هذه الايام وطلاب الشهادة السودانية دفعة 2024م - 2025 م . الذين يستعدون للجلوس لهذه الامتحانات المصيرية التي تشكل كل مستقبلهم الاكاديمي في منتصف ابريل 2025 م . أطلت أزمة دفع رسوم امتحان الشهادة السودانية برأسه لتشكل عقبة في مسار جلوس هؤلاء الطلاب لهذه الامتحانات . هذه الرسوم التي قدرتها الجهات الرسمية المسئولة عن الشهادة السودانية بالنسبة لطلاب ولاية شمال كردفان بمبلغ قدره 120.000 جنيه سوداني وهو مبلغ كبير جداً بل هو رقم قياسي غير مشهود ابداً في كل أمتحانات الشهادة السابقة . يأتي تحديد هذا المبلغ الضخم الكبير الخرافي علي الطلاب وأسرهم الفقيرة المعسرة في ظل ظروف الحرب الحالية الدائرة في السودان . هذه الظروف الحربية الاستثنائية التي دمرت الانسان الاقتصاد السوداني وارجعته الي المرحلة دون الصفرية . فقد أفقرت الحرب كل السودانيين وادخلتهم في دائرة ضيقة من العوز والحاجة الحادة لتلبية الطعام والشراب وتسديد بعض ضريات الحياتية القصوي بالكاد . في جولة قصيرة لبعض المدارس الثانوية العليا العامة والخاصة في لأستطلاع دفع الطلاب لرسوم امتحانات الشهادة السودانية علمت بأن التجاوب ضعيف جداً نسبة لعجز الاباء عن سداد رسوم الامتحانات . وحتي بعد ان خفضت الوزارة مبلغ 25.000 جنيه التي فرضت مقدماً كرسوم استخراج الشهادة السودانية . خفضت ليصبح الرسوم الان 95.000 جنية فقط ومع هذا لا يزال المبلغ كبير جداً يصعب علي جل الاباء دفعه . عليه كنت أسال ادارات المدارس التي قمت بزيارتها عن مصير الطلاب الذين لن يتمكنوا من دفع الرسوم ، هل سيجلسون ويمتحنون الشهادة السودانية أم لا ؟ وكانت اجابات كل ادارات المدارس بانها سترفع الكشوفات النهائية بأسماء الطلاب الذين سددوا الرسوم والذين لم يسددوها الي وزارة التربية وهي التي ستقرر في مصيرهم . يمتحنون أم لا يمتحنون . يبقي ان مصير الاف الطلبة والطالبات لا يزال في حكم المجهول فيما اذا كانوا سيجلسون يمتحنون أمتحان الشهادة السودانية أم لا ؟ . وهذا في حد ذاته مشكلة نفسية كبري يواجهه أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات وهو أمر لا يجب ان يترك لا للطالب والطالبة . فما دور الحكومة المركزية والولائية في هذه المعضلة الكبري التي تهدد مصير الطلاب في ولايات كردفان علي وجه الخصوص وهي الولايات الأكثر تضرراً من هذه الحرب بصورة مباشرة . فنصف الطلاب في هذه الولايات علي أقل تقدير لم يتمكنوا من الجلوس لأمتحانات الشهادة السودانية السابقة للعام 2023م بسبب تداعيات الحرب . والان حتي الذين سيجلسون لأمتحانات 2024 – 2025 م هم ايضاَ أقل من نصف نسبة طلاب الولاية ومع هذا فثلاث ارباعهم مهددين بعدم الامتحان فقط لأنهم لن يتمكنوا من دفع وسداد مبلغ ال 95.000 جنية رسوماً يمنحهم الكرت الاخضر وأستحقاق الجلوس علي مقاعد أمتحان الشهادة السودانية التي وصفتها بأنها أمتحان مصيري بالنسبة لكل الطلبة السودانيين . فحتي ابناء المعلمين العاملين عليهم هم غير مستثنيين من الدفع فأبن المعلم كغيره لن يمتحن ان لم يدفع الرسوم . ويحكي ام معلم له أثنين من الابناء الممتحنين للشهادة السودانية . هذا المعلم لم يتقاضي راتبه من وزارة التربية لأكثر من عشرة اشهر . قيل انه ذهب الي الوزارة طالباً منهم ان يخصموا رسوم ابنائه الاثنين من متأخرات أجوره لكن الوزارة رفضت . كما يوجد مدرسة وضعت رسوماً اضافياً فوق رسوم الوزارة البالغ 120.000 التي خفضت الي 95.000 جنيه لكن تلك المدرسة تتحصل من طلابها مبلغ 150.000 جنيه اذا وضعت من عندها مبلغ 30.000 جنيه ولا تقر بمبلغ ال 95.000 التي أقرتها الوزارة أخيراً لأنها لم تستلم منشور من الوزارة بهذا الخصوص . أخيراً نأمل من الجهات العليا الرسمية في الدولة السودانية المتمثلة في وزارة التربية الولائية والاتحادية ومجلس السيادة السودانية ان تولي الامر اهتماماً وان تسرع بحل أزمة رسوم الشهادة السودانية وان لا تترك الطلبة والطالبات في شتات ذهني ونفسي ومستقبل مجهول . ليس هذا فحسب بل علي مجلس السيادة السودانية ان تأخذ موضوع رسوم الشهادة السودانية في الولايات المتضررة ضررا مباشراً بالحرب . نعم علي الحكومة الاتحادية ان تأخذ امر رسوم الشهادة السودانية محمل الجد ذلك بأعفاء كل طلاب الشهادة السودانية من رسوم الامتحانات هذا العام وصاعداً وحتي توقف الحرب واستقر الاوضاع وعودة أمور الحياة الي دورتها الطبيعية . كما نأمل ان يجد هذا الامر المتعلق برسوم الشهادة السودانية اهتماماً ايضاً من كافة المنظمات الانسانية المهتمة بشأن التعليم في السودان مكان اهتمام وتقدير ، كما من الخيرين ورجال المال والاعمال . هذا علماً بأن أخر موعد لتسديد الرسوم هو 1 / 3 / 2025م وكان الله في عون الانسان ما دام الانسان في عون أخيه الانسان والله المستعان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة