السودان بين أنياب القاهرة وطهران – (٣)عندما احتج صديقي المحترم كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

السودان بين أنياب القاهرة وطهران – (٣)عندما احتج صديقي المحترم كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد


04-18-2025, 06:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1744997665&rn=0


Post: #1
Title: السودان بين أنياب القاهرة وطهران – (٣)عندما احتج صديقي المحترم كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد
Author: احمد التيجاني سيد احمد
Date: 04-18-2025, 06:34 PM

06:34 PM April, 18 2025

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر





د. أحمد التيجاني سيد أحمد

كتبتُ في تعليق سابق:

كتابات الدكتورة أماني الطويل عن السودان لا تعدو كونها تمويهاً للحقائق. لماذا لا تعترف بأن الحكومة المصرية، التي يهيمن عليها الجيش منذ عام ١٩٥٢، تخشى من قيام حكم ديمقراطي مدني في السودان؟ لهذا السبب، تدعم نظام الكيزان بالمال والسلاح، وتُمارس تدخلاً مباشراً أسفر عن تدمير السودان وتمزيقه. وكما قلتُ سابقاً: "مصر تخاف من السودان حين يُفكّر، حين يرفض، حين يُبدع، حين يقول: كفى".

أما أنتِ يا دكتورة أماني، فنقول لكِ: روحي العبي غيرها.

فجاءني تعليقٌ من صديقي العزيز، يقول:

لماذا هذا الكمّ من الكراهية والغبن تجاه مصر؟ أفضال مصر على السودان لا ينكرها إلا جاحد. السودان ومصر توأم روح، والروابط الأزلية ستبقى مهما حدث. السودان لن يفكر من دون مصر، ولن يقول لها "كفى". والدكتورة أماني الطويل متخصصة في العلاقات الدولية وليست داعية.



وقد عقبتُ عليه بالرد التالي:

معقولة؟

مصر أغرقت اغلب الأراضي النوبية التي عاشو فيها حملة للحضارة الإنسانية عشرة الف سنة. اغرقت بلاد النوبة مرتين:

-الأولى عند تشييد خزان أسوان،

-والثانية عند تشييد السد العالي عام ١٩٦٤.

أنا شخصياً شاهدت منزل حاج حسين وعمتي سلامة يُغرق في "بدير" وانا طفل قبل حوالي عشرة سنوات من بناء السد العالي المشؤم .

و لقد كنت من بين الذين تصدوا لتغول مصر على أراضي الاطماء في بحيرة النوبة ابان حكم انقلاب الاخوان المسلمين بقيادة المعزول عمر البشير، وأنت تعلم ذلك جيداً.

ثم انظر:

هناك خرائط رسمية أصدرتها الحكومة المصرية حوالي عام ٢٠١٥ تُظهر حدود المحافظات المصرية وقد ضمّت حلايب، شلاتين، ونتو أرقين، دون أن تترك حدوداً واضحة بين مصر والسودان! أي أن مصر، من وجهة نظرها، تمتد جغرافياً إلى داخل السودان حيث تشاء! ولعل ذلك الخرطوم أو سنار أو حدود دولة جنوب السودان! فالخريطة الرسمية عبارة عن **بساط أحمدي**!

أما المنتجات السودانية المُهرّبة في شكل وبائي إلى مصر، فتُعاد تصديرها للعالم تحت مسمى "منتجات مصرية".

وفي هذه الحرب، هل نسيت أن مصر قصفت كوبري شمبات، وعدداً كبيراً من مصانع القطاع الخاص، والبنية التحتية و القري و المدن؟

هل نسيت أن السرطان منتشر بين المهجرين قسرا الي حلفا الجديدة و قراها بسبب الأسقف المصنوعة من الإسبستوس؟

هذه حقائق موثّقة.

الشعب السوداني لا يكره الشعب المصري، بل يرفض سياسات الحكومات المصرية المتعاقبة —قبل وبعد انقلاب الجيش المصري علي الحكم الملكي عام ١٩٥٢.

أما المحللة المحترمة الدكتورة أماني الطويل، فمقالاتها و احاديثها عن السودان تخلط بين مهام المخابرات المصرية، والبحث الأكاديمي،و الإعلام ، وادوار دعاة الإسلام السياسي وضاربي الودع!

نواصل

د. أحمد التيجاني سيد أحمد

١٨ أبريل ٢٠٢٥ روما-نيروبي