأنه كان غائبا أو مغيبا عن المشهد طوال العامين الماضيين؟ صمتُ مجلس جامعة الدول العربية المريب سيُكتب في سجل التاريخ كأحد أسوأ أشكال التواطؤ مع القتلة الأشرار، الذي أتاح للشر أن يستفحل، وللدماء أن تسيل دون أن يحرك المجلس ساكنا. يا مجلس جامعة الدول العربية، الشعب السوداني لا يحتاج إلى بيانات تذرف الدموع بعد فوات الأوان، وإنما إلى أفعال حقيقية توقف الحرب، وتعيد الأمن والإستقرار، وتعيد للشعب السوداني حريته وكرامته، التي ثار من أجلها ضد نظام الإنقاذ المجرم وحاشيته الفاسدة. دعوا عنكم اللف والدوران، فالكلام وحده لا يكفي. عليكم أن تتحملوا مسؤوليتكم، وتقولوا كلمة حق في وجه حاكم جائر، فأنتم، يا من تدعون تمثيل العرب، لا تستطيعون أن تقولوا كلمة واحدة في وجه الحكام الطغاة الذين يعتدون على الشعوب ويدمرون الأوطان. كفاكم سباتا، كفاكم نفاقا وتدليسا.. دماء السودانيين والسودانيات ليست سلعة في سوق النخاسة. الشعب السوداني لن يتراجع عن قراره القاضي بإقتلاع نظام الإخوان المسلمين، أو بالأحرى الاخوان الشياطين، من السودان بالقوة، لأنه تنظيم ظلامي مأزوم منذ بدايات تأسيسه في مصر على يد حسن البنا في عام ١٩٢٨م وتجربته في غزة والسودان خير شاهد.
الطيب الزين
|
|