لماذا حجب ترامب تمويل «الحرة»؟ كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 09:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2025, 04:33 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 342

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا حجب ترامب تمويل «الحرة»؟ كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    04:33 AM April, 21 2025

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة





    في خطوة مفاجئة، قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إغلاق قناة «الحرة» الأميركية الناطقة بالعربية والمموّلة من الكونغرس، لتنهي بذلك مسيرة إعلامية استمرت عقدين من الزمن. يأتي هذا القرار بعد سلسلة من التخفيضات في ميزانية القناة وعمليات إعادة الهيكلة التي بدأت في سبتمبر 2024، لتصل إلى الإعلان عن الإغلاق الكامل في مارس الماضي. ويبدو أن هذا القرار يأتي متسقًا مع رؤية ترامب وسياساته المعلنة، التي تتسم بالتشكيك العميق في جدوى الإنفاق على مؤسسات إعلامية لا تخضع لسيطرته المباشرة وتوجهاته. فالرئيس ترامب يمثل نموذجًا لتحوّل في طبيعة العلاقة بين الشخصيات العامة ووسائل الإعلام، حيث تجاوز القنوات التقليدية واستخدم منصاته الرقمية للتواصل المباشر مع الجمهور، مع التركيز على سعيه لتقويض مصداقية المؤسسات الإعلامية التي لا تتماشى مع رؤيته.
    أُسست قناة «الحرة» في عام 2004 بقرار من الكونغرس الأميركي بعد مقترح قدمته وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، بهدف التأثير في الرأي العام العربي ومواجهة نفوذ قنوات مثل «الجزيرة». ووُصفت «الحرة» حينذاك بأنها أكبر محاولة أميركية لتغيير الرأي العام في الخارج عبر البث منذ الحرب الباردة. إلا أن القناة واجهت انتقادات واسعة من النخب العربية واتهامات بالتحيز للسياسة الأميركية وعدم مراعاة اهتمامات الجمهور العربي. وقد فشلت في تحقيق نسب مشاهدة عالية أو كسب ثقة المشاهدين، وهو ما أشارت إليه العديد من الدراسات والتقارير. فمنذ بدايات نشأتها، ظلت الدراسات والأبحاث تشير إلى ضعف تأثيرها وفشلها في تحقيق أهدافها. يقول شبلي تلحمي من معهد بروكنغز الأميركي في بحث أجراه لصالح مؤسسة زغبي: «إن الشبكة العربية الأميركية (الحرة) لا تثير اهتمام الجماهير». وأظهر البحث الذي قام به أن 2 % فقط من المشاهدين العرب كانت «الحرة» هي اختيارهم الأول كمصدر للأخبار.
    وبعد حوالي ثمانية أشهر فقط من انطلاقة قناة «الحرة»، قال المتحدث الرسمي باسم لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، مارك هلمكي، إن الصعوبات التي تواجهها القناة تدفع إلى دراسة بعض التغييرات. وأقر بأن استطلاعات الرأي التي تجريها هيئات لصالح الكونغرس في العالم العربي لم تستطع بأي شكل أن تجزم بنجاح قناة «الحرة»، وأنه حتى أفضل استطلاعات الرأي أعطت صورة ملتبسة عن كيفية تلقي المشاهد العربي لها.
    وفي دراسة قامت بها السفارة الأميركية في القاهرة في وقت سابق، تبيّن أن مشاهدي قناة الجزيرة في مصر يبلغون حوالي 50 % من إجمالي عدد المشاهدين، وقناة العربية 21.1 %، أما قناة «الحرة» فيبلغ عدد مشاهديها 1.2 % فقط. ويصف وليم رو - وهو دبلوماسي أميركي متقاعد وخبير في شؤون الشرق الأوسط أصدر كتابًا حول الإعلام في العالم العربي - «الحرة» بأنها: «مضيعة كبيرة للمال».
    وربما يعكس إغلاق «الحرة»، بالإضافة إلى عدم قناعة إدارة ترامب بجدوى الاستمرار في تمويل قناة لم تحقق أهدافها في التأثير على الرأي العام العربي، انسجامًا مع استراتيجيته العامة في تقويض مصداقية وسائل الإعلام التقليدية. ويثير القرار تساؤلات حول مستقبل الإعلام الأميركي الموجّه للشرق الأوسط، واستراتيجيات واشنطن للتواصل مع الجمهور العربي في ظل حالة الغليان والتحولات التي تشهدها المنطقة. فهل تمثل هذه الخطوة نهاية لنهج تقليدي في الدبلوماسية العامة الأميركية؟ أم أنها إيذان بتبنّي مقاربات جديدة تتلاءم مع العصر الرقمي وتغير أنماط استهلاك الأخبار والمعلومات؟
    لكن يمكن مناقشة أسباب إخفاق «الحرة» في التأثير على الرأي العام العربي من خلال حقيقة أن عملية تكوين الرأي العام صناعة لها قوانينها وآلياتها وإنتاجيتها، والتي تطرق إليها الباحث في الفصل الثاني، ويمكن الإشارة إلى بعض أسباب ذلك: فلم يُراعِ صانعو السياسة الخارجية الأميركية العوامل الدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتحكم في تكوين وتغيّر الرأي العام، حيث للدين بالغ الأثر في تشكيله؛ فهو يوجه الأفراد والجماعات في حياتهم بما تنتظمه من عبادات ومعاملات وأخلاق وعلاقات، كما أنهم يحكمون على سائر القضايا والمشكلات من منطلقات العقيدة وفي ضوء الإيمان. لم تكن «الحرة» بأي حال تُراعي ذلك، بل كانت تدفع في الاتجاه المعاكس، من منطلق أنها تبشّر بالثقافة الغربية القائمة على دونية الثقافات الأخرى.
    لقد أعلنت الإدارة الأميركية بكل وضوح عن نيتها تحسين صورتها أمام الرأي العام العربي من خلال تأسيسها لقناة «الحرة». وكان ذلك خطأ كبيرًا؛ باعتبار أن مصدر الرسالة الإعلامية أو المتحكم فيها من أهم العوامل التي تؤثر في تجاوب المستهدفين مع رسالتها. ويرى قطاع واسع من الجمهور العربي في الإدارة الأميركية عدوًا لمصالحه من خلال مواقفها في مجمل قضاياه، لا سيما قضية فلسطين. ومن خلال الأهداف التي قامت عليها «الحرة»، يمكن ملاحظة أنها اعتمدت على الاتصال الإقناعي في إيصال رسالتها، وهذا النوع من الاتصال يقوم على عملية محددة لهدف محدد من خلال الدعاية والإعلان والعلاقات العامة، بينما يتكوّن الرأي العام عبر عملية تداول حر للمعلومات، وبشكل قد يبدو تلقائيًا. وبالنظر إلى حقيقة أن الرأي العام يؤثر في محتوى الرسالة الاتصالية، نظرا لتبني وسائل الإعلام الجماهيري شعار «أعطِ الجمهور ما يريد» تطبيقًا للمبدأ الديمقراطي في نظر الكثيرين، نجد أن «الحرة»، وفقًا للخط المرسوم لها، لم تتمكن من التعرّض للقضايا السياسية والاجتماعية بما يتفق مع رغبات جمهورها العربي المستهدَف.
    ختامًا، معلوم أن الاتصال يستطيع أن يُغيّر من آراء بعض الناس بطريقتين: الأحداث التي يختار الإعلام تقديمها ويُبرزها ويُسلّط الضوء عليها، والكيفية التي يتم بها معالجة تلك الأحداث وطريقة تحليلها والتعليق عليها.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de