من عنصرية ست سيدة وحتى اللمبي ونهاية دولة الشمال الكئيبة.. كتبه د.أمل الكردفاني

من عنصرية ست سيدة وحتى اللمبي ونهاية دولة الشمال الكئيبة.. كتبه د.أمل الكردفاني


04-21-2025, 03:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1745203750&rn=0


Post: #1
Title: من عنصرية ست سيدة وحتى اللمبي ونهاية دولة الشمال الكئيبة.. كتبه د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 04-21-2025, 03:49 AM

03:49 AM April, 20 2025

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




لم أجد في العالم أسوأ من الشماليين، وأقول في العالم لأن في كل الشعوب عنصرية وقد تصل لحد الفجاجة، ولكن الفجاجة نفسها تشي عن براءة وسذاجة، أما العنصرية عند هؤلاء فتتسم بالخبث المدفون في قيعان بطون تهترئ من المرض المُر. وهذا ما لم أكن أعلمه في طفولتي حين كانت إحدى مدرسات مدرسة أركويت شمال (وهي مدرسة لم تكن لها أسوار ولا حتى نوافذ ولا مقاعد) كانت ما أن تدخل الفصل حتى تأمرني بالوقوف أمام الحائط وأنا لا أدري ما السبب، ولم أعلم السبب إلا بعد أن تعرفت على بعض أبناء دارفور في مصر وهم يعانون في ذلك الوقت من اضطهاد السفارة السودانية لهم. لقد شاهدت مئات سلوكيات الاضطهاد الذي مورس ضدهم وضد الجنوبيين في ذلك الوقت. أحد أقاربي كان مديناً للجيش بملايين الدولارات، وكان يذهب يومياً لعبد الرحيم محمد حسين محاولا استرداد أمواله التي سرقها الجيش، فقال له عبد الرحيم: انتو الحلب ديل تاني ما عندكم طريقة في البلد دي. يقصد أنه كيف سمحوا لحلبي بأن يصلح مليونيراً فهذا لن يتكرر. أخبرني قريبي بذلك ضاحكاً لأنه لم يكن يفهم جدية اللمبي، فقلت له: إذا قابلت اللمبي مرة أخرى فأخبره بأن حكومة البشير هذه ستكون آخر حكم للشماليين. فضحك وبالتأكيد لم يخبره. كان ذلك في عام ٢٠١٧م تقريباً، وكانت هذه آخر حكومة للشماليين بالفعل. عندما نشبت الحرب قال لي صديق من دولة جنوب السودان (المحررة): الشماليون جاءهم عرب حقيقيون فلن يستطيعوا أن يقولوا بأن هؤلاء عبيد وكفار. صدق كلامه لكن الشماليين نحتوا بخبرة خبث عنصريتهم الطويلة مصطلحات أخرى مثل عرب الشتات والتشاديين..الخ. وهم يشيطنون كل قبائل السودان المهمشة منذ نشوء دولتهم على يد البريطانيين عام ١٩٥٦. كان البريطانيون يرغبون في منع مصر من التمدد جنوباً، وفرنسا من التمدد من السودان الفرنسي إلى دارفور، فضموا دارفور ثم اتفقوا مع دار مساليت عام ١٩١٩ على الانضمام المؤقت للسودان والذي يستمر لمائة عام. وقد انتهت الاتفاقية، وأصبحت دار مساليت لا علاقة لها بالسودان، ولذلك فإنه لا يمكن لحكومة الشماليين أن تستخدم مأساة المساليت كسلاح في الأمم المتحدة. على أية حال، فلا سبيل لحكم الشماليين مرة أخرى، سواء اعتبروا قبائل دارفور شتات، أو قبائل النيل الازرق وجبال النوبة وكردفان عبيداً، أو اعتبروا قبائل الشرق ارتريين وأحباش، أو اعتبرونا حلباً، ففي كل الأحوال انتهت دولة الشمال بتحالفها التاريخي بين بيوتات الأحزاب والعسكر الذي أنتج كل تشوهات اليوم.
إن المبرر الوحيد لوجود الدولة هو "الشعور بالأمن" فإن انتفى الشعور بالأمن انتفى مبرر وجود الدولة كما قال أستاذنا الدكتور يحى الجمل، وهذا ما عانينا منه طويلاً في دولة الشمال، فلم تسلم قبائل جنوب السودان ولا قبائل الشرق ولا دارفور ولا النيل الازرق ولا جبال النوب ولا كردفان منه منذ نشوء دولة الجلابة. استمر كيد هؤلاء المجرمين منذ ذلك الوقت فاستولوا على (المال والسلاح) ومنحوا أنفسهم شرعية الفساد والافساد في الأرض، ألا تراهم لا يبشعون بفساد أولادهم ولا يمسون مليشياتهم الارهابية كالدفاع الشعبي وكتائب الظل والبراء وغيرهم بسوء القول كما يبشعون بطالبي حريتهم من حركات الكفاح المسلح. فحتى مناوي الذي يقاتل معهم اليوم يتعرض يومياً للهجوم الاعلامي والتشهير والتبشيع من الشماليين، وينتظرون انتصاره على الدعم ثم تسليم نفسه لهم ليخضع أو يُقتل. بالله عليكم هل هذه عقلية بشر أم شياطين؟
نعم انتهت دولة الشمال التي استمرت لقرابة سبعين عاماً، انتهت بلا عودة، وهذا الجزء المريض الممرض من الدولة (الشمالية ونهر النيل) يجب أن ينفصل قبل أن يعاني من هبة المهمشين عليه، فينتقموا ولن يجد الشماليونها حينها من ولي ولا نصير.
دولة ستة وخمسون انتجت كل مأساة هذه الشعوب من جهل وفقر ومرض وفساد واحتكار الثروة والسلطة، ومنح بعض الفلنقايات من ضعاف النفوس بعض الفتات،كذلك الذي يسقط من موائد اللئام فيتلقاه الجوعى بأفواههم قبل أيديهم.
انتهت دولة الشمال، وهذه الحرب لن تنتهي لا اليوم ولا غداً، بل ستستمر حتى عام ٢٠٣٢م وستأكلهم بتؤدة (غربال ناعم)، وهم لا يعلمون. إن العالم بأسره علم سوء الشماليين، و(قرر) تصحيح الأوضاع وإعادة الدولة لضبط المصنع من جديد. شاء من شاء وأبى من أبى. ذلك أن الله إن أراد أن يهلك قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرها تدميرا. والله عزيز حكيم.
اللهم لا تذر لهؤلاء الفاسقين ديارا، إنك إن تذرهم لا يلدوا إلا فاسقا فاجراً فاسداً عنصرياً كفارا. آميييين.