Post: #1
Title: الأسماء واللغات ليست من أركان الإسلام أو أركان الإيمان كتبه الأستاذ عبدالسلام نورين
Author: عبدالسلام نورين عبدالسلام
Date: 02-26-2025, 00:23 AM
11:23 PM February, 25 2025 سودانيز اون لاين عبدالسلام نورين عبدالسلام-نانت - فرنسا مكتبتى رابط مختصر
طالعت مقالاً للأخ الدكتور فضل أحمد عبدالله منشوراً في صفحته على الفيسبوك، معنوياً ب "علمانية عبدالعزيز الحلو على تلال رماد دارمساليت" وفي بادئ الأمر اعتبرته موقفاً سياسياً من الحركة الشعبية أو من زعيمها عبدالعزيز آدم الحلو جراء موقفه المخزي من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المساليت العزل والأبرياء في مدينة الجنينة أو مدينة اردمتا أو بحق المدنيين في بقية مدن السودان وقراه وخاصة في قرية ود النورة بولاية الجزيرة أو من تحالفه مع المليشيا ولكن من الواضح هنالك قصد آخر مخفي وراء هذا الحديث بالرغم من إشارته الواضحة إلى مأساة المساليت في العنوان. حديث الدكتور فضل الله كلمة حق أريد به باطل وحاول أن يزيف الحقائق وذر الرماد على العين لمزيد من التغبيش والتضليل في مسألة الثورة الثقافية والعودة إلى الجذور ولا سيما اتهام الرفاق في الحركة الشعبية في ولاية غرب دارفور بتحريم لبس الجلابية والعمة والتمرد على الأرحام. قبل التعليق اقتبس جزء من الفقرات محل التعليق "حرم عليهم ارتداء الجلابية والعمة والشال بدعوى أنها من مظاهر الاستعراب، وأداة من أدوات الاستيلاء الثقافي.. فتمرد أغلب الشباب على أرحامهم، وقطعوا الأواصر بين أفراد كتلهم الاجتماعية، ونفخوا فيهم كير الكراهية بفظاعة وفظاعة. ودعوا أهلهم بأن لا يسموا بناتهم فاطمة وعائشة، ولا أبناءهم باسم محمد، أو أحمد، ولا ابوبكر، لأن فيها محمولاتها ثقافة العرب" أنتهى الاقتباس. لمن لا يعرف دكتور فضل الله هو أبن مدينة أمدرمان وأبن حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وحينما كنا أطفالًا كنا نراه دائماً على شاشة تلفزيون السودان عبر برنامج ساحات الفداء الذي غطى جزء من الحرب الاهلية في جنوب السودان التي دار رحاها بين ثوار الجيش الشعبي لتحرير السودان والجيش السوداني والمجاهدين وهو كان من ضمن المجاهدين. بعدها تقلد عدة مناصب وخاصة في ولاية غرب دارفور. ساحات الفداء كانت منصة إعلامية دعائية تعمل لصالح الحكومة السودانية وعرفت بتزيف الحقائق أو لوي عنقها وسردت أحداثاً أسطورية وقدمت المفكر السوداني والسياسي المرموق د. جون قرنق الوجيه فكرًا وأخلاقًا وخلقًا في شكل لا يليق به وبالتالي حديثه عن الرفاق أعضاء الحركة الشعبية عن تحريم لبس الجلابية وقطع أواصر الأرحام هو تزييف للوقائع والأقوال مثلما كان يزيف الحقائق في برنامج ساحات الفداء الذي كان يقدمه أثناء الحرب الأهلية في جنوب السودان. أنا شخصيًا أختلفت مع القائد عبدالعزيز آدم الحلو في موضوع الجبهة الثالثة التي أجهضت وما زال يوهم الشباب بانها حامل وستلد في عمر الثمانين وكذلك في موقفه السياسي الراهن ولا سيما في تحالفه مع مليشيا الدعم السريع وكذلك تسويق العلمانية وكأنه عصاة سحرية تحل مشاكل السودانيين وتضمن الأمن وتوفير الصحة والتعليم والكهرباء والمياة الصالحة للشرب والطرق وتمنع الهيمنة الاثنية والجهوية على القرار السياسي، كما نراه في حالة جنوب السودان العلماني منذ 20 عامًا وما زال نخبة الدينكا والنوير تتصارع على الحكم مستخدمين الاثنية وليس البرامج. بالمقابل أتفق معه في موقفه الرافض لتعريب الأفارقة وجعل منهم مسخ ثقافي لا قادر على الإنتاج ولا على الاستهلاك السليم. الرجل وأقصد به الحلو شجع الاثنيات الأفريقية السودانية على الحفاظ على لغاتها وثقافاتها وبالتأكيد هو ليس الأول في هذا المجال ولكن خطاباته أحدثت نقلة نوعية في مستوى الوعي السياسي السوداني. نعود للنقطة الأساسية وهي تسمية البنات والبنون باسماء أفريقية وخاصة باسماء المسرا (المساليت). صراحة لم أفهم ما الذي يغض مضجع الدكتور !!؟ إذً لا أجد في هذه الأسماء ما يخالف الدين الإسلامي الحنيف وهولاء الشابات والشباب قاموا بدورهم كمثقفين عضوين ورفعوا من وعي الجماهير وعاشوا هموهم وإذا ظهر من بينهم قلة يتصفون بالتطرف الفكري فهذه سنة الله في خلقه ولا يجب عليك ممارسة الاختزال والتعميم وإذًا نظرنا لأسماء الصحابة والصحابيات والتابعين والتابعات فهي أسماء للقبائل العربية قبل البعثة المحمدية وظهور الإسلام وعندما جاء الإسلام وجد هذه الاسماء موجودة ومستخدمة وتقبلها والكثير من الأسماء المستخدمة اليوم عند المسلمين والمسلمات في منطقة غرب آسيا أو ما يعرف بالخليج الفارسي لم تكن اسماء للصحابة وهنالك الكثير من مسلمي ومسلمات آسيا الصغرى وجنوب شرق آسيا وشرق اوربا يحملون اسماءاً نابئة من لغاتهم وثقافتهم وهي بالضرورة تعبر عنهم وإذا رجعنا لجوهر الاسلام فالاسماء واللغات ليستا من أركان الإسلام أو الإيمان. إذًا نظرنا مثلًا للأسماء عند المساليت فنجد أن هنالك اسم البنات مثل ليما وتعني السحابة المؤقتة وبراقة وتعني الزهرة أو سمسيما ويعني رزاز المطر وبالنسبة للأولاد فنجد اسماء مثل امرا ويعني أسد وكريما ويعني الحلو إلى آخره. لتذكير الدكتور قال الله تعالى في محكم تنزيله وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا والله أول من تحدث عن التعدد والتنوع وكل اللغات خلقها الله لكي يتحدث به خلقه وخلق الأسماء لكي يسمى به خلقه ولا أدري هل للدكتور من اعتراض في ذلك ونحن لا نعلم !!؟.
25 فبراير 2025 لافال - فرنسا
|
|