Post: #1
Title: على الأمم المتحدة إستخدام مبدأ : العينة الخارجية لمعالجة معضلة الدول الفاشلة بقلم المهندس أحمد نوري
Author: أحمد نورين دينق
Date: 03-29-2025, 11:19 AM
11:19 AM March, 29 2025 سودانيز اون لاين أحمد نورين دينق-السودان مكتبتى رابط مختصر
كنا محظوظين أن شهدنا معركتين من المعارك المعرفية الشرسة في كليتين مختلفتين من كليات مجمع الوسط بجامعة الخرطوم ، و ذلك في الفترة ما بين (١٩٩٦_ ٢٠٠٣) ؛ فالمعركة الأولى ميدانها كلية الهندسة الكهربائية ، بين الدفعة المقبولة في العام ١٩٩٦ ، و التي حسمت في نهاية السباق لصالح الطالبة : آلاء عز الدين كامل أمين ؛ الدكتور المشهور في كليتنا الحبيبة : العلوم الرياضية ؛ المتخصص في : علوم الحاسوب ، فقد كانت آلاء الثانية على مستوى الشهادة السودانية في ذلك العام ، و دخلت كلية الهندسة الكهربائية مع أول الشهادة السودانية الطالب المتميز : عبدالله جعفر ميرغني ؛ إبن البروفيسور: جعفر ميرغني ، الأستاذ الدكتور المشهور في مجال التاريخ في جامعة الخرطوم ، و صاحب برنامج : أضواء على الحضارة السودانية في إذاعة أم درمان ، و كان الفارق بينهما ضئيل جدا في النسبة في نتيجة الشهادة السودانية ، أما المعركة الثانية ، فحقلها ؛ كلية القانون جامعة الخرطوم في الدفعة المقبولة في العام ١٩٩٨ ( و هي ذات العام التي تم قبولي فيها في كلية العلوم الرياضية ) ؛ و أبطالهم ثلاثة طلاب يتنافسون على لقب أول الدفعة طوال السنوات الأربع للكلية ، أذكر منهم ( نصر الدين ، و حسان ) و نسيت إسم الطالب الثالث ، و قد حسم الطالب : نصر الدين حسين عبد الباري اللقب لصالحه في السنة النهائية . عندي قناعة راسخة ، بأن الفوضى في الحكم عموماً يعزى في الأخير ، لأحد أمرين : ( إما لمبدأ قانوني غائب عن الدستور ، أو لمبدأ قانوني موجود في الدستور و لكنه غير مفعل ) .. و الكوارث و الأزمات السياسية الدولية التي تتحكم في المشهد الدولي في الوقت الراهن ، مرجعها يعود لمبادئ غائبة تماما عن القانون الدولي أو لمبادئ موجودة فيه و لكنها غير مفعلة بسبب الإنشغال بصراعات طرفية غير مجدية بين الدول المؤثرة في مجال السياسة الدولية فيما بينها ، و النتيجة النهائية هي فشل بشري مريع في مجال السياسة الدولية .. لا أجد تفسير منطقي ، لعدم وجود إستراتيجية دولية معينة لمجابهة قضية الدول الفاشلة في الساحة الدولية ؟ فالمنطق يحث الأسرة الدولية بتجهيز و إعداد إستراتيجية واضحة المعالم لمعالجة قضية فشل الدول في مضمار الساحة الدولية ؛ لأن إستمرار هذا الفشل دون علاج ، يعني إستمرار الأزمات الدولية و إستفحالها ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، فلن تنجح الدول الفاشلة دون يد العون من الدول الناجحة ، و يد العون هنا لا أعني بها المساعدات ، بل أعني بها ، المساعدة الدولية في معالجة أسباب فشل الدول باستراتيجية محددة . تشريح مبدأ : سيادة الدول ؛ هذا المبدأ قد ساهم لحد ما في معضلة فشل الدول في الساحة الدولية ، أما كيف حدث ذلك ؟ فلأن هنالك إحتمالين لعمل هذا المبدأ ، فالأحتمال الأول : أن يستفيد الأطراف الثلاثة المعنيين بالحماية القانونية بهذا المبدأ ( النظام الحاكم ، الشعب المحكوم في رقعة أرضية معينة ، الموارد الموجودة في تلك الرقعة الأرضية المعينة ) ، و الأحتمال الثاني ؛ أن يستفيد من الحماية القانونية التي يكفلها العمل بهذا المبدأ طرفان فقط ، من الأطراف الثلاثة المعنيين بالحماية بهذا المبدأ ( النظام الحاكم ، و الموارد الموجودة في الرقعة الأرضية المعينة) و يخرج طرف الشعب المحكوم من دائرة المستفيدين من هذا المبدأ المهم في السياسة الدولية ، فالإحتمال الأول و الذي تستفيد فيه الأطراف الثلاثة المعنيين بالحماية بالمبدأ يمثل الوضع الطبيعي الذي ينجح فيه مبدأ سيادة الدول في أداء دوره على الوجه المطلوب ، و تمثله الدول الناجحة في مجال السياسة الدولية ، أما الإحتمال الثاني ، الذي يخرج منه طرف الشعب المحكوم من دائرة المستفيدين من العمل بمبدأ سيادة الدول ؛ فتمثله الدول الفاشلة في مجال السياسة الدولية ؛ لأن الطرف المهم المقصود بالحماية بهذا المبدأ قد خرج من دائرة المستفيدين منه ؛ فلا بد من إعداد إستراتيجية دولية جديدة ، تساهم في إرجاع طرف الشعب المحكوم لدائرة المستفيدين مرة أخرى . مقترح : مبدأ العينة الخارجية ؛ تقوم فكرة مبدأ العينة الخارجية ، على غرار فكرة ( فحص عينة الدم ) ، و من خلاله معرفة الأمراض المختلفة التي يعاني منها جسم الإنسان المريض ، و إقتراح العلاج المناسب من قبل الطبيب ، كذلك فكرة مبدأ العينة الخارجية لدولة فاشلة في مجال السياسة الدولية ، تقوم على أن الاستراتيجية الدولية لمعالجة قضية الدول الفاشلة في مجال السياسة الدولية يجب تعتمد على إجراء دراسات سياسية و إقتصادية و إجتماعية في محيط الدولة الفاشلة ، و إعداد دستور دائم يلبي تطلعات مجتمعات تلك الدولة ، و إعداد قائمة لحكومات كفاءات وطنية مسنودة ماديا و معنوياً من الأسرة الدولية ، و بعد ذلك إجراء إستفتاء يكون عناصره مواطنو تلك الدولة الفاشلة في الخارج على الدستور الدائم الجديد ، تحت إشراف الأمم المتحدة و التي تملك معلومات كافية و وافية عن المواطنين الأجانب في كافة دول العالم ، لأنها المنظمة الأم التي تساعد المهاجرين و اللاجئين في العام ، و إذا تم تأييد الدستور الدائم الجديد من قبل ( العينة الخارجية) تعطل الأمم المتحدة مبدأ سيادة تلك الدولة الفاشلة ، و تفعل بدلاً منه مبدأ ( العينة الخارجية) و يقوم مجلس الأمن الدولي بحل سلطة الأمر الواقع المفروضة على الشعب في الدولة الفاشلة ، و تنصب بالقوة الجبرية الدستور الدائم الجديد و حكومة الكفاءات الوطنية الجديدة ، و التي تستمر في عملها تحت سمع و بصر الأسرة الدولية ، و يعمل الطرفان ؛ الأمم المتحدة و حكومة الكفاءات الوطنية على تجهيز الكيانات السياسية و تأهيلها ، لتستلم أمر الحكم في المستقبل ، و بهذه الاستراتيجية الدولية الجديدة ، تستطيع الأسرة الدولية معالجة أزمة الحكم في الدول الفاشلة في الساحة الدولية . E_M : [email protected]
|
|