تخيل معي: دخل أحدهم برسالة إلي الأمير، وهو في مجلسه الأمير لا يتسلم الرسالة وإنما يشير إلي الكاتب الكاتب يأخذ الرسالة ليقرأها للأمير الأمير يهتم بمضمون الرسالة الكاتب يهتم بالقراءة الصحيحة و بوضوح الصوت ولا يهتم بمعاني الكلام فالأمير هو من يهمه المعني ▪▪▪▪▪ يقال للرسول: لا تشغل نفسك بجمع القرآن نحن الذين علينا جمعه وحفظه ولا حتي بالقراءة لا تحرك به شفتيك ولا لسانك نحن كذلك الذين علينا قراءته عليك، {سَنُقْرِئُكَ} إنما عليك فقط الإستماع والإنصات وتدبر المعني ثم الاتّباع ▪▪▪▪▪ عندما يقرأ الإمام لا تشغل نفسك بجمال الصوت ولا بالتجويد .. (الغنة والقلقلة ..الخ) فليهتم بذلك الإمام شخص واحد يكفي دعوا الإمام يقوم بمهمة الكاتب وليكن جميع المأمومين أمراء يهتمون فقط بالمعني: كل واحد منهم يهتم بالمعني ويقول في نفسه: نعم انا اطبق هذا .. انا التزم بذلك ▪▪▪▪▪ تذكرون عبارة ابن مسعود: اقرأ عليك، وعليك انزل ؟! نعم.. لأن النبي يريد أن يكون أميرا لا كاتبا يريد ان يتدبر المعني ربما يطلب من ابن مسعود أن يظل يكرر الآية الا ان يشير إليه بالانتقال إلي التي بعدها وربما ظل ابن مسعود يكرر الآية ربما اربع .. خمس .. سبع ..عشر مرات وربما اكثر هذا هو الترتيل فقد فسّر القرطبي قوله تعالي: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} أَيْ لَا تَعْجَلْ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بَلِ اقْرَأْهُ فِي مَهَلٍ وَبَيَانٍ مَعَ تَدَبُّرِ الْمَعَانِي اذن الترتيل ليس التغني بالقرآن وإنما الترتيل والإنصات والتدبر كلها بمعني واحد ▪▪▪▪▪ الأمير يحتاج لكاتب واحد فقط ليقرأ له الرسالة ولكنه يحتاج لعشرات الوزراء لكي يشاورهم في المضمون في مجلس من عشرة شخص واحد يقرأ آية وكل من التسعة يتدبر شيئا عنها فإذا قرئت عشر آيات يكون قد استتبعها ٩٠ تدبرا ولذلك هذا المجلس هو الذي تغشاه رحمة الله وتحفه الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده ▪▪▪▪▪ نذكّر بالدعاء علي الظالمين فهو دعاء لا شك مستجاب الذين أخرجوا الناس من ديارهم بغير حق وسفكوا دماءهم وانتهكو أعراضهم وأخذوا حقوقهم وساموهم سوء العذاب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد الصادق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست