التراث كنز الامة .. وجع وإشراقة أمل كتبته عواطف عبداللطيف

التراث كنز الامة .. وجع وإشراقة أمل كتبته عواطف عبداللطيف


04-18-2025, 06:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1744997847&rn=0


Post: #1
Title: التراث كنز الامة .. وجع وإشراقة أمل كتبته عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 04-18-2025, 06:37 PM

06:37 PM April, 18 2025

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر






" مشروع حماية التراث القطري السوداني لامعا "



لا أذكر أنني كنت مزعزة ما بين وجع حد البكاء وبؤرة أمل تشرق رغم المأساة العميقة نتاج حرب مدمرة لم يشهد العالم مثلها حتى في ظلامات العهود الجاهلية حضورا لندوة موثقة بالصورة والإحصاء الدقيق قدمتها كوكبة من كفاءات رابطة أساتذة الجامعات السودانية بالدوحة أمسية الخميس ١٧ أبريل ٢٠٢٥م بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان " الاثار والتراث الوثائقي في السودان - التحديات الراهنة والحلول الممكنة " افتتحها د. عبدالوهاب الافندي وخاطبها المؤرخ د. احمد إبراهيم ابو شوك وخاطبتها لؤلؤة بنت راشد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي والتي رد عليها الحضور بالتصفيق الحار والذي لا يكفي هذه الانسانة النبيلة التي حملت بأكفها ووجدانها وأياديها مشاعر قطر لكل الموجوعين من غزة لسوريا للسودان وقالت لولوة يسعدنا في قطر ان نساهم مع شركاء المصلحة الحقيقيين في وضع حلول ممكنة لاعادة اثار السودان وتراثه الوثائقي وبصفتي نائبة لمجلس امناء متاحف قطر ورئيسة اللجنة الوطنية للتربية اسعد ان اكون سفيرا للسودان … شكرا لولوة .. وكان حضورا شيخ ذاكرة الجامعات والتراث البروف عثمان فضل ومجموعة من الحادبين والمهمومين بما إلت اليه بلاد أرض حضارة كوش وملتقي النيلين ..

المنصة تصدرتها د. امل خضر السكرتير الأكاديمي للرابطة وأخذت الدكتورة . اخلاص الياس كبير أمناء المتاحف السودانية الحضور في رحلة مثاقفة كاملة الأركان جالت بهم بين كنوز التراث والإرث المؤغل في عظم تاريخ بلاد السودان وبين اروقة متاحفه التي كانت غنية ومنذ الاف السنين والموزعة بأقاليم السودان والتي امتدّت لها يد الغدر الخبيثة الجهلة واللذين لم يكتفوا بتهشيم المباني التراثية بدارفور فاشر السلطان والجنينة والتي تمثل في حد ذاتها كنوز غالية المعنى والقيمة ولكن سرقوا ودمروا جواهرها ومقتنياتها رسوماتها وحجارتها والتي جاهد المستنيرين امثال د. ابراهيم ابو سليم وكثير من الخبراء الأجانب اللذين وهبوا حياتهم لتحيا هذه المحطات القيمة من تاريخ السودان لكن جاء هولاء بغل وغشاوة ماحقة وهو سؤال ظل حائرا ولم يجد اجابة منذ ان طرحه منذ سنوات بعيدة الروائي العالمي الطيب صالح من أين جاء هؤلاء ؟ بعثروا الاوراق وحرقوا السجلات بوحشية تعيفها النفس البشرية السوية .

يد الخراب والدمار طالت المتحف القومي ومتحف القصر الجمهوري ومتحف الخليفة بأمدرمان الذي يحكي فترة المهدية بأزيائهم المرقعة وعماماتهم وسيوفهم ومتحف جامعة الخرطوم ومتحف التراث الطبيعي ومتاحف الاقاليم التي كانت بوابات ثقافية مجتمعية تحكي لزائريها عن كفاح الشعب الزهاد المتصوفة الانقياء منذ ان خلقت امة السودان بعراقتها وأنسابها وسلالاتها .

وطال الدمار الخبيث والبعثرة دار الوثائق القومية التي تحتوى علي ثلاثون مليون وثيقة مقسمة إلي ٢٠٠ مجموعة وثائقية وأرشيفية نادرة .

السفير احمد سوار الذهب اشاد بجهود قطر المتصلة في دعم السودان انسانيا وثقافيا مؤكدا ان الدوحة دعمها سيكون متصل لاستعادة ذاكرته الثقافية والتراثية ككنوز إنسانية للبشرية جمعاء .

وامنت الندوة والتي عرضت لبقاع ارض السودان بإرثه وتراثه بضرورة التواصل مع المنظمات العالمية والاقليمية لإصلاح ما تم تخريبه من البنيات التحتية واتخاذ الاجراءات القانونية لاسترداد الاثار المنهوبة عملا باتفاقية اليونسكو ١٩٧٠م ودعم مشروع ذاكرة السودان بالتعاون ومكتبة قطر الوطنية ودار الوثائق للمساعدة في جمع ورقمنة مقتنيات التراث الوثائقي وتدريب الكوادر المهنية المؤهلة لهذه المرحلة شديدة الحرج وناشدت الندوة دولة قطر لنشر نتائج المشروع القطري السوداني في كتاب متعدد اللغات ليكون نموذجا لاستقطاب التضامن الأممي للحفاظ علي التراث الإنساني وإحياء مرحلة ثانية من المشروع لمعالجة اثار ما بعد الحرب .

الدكتور إحمد ابو شوك استاذ التاريخ قدم ورقة علمية بتفاصيل علمية توثيقية دقيقة ..

وتجربة المشروع القطرى التى كانت مبادرة من الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حيث اشار الى اهم مراكز التراث الوثائقى داخل وخارج السودان والتى شملت دار الوثاق البريطانية بلندن ودار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة وارشيف السودان جامعة درم بلندن ثم مجموعة محمود صالح جامعة بيرغن بالنرويج الذى تختزن 30 الف وثيقة مشيرا الى المخاطر والفرص والمقتنيات مشخصا تصنيف مقتنيات دار الوثائق وقال انه تم تعيين ب م هولت مديرا لمكتب محفوظات السودان عام 1954 وتعيين محمد ابراهيم ابوسليم ضابطا للارشيف وان دار الوثائق القومية يحتوى على 30 مليون وثيقة مقسمة الى 200 مجموعة وثائقية وارشيفية كاشفا عن العديدمن الصور التراثية القيمة ونماذج من مقتنيات دار الوثائق .

وقدم صلاح محمد احمد منسق المشروع القطرى السودانى للاثار الاسبق انجازات ما قبل الحرب وتاثيراتها على المتاحف السودانية وقدم شرحا نعريفيا بالتراث الوثائقى واهميته مثمنا دور قطر ومباراتها فى الحفاظ على هذا الارث القيم وتوفير الدعم الفنى والاكاديمى والاستفادة من الخبرات القطرية فى الحفظ الثقافى مثل مشاريع متاحف قطر والتراث الاسلامى والمكتبة الوطنية وتجارب الرقمنة والمعارض الدولية وبرامج الترميم اضافة الى ورش العمل والبرامج التدريبية للكوادر الفنية .

من الصعب حصر هذه الندوة عالية القيمة في مقال و لا يجب ان تنتهي عند حدود هذه القاعة بل يجب ان تتمدد لذلك ومن قناعة كاملة قدمت لمنظمي الندوة ولسعادة وزيرة التعليم اقتراح نتمنى ان يجد الاستجابة لتسوح هذه المعلومات والفيلم الوثائقي جيد الاعداد لتجول بالجامعات العالمية بقطر فاونديشن وعلي الجالسين علي كراسي الدرس بالمدارس القطرية لان هذه الندوة وثقت لجرح عميق لقلب السودان النابض ولتكون عظة وعبرة ورد جميل للتضامن القطري مع جراحات السودان .. علما بانه في العام ٢٠١٧م في القاعة الكبرى بجامعة جورج تاون بالمدينة التعليمية ” قطر فاونديشن ” قدمت الدكتورة جين همفريز رئيسة قسم الاثار بكلية لندن الجامعية محاضرة شائقة مدعومة بالشرائح الاستيضاحية وفلم وثائقي ناطق لإنجازات اكتشافات وتفاصيل رحلتها وفريقها الى مروي بولاية نهر النيل شمال السودان كاول من صهر الحديد ووقتها وثقناه بمجلة السمراء .

عواطف عبداللطيف

[email protected]