إن الوعي الثوري هو المحرك الأساسي لنضال الجماهير من أجل تحقيق أهدافها السياسية التي تمكّنها من التخلص من واقع الإستبداد والفساد والظلم. فكما هو الحال اليوم في السودان، حيث يستغل مجرم الحرب البرهان وحاشيته الفاسدة المؤسسة العسكرية كأداة لإعاقة مسيرة التحول المدني الديمقراطي التي نادت بها ثورة ديسمبر المجيدة، يتضح أن الحاجة إلى الوعي الثوري باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى. لقد كانت ثورة ديسمبر بمثابة شعاع أمل للشعب السوداني للخلاص من عهد مظلم استمر لأكثر من ثلاثين عاماً. كان الهدف بناء سودان جديد، حرّ وديمقراطي، خالٍ من العتمة والجروح والدموع. إن السودانيين والسودانيات يستحقون سوداناً متصالحاً مع نفسه، ومع جيرانه، ومحيطه الإقليمي والدولي، سوداناً واعداً بالخير والأمل للجميع. لكن هذه المهام الوطنية العليا لا يمكن أن تُنجز إلا من خلال المناضلين المخلصين الذين يتحلّون بالوعي الثوري. هذا الوعي هو الذي يمنعهم من الانجرار وراء المساومات المسرحية، التي قد تقود لاحقاً إلى نتائج مأساوية، كما حدث في الفترة السابقة عندما انخدعت قوى الثورة بخديعة فلول النظام السابق. فقد تم استبدال ابن عوف بمجرم الحرب اللعينة البرهان، الذي يُعتبر عدو الثورة الأول، ومع ذلك، انخدعت الجماهير به، وكان السبب في ذلك هو غياب الوعي الثوري. الآن، بدأ يتجلى الوعي الثوري في السعي الجاد لتكوين حكومة ثورية للخلاص من واقع الإستبداد والفساد والظلم للأبد. إن هذه اللحظة التاريخية تتطلب من جميع السودانيين والسودانيات أن يتكاتفوا ويعززوا من وعيهم الثوري، ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف الوطنية التي عجزت الإنقلابات العسكرية عن تحقيقها. إن الوعي الثوري ليس مجرد فكرة، بل هو ضرورة ملحة لتحديد مكامن الخلل أو الضعف في التفكير والتخطيط والتنفيذ. الوعي هو المحرك الأساسي لحركة الجماهير نحو تحقيق أهدافها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
فلنستمر في تعزيز هذا الوعي، ولنكن جميعاً جزءاً من النضال من أجل سودان جديد، يستحقه كل سوداني وسودانية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست