لماذا مسرح الثائر والمبدع لوركا بالسودان كتبه يوسف ارسطو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 05:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2025, 02:18 AM

يوسف ارسطو
<aيوسف ارسطو
تاريخ التسجيل: 10-12-2024
مجموع المشاركات: 65

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا مسرح الثائر والمبدع لوركا بالسودان كتبه يوسف ارسطو

    01:18 AM February, 27 2025

    سودانيز اون لاين
    يوسف ارسطو-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    اعداد وتقديم يوسف ارسطو
    تقديم :
    حظيت شخصية واعمال فيدركو قارسيا لوركا بكم هائل ونوعي من الدراسات ولازالت تتمتع بهذه المكانه , فهو من اساطين الابداع ومسار بحث الاكاديمين والثوار علي حد سواء لكن مانود التنبيه اليه في هذا التقديم هو تعدد مناهج ومضامين هذه الدراسات وذلك لان كل باحث لديه فروض واسئله محددة اجاب عليهما من خلال بحثه ومداخله للدراسه .. وفي هذه السياحه نود ان نشير الي فروضنا و اسئلتنا و اغراضنا من الدراسه والتي تبدا من مسائلة العنوان نفسه " لماذا مسرح المبدع الثائر لوركا " وهو نفسه لا يمكن ان يقرأ منفصلا عن سياقه اي قراءته في اطار المشروع ككل وليس كعنوان للورقة منفصلا وفي هذا يمكن القول ان هذه الدراسه تمثل واحده من سبعه دراسات هي – ( لماذا مسرح المبدع و الثائر لوركا – في التعرف و التعريف بلوركا – اثر الثقافه العربيه الاندلسيه علي لوركا – دراستان في مسرحية عرس الدم- دراسه في النص المعد وفلسفة الاخراج – مقاربه بين النص المعد والنص الاصل- ) .. أيضا من اهداف هذه الدراسات قراءة فيدركو قارسيا لوركا من وجهة نظرنا نحن (جماعة مسرح السودان الواحد) .. لان لوركا معروفا و مقروءا للاسبان موطنه الاصل والعالم كمبدع وثائر عالمي , بمعني ماذا يعني لنا غارسيا لوركا من خلال ما كتب وكتب عنه ومن اي الجوانب ننظر الي اعماله وفي ماذا كانت صرخاته واتجاهاته وماهي فلسفته ومنطلقاته في سائر ابداعيه آنذاك وكيف يمكن لنا ان نقدم مسرحية عرس الدم الان في وطننا السودان بالتحديد بالنظر الي اختلاف المكان والزمان والاحداث و الشخوص الممثله الممثلة ومساحة الحريه المعطاء وتقدير الفن الدرامي كفن واحترام ذات الفنان وتقديره كمبدع عنه في اسبانيا آنذاك والان وفي هذا يمكن القول ان هذه الدراسات بوجه عام تمثل الجانب النظري من مشروعنا لماذا مسرح المبدع و الثائر لوركا وهو مشروع بالتعاون مع الملحقيه الثقافيه للسفاره الاسبانيه في السودان ممثلة في شخص( خافير) الملحق الثقافي الذي بدأ مع الاستاذ عبد المنعم حسن رئيس قسم الدراما كلية الفنون جامعة جوبا سابقا مخرج العمل و مقترحه للجماعه منذ ما يقارب العام في امور تقديم هذا المشروع وقد ظلا في حالة عمل وحوارات دائمه معنا في سبيل انجاح هذا المشروع ويشتمل المشروع علي شقين : الشق العملي انتاج مسرحية عرس الدم – او الزفاف الدامي كما يحلو للبعض ترجمتها من الاسبانيه الي العربيه , والشق الاخر : هو هذه الدراسات عن شخص واعمال لوركا اما الوجه الخاص وبالتحديد بالنسبه لنا في هذه الدراسة فاغراضها ان تجيب علي اشتغال جماعة مسرح السودان الواحد وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا على مسرح الثائر فيدركو غارسيا لوركا خصوصا ان خط الجماعه الجمالي والفكري انتاج دراما وفكر يعبران عن الشخصيه السودانيه ورؤيتها لذاتها والعالم والكون وفي هذا لقصار النظر و محدودي الافق تقاطع ايما تقاطع مع رؤية الجماعه كأنما نحن جماعه مسرحيه دغمائية التفكير ترفض تراث المسرح العالمي.

    لوركا المبدع و الثائر والمواهب المتعدده:

    فدريكو غارسيا لوركا ( 1899م- 1836م)1 مكانته مكانة كل المبدعين الكبار ليس بالكم او تعدد مواهبه وانما بتميزه في كل ما ابدع ( فقد خلف اثارا فنيه تحتل مكانا بارزا في تاريخ الابداع المسرحي التشكيلي ,الاوروبي والعالمي ونبع ووضع بصماته في العزف على البيانو و التاليف الموسيقي والتمثيل والاخراج ) 2

    وقد ظهرت له مواهب في عمل وادارة الفرق الجواله وتجاوزت طموحاته مرحلة الفعل في المسرح الجامعي والموسيقي فكانت له مبادرات في عمل مهرجانات بغرض الحفاظ علي الجيد من تراث الموسيقى رافضا السوقي و الاستهلاكي و المبتذل والرخيص من الموسيقى وقد ذكر : ( ان لوركا لفت نظر الدارسين والباحثين مفتشين و منقبين في حياته الخاصه و العامه بحثا عن مايكون كامنا وراء نبوغه وتعدد مواهبه و ثوريته ومواقفه النضالية ضد الحكومه الفاشية ) 3

    وقد لاحظنا ان تاريخه الشخصي جدا كان مسار شك و تساؤل واختلاف خصوصا لأولئك الذين تعرفوا عليه كشخصية اسطوريه ذائعة دون ان يقفوا او يتمعنوا في ابداعيه وفي هذا افادنا الشاعر السوداني الاستاذ عبد الله شابو* ( في البدء وقبل الاطلاع علي اعماله الشعريه بتمعن ظن كثيرا من مؤرخي الادب والنقاد و متذوقي الشعر ان مكانة لوركا وشهرته صنعتها تأثر الناس بموته المفجع وموقفه البطولي في مواجهة (الفاشستس) لكن بعد قراءة ما كتب اكتشفوا تفرد ه و اصالته كشاعر مبدع ) 4

    والتي لم تقتصر علي كونه شاعرا فحسب بل فنان متعدد المواهب كما سيرد في متن هذا البحث فقد كان الي جانب كونه شاعرا ومؤلفا مسرحيا ممثل ومغني وفنان تشكيلي واللافت انه كان مبدع في كل فنه فكتب عنه بول برستول ( ان لوركا الاسباني اثرى الحياة الثقافيه و الفنيه بمواهبه المتعدده وخلق آثارا أدبية تحتل مكانا بارزا في تاريخ المسرح والشعر لا علي المستوى الاسباني فحسب بل على مستوى العالم ) 5

    اما كونه شاعرا فقد قال عنه ايضا انه : (معجزة الشعر الغنائي الاسباني للقرن العشرين )6
    وفي ذلك دون حسين حامد ( لم تختصر موهبه غارسيا لوركا الخارقه علي شعره الغنائي الخصب فحسب – كان الي جانب ذلك كاتبا مسرحيا ولاعب بيانو موهوب استحق اعجاب الموسيقي : ( مانو ويل دي واي ) وتولت صوت سيده تسجيل ما قدمه في هذا المجال ) 7

    وقد اضاف حسين حامد ( ان لوركا قد حظى بالتقدير كمغني وممثل لعب دورا اساسيا في نجاح العروض المسرحيه لاعمال 8
    كما وجدنا انه ايضا نجح في اعداد الاعمال الكلاسيكيه الاسبانيه ( فقد ذكر انه قدم رؤي لاكبر الاعمال المسرحيه الكلاسيكيه الاسبانيه لفرقة( لابارسا) المتنقله كذلك حظيت اعماله في فن الرسم بتقدير عظيم من جانب سلفادور* وقد اقاما معرضا فنيا في برشلونه ) 9

    وكتب اديبنا السوداني الدكتور علي المك في مقدمته خمس قصائد للوركا الذي قام هو بترجمتها للعربيه ( كان اول ما اشتراه بما اقتصده من النقود مسرحا للعرائس في غرناطه ولم يعق فيدريكو الصغير عدم وجود مسرحيات مطبوعه عن المسرح المشترى فاخذ يكتب مسرحياته الخاصه ومنذ ذلك الوقت لازمه الشغف للمسرح الذي قدر ان يكون الجزء الهام من عمله كما استطاع ان يدندن الالحان الشائعه قبل ان يحسن النطق واخذ من الخدم المسنين الحكايات والاغاني الشعبيه ) 10

