Post: #1
Title: المتصحف والنظارة !!! كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 03-18-2025, 11:49 AM
11:49 AM March, 18 2025 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
في مدينة تعصف بها الفوضى، يقف تلفزيون الأمر الواقع، حارسًا لبوابة السلطة، تحرسه دبابة صدئة، رمزًا لزمن الخضوع والذل داخل أروقة التلفزيون، يتردد صدى صوت واحد، صوت البرهان، القائد الذي نصب نفسه حاميًا للوطن، بينما يرى فيه الجميع مجرد دمية في يد قوى خفية. في أحد الأيام، تجرأ صحفي، مدفوعًا بولائه الأعمى، على الادعاء بأن البرهان يتمتع بشعبية جارفة. لكن كلماته سقطت في فراغ، لم يصدقها حتى هو نفسه. فالرجل الذي تلطخت يداه بدماء الشباب، والذي تحالف مع قائد الهدم السريع، لم يكن سوى ظل باهت لديكتاتور مخلوع انتهى بالبلاد إلى حرب الكراهة . في شوارع المدينة، تعالت أصوات الغضب، تطالب بالعدالة، وتندد بالظلم. الشباب الذين سقطوا في مجازر لا تحصى، لم يذهب دمهم سدى. لقد أيقظوا روح الثورة في قلوب الشعب، روحًا لا يمكن إخمادها. شيخ التكفيريين، الذي كان يومًا حليفًا للبرهان، كشف عن حقيقة مرة، لقد كان البرهان مجرد أداة في يد قوى الظلام. وأمين المؤتمر اللاوطني، بتهتهته المعهودة، أكد أن البرهان ليس سوى عضو في عصابة المؤتمر اللاوطنى المحلول. البرهان نفسه، في لحظة صدق نادرة، اعترف بفشل انقلابه. لكن الصحفي، الذي كان لسانه أطول من قامته، استمر في ترديد أكاذيبه، متجاهلًا غضب الشعب المتصاعد. في تلك الليلة، خرجت المدينة عن بكرة أبيها، شبابًا وشيوخًا، نساءً ورجالًا، يهتفون بصوت واحد: "الشعب أقوى، والردة مستحيلة". لقد كانت لحظة فارقة، لحظة أدرك فيها الجميع أن زمن الظلم قد ولى، وأن فجر الحرية قد بزغ فخرج قائد الانقلاب بحديث الراندوك والمتصحف بحديث الزور ،،،،
|
|