Post: #1
Title: ما بين الحكومة الموازية و فك حصار الفاشر بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 04-20-2025, 04:24 PM
04:24 PM April, 20 2025 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
تمثل السياسة واحدة من حقول الحياة العصية على التفسير في العديد من المرات ، و السياسة في السودان برهنت ذلك في مرات كثيرة ، و قد زادت تشابكا بعد دخول معطى الحرب ، و لكن ، من خلال متابعتي للشأن السياسي في السودان بعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل من العام 2023 ، أجد أن واحدة من أخطاء أهل السياسة في السودان هي : الدفع بفكرة الحكومة الموازية. . و أن يحدث ذلك في المناطق التي لا تشهد سيطرة للمؤسسة العسكرية ، فهذه الفكرة هي التي تشكل الوقود الحيوي حاليا لقوات الدعم السريع التي ما تزال تحتفظ بصورة جيدة بجينات المليشيات ، و تحاول بها جاهدة أن تسيطر بها على مدينة الفاشر آخر معاقل مؤسسة الجيش السوداني في منطقة دارفور ، لتكون دارفور هي موطن الحكومة الموازية التي ينادي بها بعض السياسيين في السودان ، إذن فالمجازر التي تحدث حاليا في تخوم الفاشر و على رأسها معسكر زمزم ، هي من صلب بنات أفكار بعض أهل السياسة في السودان شاءوا أم أبوا ؟ إن تحالف تأسيس قد وفق إلي حد ما في وضع دستور علماني ربما يكون مناسب لوضع السودان الذي فيه تنوع ثقافي و عرقي يمكن للدستور العلماني أن يشكل مخرج مناسب في الوقت الراهن ، فالعلمانية في أمريكا ، لم يمنع أن يحفظ فيه المسلمون الأمريكيون كتاب الله تعالى ، كما جاز لبقية الملاحدة مواصلة إحرازهم أهدافهم غير السوية في حدود الحريات المتاحة لهم في الدستور العلماني ، و الرب يحاسب كل حسب سعيه يوم الدين ، لذا لا أرى خوفا على السودان من النظام العلماني إذا طبق كما ينبغي له ، و لكن موضوع الحكومة الموازية ، كان ينبغي أن يستعاض عنه ، بالقيام بجولات مكوكية من منظري تحالف التاسيس ، لإقناع الدول الداعمة للمؤسسة العسكرية في السودان بجدوى تحويل الدعم من المؤسسة العسكرية في السودان إلى تحالف التاسيس ، بإعتباره المنصة الرئيسية التي يمكن أن تنقذ السودان ؛ و يجد من خلالها أولى الخطوات العملية نحو تشكيل حكومات الكفاءات الوطنية في السودان التي تحل محل المؤسسة العسكرية التي حكمت السودان ستة عقود و لم تفلح في علاج أمراضه و علله طوال تلك الفترات الطويلة ، و بعد ذلك إقناع الأسرة الدولية بالتحرك من منطقة المراقب للصراع بين الجيش و الدعم السريع ، إلى منطقة الفاعل الإيجابي الذي يمهد الطريق أمام تحالف التاسيس لكي يستلم زمام الأمور في السودان ، بعد أن يكون قد سحب البساط من تحت الأطراف المتحاربة بنزع الشرعية عنهم إذا لم يستجبوا لدعواتهم المتكررة بضرورة تسليم الحكم للمدنيين ، هذا هو المسار السليم و البديل الإيجابي للقوى المشاركة في تحالف تأسيس بدلاً من صب الزيت على النار من خلال الدعوة لحكومة موازية ، زادت من الطين بلة ، و أتت وبالا على إستقرار المدنيين في دارفور .. من ناحية أخرى ، فإن وقفت إنسان دارفور مع وحدة السودان في الحرب الحالية ، يقتضي من مؤسسة الجيش أن تجعل فك الحصار عن مدينة الفاشر هي هدية المؤسسة العسكرية لإنسان دارفور ، و يمكن بعد ذلك أن تفكر المؤسسة العسكرية في كيفية تسليم السلطة لحكومات الكفاءات الوطنية بعد معالجة خطر التهديد على آخر معاقلها ، و تسديد دين أهل دارفور على الأمة السودانية ، و أن تعلم المؤسسة العسكرية ، بأن : لكل بداية نهاية ، و أن الحرب هي النهاية الحقيقية لحكم المؤسسة العسكرية في السودان.
|
|