    واضاف ان( جيلر موديي تورا) تحدث عن تمثل لوركا للاغاني الشعبيه واعادة خلقها ( انه يغنيها , يحلم بها, ويعيد كشفها و بكلمه واحده يحيلها الي شعر ) 11

    اما ما قاله اجياله و معاصريه في خطابه انه يكتب للعامة وليس الخاصه وقد قال لوركا نفسه عن ذلك ( اريد للصور التي استمدها من شخصياتي ان تفهمها تلك الشخصيات ايضا ) 12 وكتب عنه اديبنا علي المك ايضا ( فقد فطر علي الرغبه ان يفهمه كل الناس ويحبه كل الناس من خلال شعره وهذا ما حققه بلا ريب فحتي الذين ليست لديهم ميول يفهمونه وان لم يفهموه تمام الفهم فهم علي الاقل يحسون ما يقله الشاعر) 13 اما مكانته عند الاسبان مواطنيه فقد ذكر سفيشوفا( احب الشعب الاسباني لوركا واعتبره شاعرا وطنيا كما حافظوا على مسرحيته " الانشودة الاسبانيه " محافظتهم على اقدس المقدسات وعرضوا في مدريد التى حاصرها الفاشيون حين ذاك مسرحية عرس الدم )14 وفي هذا دلاله على تمثله للتراث والذات القوميه وحتى بالنسبه لموضوعات مسرحياته فقد كانت اسبانيه في الصميم كما ذكر سفيشوفا : ( اما مواضيع مسرحياته فهى اسبانيه في الصميم كالثأر للدم, وعاطفة الشرف , الحب والموت , نمط العائله القاسى وتقاليد القوميه القديمه )15 اما الصراع فيها فقد جسد البؤس عند الفلاح الاسباني الذي مرت على حياته مئات السنين دون ان يمسها تغيير مرتبطه بالخرافات الدينيه و العائليه وعادة الانتقام الداميه والجهل والبخل والشرح والطمع

    لوركا الموجهات و الفلسفة:
    لعل القول ان لوركا معروفا على مستوى اوربا والعالم يستبطن ويتضمن ان الاسئله التى اثارها و افكاره و اخيلته و احاسيسه وفلسفته في معظمها لم تكن محصورة و موجهه لاناس محددين او مكان ما او حتى زمان ما وان لغات الدنيا على كثرتها لم تكن عائقا في انتشارها وهذا ليس مثار خلاف لانه فنان ومبدع (فالفن يعتبر الحلقه الانتقاليه الوحيده بين العالم والانسان ووظيفته تامين الارتباط بين الوجود والوعى ) وقيل ايضا ( لا يطلب من الجمال تقديم المتعه الجماليه للناس فحسب بل ومساعدتهم على معرفة الحياة ومعرفة انفسهم) 17 وهذا ما فعله لوركا فقد كتب الناقد جيبسون ( كان لوركا يكتب في مسرحية" يرما " و"بيت برناردا عن النفاق والدجل الكاثوليكي و الاستبداد الخانق ) 18 بحيث ينقل العامه من مجرد الوجود الي الوعى بالوجود وهو النفاق والدجل و الاستبداد, و من دراساتنا كمختصين في الفن والابداع ان الفنان خاصه والمبدعين عموما انتاجهم ليس محصورا على بني اوطانهم او ارباب عقائدهم كالسياسة ورجال الدين , حيث يعتبر رجل الدين اي كان دينه انه وحده ومن على ملته على حق و مؤمنين اما اصحاب الديانات الاخرى كفرة و مارقين وكذلك رجل السياسه الذي توجهه نزعته الوطنيه اذا لم تقتصر على الحزبيه والمصالح الضيقه و حتى لايكون الكلام معما نقصد معظم رجال ساستنا غير المنفتحين على العالم اما بالنسبه لرجال الدين فجلهم باستثناء المتصوفة متعصبين لمعتقداتهم وهذا لايعني ان المبدعين يفتقدون للحس الوطني و ملاحده و إنما تبجيلهم لذات الانسان كانسان بغض النظر عن عرقه ووطنه ودينه هو ما مدهم بهذه النزعه الكونيه لهذا نجد الفنانين الكبار هم من دعاة الانسانيه وان الاثار الفنيه الخالده هى التي تنقل الينا مشاعر وافكار تتميز بإنسانيتها و جديتها

    علينا ان ندرك ان المعطيات الفكريه التى يقدمها الفنان ليست معطيات منطقيه تتسم بجفاف العقل و تتقيد بأدلته و حججه بل تتجاوز هذه الحدود الى ما يتراءى و يشرق

