هموم عبد الله علي إبراهيم واللعب على الحبال كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

هموم عبد الله علي إبراهيم واللعب على الحبال كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد


03-04-2025, 01:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1741048328&rn=0


Post: #1
Title: هموم عبد الله علي إبراهيم واللعب على الحبال كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد
Author: احمد التيجاني سيد احمد
Date: 03-04-2025, 01:32 AM

00:32 AM March, 03 2025

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر




ما الذي يريده عبد الله علي إبراهيم من محاولاته المستمرة لإقناع قرّاء السودان المغلوبين على أمرهم بأنه العارف بكل شيء؟ لقد استهلك سردياته المكررة عن "العبد الخالقية" حتى أصبحت مسيخة وبلا معنى، والآن يتنمر ويتقعر في مسألة "علمانية الدولة" وكأنه الموسوعة الوحيدة في هذا الشأن!

ببساطة، العلمانية—كما وردت في ميثاق التأسيس، وكما أقرّها الحلو، وكما خلص إليها التاريخ—تعني الوقوف على مسافة واحدة من كل المعتقدات والأعراق، لكل مجموعة سكانية اختارت محيطًا جغرافيًا مشتركًا للتعايش فيه. وما الضير في ذلك؟ بل إنها أصبحت ضرورة حتمية لاستعادة أي أمل في بناء دولة سودانية
متعددة الأعراق والأديان والسحنات، بعد أن أصبح "سودان ١٩٥٦" في حكم المنتهي.

لكن، هل هناك من يعتقد أن هذه المحاولة هي الوحيدة الممكنة أو حتى الأفضل؟

-* خاضت الولايات المتحدة حربًا أهلية طاحنة، لكنها استقرت على الحكم العلماني، رغم ظهور شوارد مثل ريغان ودونالد ترامب.
-*أوروبا نفسها مرت بحروب دينية وقبلية طاحنة، ثم انتهت تستجدي مشروع مارشال للنهوض، واستقرت في النهاية على العلمانية،
رغم أنها لا تزال تسمح للكنائس ورجال الدين بالعيش في ترف وبذخ، بعيدًا عن أوهام الهيمنة على الحكم. في فنلندا، على سبيل المثال، تُدرّس مادة "الأديان التوحيدية" في المدارس بواسطة مدرسين علمانيين يقفون على مسافة واحدة من جميع المعتقدات.
-* أما الأنظمة الشمولية، خاصة بعد سقوطها المدوي، أو تلك التي تتشبث بأحكام دكتاتورية أو عسكرية، فقد فتحت أبوابها لتمكين الكنائس والمساجد، التي رضيت تمامًا بالمعادلة طالما أن الهدف الأسمى فيها هو السيطرة على المال العام والخاص، وليس تحقيق العدالة التي بشرت بها الأديان ومعاملاتها الحميدة.

نأتي الآن إلى محاولات عبد الله علي إبراهيم المخادعة! ولعله يدرك أن ما ذهب إليه القائد عبد العزيز الحلو، وما أثبته ميثاق التأسيس السوداني في تعريف علمانية الدولة، لم يكن سوى تحقيق لحلم تاريخي لشعوب السودان التي تؤمن بحقها المتساوي في الحياة الكريمة.

إن "علمانية التأسيسيين" ليست أكثر من خطوة نحو القضاء على أوهام الهيمنة، وإسقاط المشاريع التي زيفت مقاصد الأديان الإنسانية، وكان آخرها—وأبشعها—مشروع الحركة الإسلامية السودانية.


نواصل…

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٣ مارس ٢٠٢٥ – نيروبي، كينيا