Post: #1
Title: الأب الفيلسوف كتبه إبراهيم أمين مؤمن /مصر
Author: إبراهيم أمين مؤمن
Date: 04-27-2025, 11:26 AM
11:26 AM April, 27 2025 سودانيز اون لاين إبراهيم أمين مؤمن-مصر مكتبتى رابط مختصر
(مشهد 1: الغياب والحضور) الابن: أبي، هل رأيت جنازة آلان كردي؟ الأب: لم أرها، لكنني رأيت وجع العالم في عينيه الصغيرة، وكأن البحر لم يغرق جسده، بل غرق فيه ضمير البشر.
***
(مشهد 2: عن الماهية والوجود) الابن: أبي، الفلاسفة اختلفوا، من يسبق: الوجود أم الماهية؟ الأب: الوجود أولًا يا بني، لأنه لا ماهية لشيء لم يكن موجودًا أصلًا. نحن لا نتخيل المعنى قبل أن نلمس صورته.
***
(مشهد 3: التاريخ والسلطة) الابن: هل يُمكننا أن نثق في كتب التاريخ؟ الأب: التاريخ ليس سجلًا بريئًا يا ولدي. إنه مرآة مشروخة تعكس وجه المنتصر أكثر مما تعكس الحقيقة. اقرأه بعين ناقدة لا بعين تلميذ.
***
(مشهد 4: الحقيقة) الابن: وكيف أميّز الحقيقة؟ الأب: ابحث عنها في قلبٍ حرّ وعقلٍ متجرد من الهوى. الحقيقة لا تصرخ، لكنها حاضرة لمن يصمت ويصغي.
***
(مشهد 5: عن العدم والموت) الابن: وما هو العدم؟ الأب: هو ليس شيئًا لنُدركه. إنه فقط غياب الوجود. لكن حتى هذا الغياب لا يخلو من أثر. الابن: وهل الموت عدم؟ الأب: الموت انتقال، لا اختفاء. لا شيء يُفنى في هذا الكون، بل كل شيء يتحول.
***
(مشهد 6: السعادة) الابن: أين أبحث عن السعادة؟ الأب: في الرضا، لا في الامتلاك. وفي التوازن بين العطاء والتجرّد. السعادة لا تُشترى، لكنها تُكتسب كلما ازددت بُعدًا عن الأنا.
***
(مشهد 7: الموهبة والعلم) الابن: هل الموهبة فطرية؟ الأب: هي شرارة يولد بها الإنسان، لكن إن لم يُغذِّها بالعلم، خمدت. الموهبة بداية الطريق، والعلم رفيقه حتى النهاية.
***
(مشهد 8: الحرب والعدالة) الابن: في الحروب، من يكون على حق؟ الأب: في الحرب، الكل خاسر يا بني. أحيانًا لا يكون الحق هدفًا، بل ذريعة، والقوة تكتب الرواية وتوزع الأدوار.
***
(مشهد 9: النية والخطأ) الابن: هل يُمكن لإنسان أن يفعل الشر وهو يظن أنه يُحسن صنعًا؟ الأب: نعم، لأن الضلال يبدأ حين يتحدث القلب بصوتٍ خافت، ويعلو صوت الهوى والعناد.
***
(مشهد 10: الإيمان والرضا) الابن: متى يبلغ الإنسان كمال الإيمان؟ الأب: حين يرضى بكل ما يجيء من الله، لا ساخطًا ولا متأففًا. فالإيمان الكامل ليس في كثرة العبادة، بل في عمق السكينة.
***
(مشهد 11: الإنسان والحقيقة) الابن: ما الإنسان؟ الأب: روحٌ تبحث عن معنى، وقلبٌ يُضيء إذا صَدَق، ويظلم إذا جحد. هو مشروع نور، إن صدق نفسه بلغ.
***
(مشهد 12: عن النوم والموت) الابن: وهل النوم صورة من الموت؟ الأب: صورة ناقصة. فالنائم يعود، أما من مضى، فلا عودة له. النوم استراحة للجسد، والموت استراحة للروح في انتظار النشور.
***
(مشهد 13: النهاية) الابن: وما بعد كل هذا، ماذا يبقى يا أبي؟ الأب: يبقى الأثر، لا المال ولا الكلام. ما زرعته من خير، وما أنقذت من نفس، وما تركت من نورٍ في دروب الآخرين… هو ما يبقى.
تدقيق 27-4-2025
|
|