    ويتولد من جموح النفس و هواجسها واحلامها وتطلعاتها ويتفاوت تاثير العمل الفني بتفاوت صدق الانفعال وعمق الاحساس وتفاوت ثقافة الفنان التى تفجر التجربه الشعورية و تغنيها بما أدركته الانسانيه فى عمرها الطويل من تجارب وبالنسبه لكاتبنا فيدركو غارسيا لوركا ( فقد كان دائما على وعي بقسوة الحياة اليوميه) 19 وكانت رؤاه في ديوانه قصائد غجريه ( تنبض بالاحساس بالتطهير والقدر المحتوم و اللهفه المكبوته لملاقاة الموت )20 (كما اكتشف ايان جبسون * الذي اجرى سلسلة من التحقيقات حول الظروف الرهيبه التي احاطت بالموت المفجع للشاعر الاسباني لوركا براهين واضحه لعذاب لوركا في الحب في مسرحيته الاولى *التعويذه الشريره للفراشه* وهى قصة صرصور يقع في غرام فراشه)21 جريحه لكنها تطير وتذهب بعيدا عنه فهل جروح الحب و الوله والحرمان والهجر والعذاب مقصوره على اناس وبشر بعينهم ورغم اننا نرى ان اديبنا لم يكن موفقا في وصف الفراشه بالشريرة وهي اكثر الكائنات البريه رقة ،رخواة ،رهافة و القا بالوانها الزاهية و تحليقها الوديع الا اننا نجد له العزر كونه يصف المراة الحسناء الممشوقه الممتلئة بالانوثه وهي تتمنع عن من يتعشقها وربما يرجع هذا الى ان محاولاته الاولى في الحب لم تجد الاستجابه التى ينشدها في الحب فقد كتب جبسون ( ان نفسية لوركا كانت تنطوى على احساس سيئ الحظ في مجال الحب بسبب افتقاره للباقة في الحديث و الحيوية الجسمانيه ) 22 وللوقوف اكثر على دوافع لوركا النفسيه وشخصيته الجريحة المكلومة وتحديدها لمنطلقاته وفلسفته ندون هنا ما قالته الكاتبة البريطانية الاسبانية الاصل (هيلين) والتي اجرت حوار مع لوركا 1929 فقد لاحظت الكاتبة(ان وراء مرح لوركا ونشاطه مسحة من الحزن و اعتصاره اسي علي طبيعة الاشياء ) 23
    واذا نحونا الي البيئي والتاريخي سياقيا لا يمكن ان نفصل لوركا عن موطنه اسبانيا وعن مايمكن ان يكون ترسخ في وعيه من عقلها الجمعي من رؤي وتصورات و اخيلة وافكار . فقد قال اديبنا الدكتور علي المك (فدريكو قارسيا لوركا هو شاعر العصر المقدم ، أنه الاندلس وهو أسبانيا ، وهو النيلوفر و مصارعو الثيران والأزهار والفجيعة ، قرطبة وغرناطة ، و أشبيليه مدن تتلألأ في الشمس وفي الظل ، و الريح والدخان ، وهو الفلامنجو ، وشعر الطبيعة ولهذا كرهه الفاشيون لأنه يقود الناس إلى مواطن الجمال ، وإلى الحقيقة ، ولم يسمحوا له بأكثر من ثمان وثلاثين سنة )24

    والحق ان قراءة لوركا لا يمكن ان تفصله من المكون البيئي _الوطني_واعتقد ان اديبنا يقصد ان لوركا كان مشبعا بروح اسبانيا،طبيعتها ،مدنها ،ناسها ،تراثها و موروثها وفي حديثه ايضا اشارة الي مواقفه النضالية تجاه الديكتاتورية الاستبداد فقد كان
    لوركا متفاعلا مع تطلعات شعبه وكان مناضالا ضد الفاشية وفي هذا يمكن ان نقول انه كان مبدعا ثائرا و ثائرا مبدعا بالفعل في الاولي نقصد ان ابداعه بكافة ضروبه هدفه الجمال والحياة لذاتهما وهذا مبدا وموقف كوني اذ ان كل البشر الاسوياء باختلاف اثنياتهم ومعتقداتهم يتطلعون الي الجمال والحقيقة والذي نرنو اليه ان يفهم من كلامنا هذا انه لايقصد الجمال الجمال مقابل القبح لان القبح نفسه جمال طالما هو صنع الله فقد يكون القبيح جميلا اذا اتسمت النفوس بصفاء السريرة والحق والخير كما هو عند المتصوفة فقد ذكر سفيشوفا ان الحب بالنسبه للوركا ( تجيسد للجميل والرائع و لا ينفصل عند لوركا الوجود الانساني عن الوجود الشامل الذي هو صراع دائم بين الحياة والموت بين الجميل والقبيح . الجميل هو كل ما يتنفس و يناضل ويحب وكل ما يتحرك ، يتغير , يثمر ،يلد و يزهر اما القبيح فهو كل شئ خامل جامد بلا حركه وبلا تغير وبلا ثمر . القبيح هو الموت هو عالم الشر , الغريب المنفصل عن الحياة والحب وهو العقيم وبالتالى فهو المكروه ) 25 وقد يكون مقصوده بالجميل الجليل وهو مفهوم غير معني بالاشكال الظاهرة والسطحية وبالنسبة لبني الانسان يقصد به حسن وطيب معشرهم وسلامة نفوسهم ومقاصدهم وهذا خلاف الظلم والجور والاستحواذ والانانية والسيطرة وفرض النفس فيما يعرف بالديكتاتورية والنظم المستبدة وهذا يدخلنا الي مبدأ وموقف ثاني للوركا كونه مناضلا بالفعل وهو قول لايختلف علية اثنان لانه ذهب الي اتساق افعاله مع أقواله وقاتل الظلم و الاستبداد متمثلا في نظام الديكتاتور فرانكو (الرجل المسؤول عن موت مليون شخص من الاسبانيين ) 26
    (وبسببه عاش الاسبانيين ثلاثين عاما كابوسا بلا نهايه في السجون ،التعذيب و الاعدامات السرية ) 27
    الجدير بالذكر لابد من ذكر مواقف لوركا و تعاطفه مع البسطاء التي عدها الناقد ايان جبسن لاحساسه بالاغتراب (كان ايمان لوركا ببطء الطبيعة والحاجة الي الخضوع الي الغرائز مرتبطا بشكل واضح بقلقه الشخصي حول كبت طبيعته الخاصة _اما تعاطفه مع المغلوبين علي امرهم سواء كانوا عمال اجراء او غجر اسبانيا او السود في الولابات المتحدة او النساء في كل مكان مرتبطا باحساسه بالاغتراب )28 وعن موطن هذه الخصال في اعمال لوركا قال جبسون:(ظهرت هذه الافكار معا في ثلاثيته العظيمة عن الا قطاع الجنسي والقمع في الريف والطبيعة المحبطة)29
    لتكتمل الفكره لابد من التعرف علي مفهوم الاغتراب في الفن والادب (من الناحية الموضوعية شكلا خاصا للتعبير عن رفض الطابع اللاانساني لعلاقات المجتمع الاستغلالي حيث كانت العلاقات الحيوية الواقعية تمثل في وعي الناس في وعي مزيف وشيء لا يرتبط بالناس بل يسطر عليهم )30
    ومن هنا نجد ان اهم موجهات في اعمال لوركا طابعها الانساني ورفضها الزيف و السيطره والاستقلال وفي انها ترتبط بقضايا الناس وهمومهم .

    جماعة مسرح السودان الواحد الفلسفة والمنطلقات :_

    تطرقنا في المبحثين السابقين للحديث عن لوركا وبعض من مقولاته وما قيل عنه في نقاط وخطوط عريضة ولم تكن اهدافنا ان ننفي اسبانيته او اروبيته بقدر القول ان ذلك كان جزءا اساسيا من مكونه كمبدع وانسان وثائر من اجل الجمال والحق لسائر البشر وهذا ماجعل منه ثائرا ومبدعا كونيا الهم الملايين ولازال يلهم المتعطشين الي الحق والجمال وتحرير البسطاء والشعوب المغلوبة علي امرها والتي لازالت تعيش في الظل والظلام عنوة لكن السؤال المشروع للدراسين واصحاب الاغراض الملتويه لماذا تتبني جماعة مسرح السودان مشروعا كهذا يحتفي بلوركا وفي هذا الظرف الاستثنائي التي تمر به بلادنا كانما في الامر تضداد وعدم مصداقية مع فلسفتها والذي ادخل الدراسين في هذ الالتباس ربما اسم الجماعة(جماعة مسرح السودان الواحد ) الذي لايخفي ايدلوجيته كونه يدعو الي وحدة السودانيين ،ورؤيتهاالجمالية التي اعلنت من انها تعبر عن السودانيين ورؤيتهم لذاتهم والعالم والكون . اما اصحاب الاغراض الملتوية فاهدافهم سد المنافذ امامنا في الخارج كما احتكروها واغلقوها عليهم في الداخل وللرد علي هولاء واولئك نبدا بالقول ان جماعة مسرح السودان الواحد جماعة مسرحية اكاديمية _فالمسرح معروف انه فن وفعل انساني مهما ضاقت حلقاته. لم ولن يكون مقصورا علي شعب من الشعوب لافي شكله ولا مضمونه حتي بالنسبة الي أولئك الذين يعتبرونه اي الفن(تعبير عن عالم الانسان الداخلي)31 وينظر بعضهم الي الفن (كتعبير رمزي عن الدوافع الداخلية و الانفعالات والرغبات اللاواعية) 32
    كما عند علماء الجمال الفورديين ( الذين يعتمدون مبدأ اللا شعور وتجلياته *واللا شعور* في رأي فرويد يتجلى خصوصا في الفن والاحلام , وهو يعتقد ان دور الوعى في الفن ضئيل جدا فالفن عنده هو تعبير عن ضغط اللاشعور اي انه تعبير عن الرغبات والمشاعر المكبوته عقليا ) 33 وهذاايضا يشترك فيه كل الناس كما ذهب العلم بعيدا في اثبات علمية هذه النظريات وهذا متاح لكل من اراد ان يقصر فهمه الي هذا وبالرغم من كل هذا فننا نؤمن بان الوعى والعقل لهما الدور الاكبر في الابداع ما وراءه وبالرجوع الي تعريفات ا لمسرح نختار انه وسيلة يمكن من خلالها ان نعبر عما نري وكيف نري أو حتي التعبير نفسه لا يمكن ان يكون مقصورا لنا وعلينا فنحن جزء من هذا العالم الذي اصبح قرية _نتبادل فية الافكار والاحاسيس والمشاعر والخبرات لخيرنا جمعيا كبشر . اما كونها اكاديمية هذا يعني (انها تؤمن بخط العلم في ماتحمله مقولة العلم من دلالة البحث والتحليل والاختبار والمقارنة والتجربة والخيال الواقعي والموضوعية)34 اما في كونها سودانية في انها تعكس خط الجماهير او هكذا ارادت ان تكو ن (لتعبر عن ارداتها وتهتم بالكم والكيف و كيف تحول الكم الي حلة نوعية وتحاول ان ترتقي به الي درجة مؤثرة و ايجابية) 35 وذلك لان المسرح مثل كل الفنون الاخرى( يستطيع دائما وفي كل صوره الجاده ان يكون مصدرا يمد الناس بالطاقه الروحيه والوجدانية التى يتذود بها في معركة الحياة المستمره من اجل التطور الاجتماعي والفكري ) 36 اما في خطوطها العملية تريد( اجتثاث القديم بسبب تعطشها الي بناء الجديد وموقفها في تدعيم مرتكزاته وذلك لانهم طليعة و الطليعة لا تكون فعالة الا اذا انتظمت ضمن اطر (جماعة) وضعت افكارها وتطلعاتها هدفا للعمل وهي تبحث لتمتلك وعي نقدي وتاريخي وكوني به تبحث دائما عن الجديد وعن انماط الحياة العصرية ) 37 اما بالنسبة لدعوتها الوحدوية فهي ترتكز (علي وعي عام بوحدانية الجوهر الانساني والمصلحة الانسانية وعي مصلحة اي جماعات بشرية في التعامل الايجابي مع الجماعات الاخري وفي ان يسير الجميع في اتجاه واحد وليس في اتجاهات تصادمية متعارضة في التعاون وليس التنافس في التسليم بوجود الاخر وليس محاولة الغائة او تهميشه) 38 كما حدث في اروبا في الوحدة الاوروبية و اتفاقهم علي عملة واحدة فيما يدعم موقف شعوبهم وكذلك التكتلات الاقليمية والدولية وحتي المنظمة الدولية الامم المتحدة فمسعاها خير البشر جميعا اما اذا توجهنا الي الجانب الاخر من اهتمامات الجماعه اى كونها أكاديمية تبحث في تطوير الخبره المسرحيه و تجزيرها كفعل يبقى الاشتغال على لوركا ضروريا لانه واحد من اهم ثلاثه حددوا وجه المسرح في القرن العشرين كما ذكر فيشوفا ( ثلاثه مؤلفين مسرحيين حددوا بدرجه كبيره وجهة المسرح في القرن العشرين برخت الالماني وشون كسيدي الارنلدي ولوركا الاسباني ومع ان المؤلفين الثلاثه عملوا بوسائل مختلفه الواحد عن الاخر فان بينهم تشابها" داخليا عميقا ابعد مما يبدو من النظره الاولى ) 39

    اما الاستفاده من الامكانيات المتاحه وتقديم التجربه لجمهور جديد فهي واحده من الخيارات الداعمه والمرسخه لتجربة الجماعه وهى سانحه لم توفرها كل مساعي وخطط الجماعه السابقه بالاضافه الي ان في ذلك لطمه قاسيه و موجعه لأولئك الذين عملوا و توهموا انهم نفونا من فعل ما نحب فعل المسرح وكما قال لوركا في مقابله مع اخل لاثرو في العام 1935م اي قبل عام من مقتله المفجع ( لابد ان نسعي ونعمل و نحتج وتصرخ في وجه عالم مملؤ بالقهر و التعاسه , سوف ادافع عن نفسي باستمرار حتى الموت )40 وكذلك نحن في جماعة مسرح السودان الواحد في عملنا هذا سعى واحتجاج في وجه عالم اكثر ظلما وقهر وظلام وفيه دفاعا عن وجودنا وعن فعل ما نحب – فعل المسرح وسوف نظل ندافع عن ذلك حتي الموت دافعنا الاساس اننا نعتقد اننا نعمل من اجل اهداف نبيله . اما تبنينا لورش اعادة تأسيس الدراما السودانيه فمبدأها اهمال الفنون من الجهات النافذه والتى تتعارض مصالحها و وعى الجماهير و امتلاكها لسلاح الحريه و بحقوقها في ان تعيش كما تحب وترغب مما ادخل الى الوسط الفني مئات من النجوم المصنوعه التى تفتقر الى المبدأ والاخلاق و تلهث وراء النجوميه والظهور دون ان تتبنى قضايا الجماهير فاذا وعينا باننا جزء من العالم العربي والافريقي وهى بلدان يغيب المواطن فيها عن الساحه السياسيه ودائرة ممارسه حقوقه المدنيه وحرياته الاساسيه والتضحيه بكرامته ومستقبله اذا لابد من اعادة تأسيس الدراما لتقوم بكل ذلك اضافه الي اسئله الترويح والترفيه واستشراف المستقبل وكما قال ستانسلافسكي في اول كلمه وجهها الى اعضاء الفرقه المسرحيه بمسرح موسكو الفني الذي اسسه بالتعاون مع نيميروفيتش دانشنكو ( ولقد اخذنا على عاتقنا مهمه لا تملك طابعا بسيطا و فرديا , بل طابعا اجتماعيا لا تنسوا اننا نسعى الي تنوير حياة الناس البسيطه و المغيبه ومنحها لحظات سعاده وجمال ضمن الظلام الذي تعيش فيه نحن نسعى لبناء اول مسرح عقلاني واخلاقي ومفهوم لدى العامه ولاجل هذا الهدف العظيم سنهب حياتنا

    )41

    اللافت ان ما أنتجته جماعة مسرح السودان الواحد من دراسات وبحوث وعروض مميزه في شكلها ومضمونها فيما يخص حقوق الانسان وقضايا النوع و اسئلة الدوله الرشيدة والنهضه و الحداثه أرجف وأخاف البعض لانهم لم يعتادوا من المسرحيين غير الاضحاك و الدغدغه المجانيه في اللاموضوع و لللا موضوع وقد اثبتت تجربتنا في الجماعه ان جوهر عملنا هو نشر وبث قيم معنويه و سلوكيه مثمرة ومخاطبة الوعى والضمير وان اشواقنا ان يتحول ما ننتجه الى مصدر قيمي تستمد منه الحياة الواقعيه والسياسيه ذاتها ومعناها وقيمها لنصبح عند اذن وسيله لتطوير النظره الى الحياة في السودان وبين الجماعات السودانيه عوضا" عن تحويل الانسان والمجتمع السوداني لخدمة اغراض السياسه والدوله و السلطه كما هو في الدراما غير المؤسسه .غير ان مايسمى بالمسرح والدراما في السودان هو بالنسبة لنا استهبال في كثيغ من بالدراما والمسرح وهذا يستوجب اعادة التأسيس
    ويبقى لابد من تقديم الشكر بدء من الخارجيه و السفاره الاسبانيتين والاستاذ عبد المنعم حسن اللذين اختصونا بهذه التجربه والى الاستاذين الكاتب والقاص احمد ابو حازم و فتحى محمد الحسن المفكر والكاتب الصحفي اللذان مدانا ببعض المراجع والملاحظات القيمه فيما يخص ورقتنا هذه وورقة الناقد ايمن مبارك (تأثير الثقافه العربيه الاندلوسيه على لوركا ). والممثلة رماح.القاضي لقيامها بطباعة ومراجعة الاوراق كلها . فلهم جلهم عظيم الشكر والشكر الى الله اولا واخيرا .

    المراجع:-

    1 -فيدركو غارسيا لوركا – الاعمال الشعريه الكامله- ترجمه وتقديم محمد على مكي – الهيئه العامه للمطابع الاميريه الطبعه الاولى 1998م - *وقد افاد الكاتب ان لوركا ولد في الخامس من يونيو 1898م –وتوفى 20 اغسطس 1936م .

    2- حسين حامد - مجلة الثقافه العالميه – . المجلس الوطني للثقافه والفنون والاداب – الكويت العدد49 – نوفمبر 1989م

    3- حسين حامد - مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    4- عبدالله شابو الاديب والشاعر السوداني – مقابله شخصيه 21-6 -2011م – جوار صحيفة الصحافه . الساعه 5 مساء

    5- بول برستول – ترجمة حسين حامد مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    6- حسين حامد - مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    7- مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    8- محمد صبح – نماذج من المسرح الاسباني المعاصر – المؤسسه العربيه للدراسات والنشر ص25 ومابعدها .

    9- حسين حامد مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق

    10- على المك "ديكتور" الشبكه العنكبوتيه موقع على المك .

    11- على المك مرجع سابق .

    12- على المك مرجع سابق

    13- على المك مرجع سابق

    14- مجموعه من المؤلفين – دراسات في الادب والمسرح ترجمه نزار عيون السود – مطبعه وزارة الثقافه دمشق 1976م ص74.

    15- مجموعه من المؤلفين- مرجع سابق 78

    16- مجموعة مؤلفين – دراسات في الادب والمسرح مرجع سابق 202

    17 - مجموعة مؤلفين - دراسات في الادب والمسرح مرجع - مجلة الثقافه ا

    18- مجموعة مؤبفين دراسات في الادب والمسرح مرجع سابق .

    19- مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    21– مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    22- مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق

    23- مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    24- علي المك – مرجع سابق

    25- مجموعة مؤلفين دراسات في الادب والمسرح – مرجع سابق- ص10 26- سانتياغو كايلو- اسبانيا غدا" – ترجمة نادر زكرى – دار ابن رشد للطباعه دمشق – ص9

    27- سانتاغو كايلو – مرجع سابق ص10 .

    28- مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    29- مجلة الثقافه العالميه مرجع سابق .

    30- مجموعة مؤلفين -دراسات في الادب والمسرح – مرجع سابق .

    31- مجموعة مؤلفين -دراسات في الادب والمسرح مرجع سابق

    32- مجموعة مؤلفين - دراسات في الادب والمسرح مرجع سابق .

    33- تمارا سورينا ستانسلافسكي وبرخت – ترجمة ضيف الله مراد منشورات وزارة الثقافه دمشق – ص6

    34- شاكر اليساوي – في بعض المفاهيم والافكار – دار الينابيع للطباعه والنشر و التوزيع – دمشق الطباعه 1996م ص23.

    35 -شاكر اليساوي مرجع سابق 24 .

    36- سامي خشبه – قضايا معاصره في المسرح – دار الحريه للطباعه بغداد – سلسله الكتب الحديثه – 49

    37- شاكر اليساوى – مرجع سابق . ص 6

    38- نبهارد الهاشم – مجلة كتابات معاصر - المجلد الاول العدد الرابع تشرين التاني 1989م ص 101 .

    39 - مجموعة مؤلفين - دراسات في الادب والمسرح – مرجع سابق .

    40 – صبيح صادق – مجلة الفيصل – العدد 287- ص 100

    41 - تمارا سورينا – ستانسلافسكي وبرخت – ضيف الله مراد منشورات وزارة الثقافه دمشق – 1994م ص 46
    الصورة ادناه من صور العرض في نسخته السودانية























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de