توطئة: قال الشاعر؛ ألا يا دامر المجذوب لا انت قرية بداوتها تبدو ولا أنت بندر
وينطبق عليها وصف الشاعر توفيق صالح جبريل حرفيا لا سيما إحتفاء الكثيرين بأبياته في وصف المدينة العريقة ذات التاريخ الضارب في القدم .. لولا وجود مباني أمانة الحكومة والوزارات في حي( المديرية) لما صدق الزائر أنها عاصمة ولاية نهر النيل لهدوءها وتواضع مرافقها وبساطة الحياة فيها زهدا من أهلها أو تهميشا من قبل الحكومات المتعاقبة على البلاد .. شهدت مؤخرا طفرة عمرانية ونشاط إقتصادي ملحوظ لكنه يظل دون الطموح المطلوب لعاصمة ولاية نهر النيل الغنية بالموارد والثروات المعدنية والزراعية .. مثلها مثل غيرها من المدن الآمنة داهمتها أفواج النازحين رغم صغر مساحتها وتواضع الخدمات فيها .. رحبت بزوارها القادمين من الخرطوم والجزيرة وإستضافت معظمهم في قرى المناصير ومثلما حدث في بقية المدن الآمنة تسلل إليها بعض أصحاب السوابق والخلايا النايمة والخلايا الصاحية لكنهم وقعوا في مصيدة العين الساهرة ويقظة أهل المنطقة الفاحصة وتم التعامل معهم وفق القانون .. الدامر مدينة منسية وقد تبدو خاملة الذكر رغم عراقتها لكنها مظلومة رغم مكانتها ربما ظلمها أهلها وأبناءها قبل أن يظلمها الآخرين وربما زهدا وتواضعا ظلمت نفسها .. إذا تكاتفت جهود رجال المال والأعمال وأبناءها بالخارج وشبابها بالداخل لصنعوا نهضة كبرى تتحدث عنها الأجيال ولظفرت المدينة الصابرة على المكانة التي تليق بها وبتاريخها .. الدامر تحتاج إلى وجيع صاحب أفق واسع وصدر أوسع على تحمل تبعات التغيير والتجديد .. تحتاج إلى إعادة تخطيط وإجتثاث الظواهر السالبة وسفلتة الطرق وثورة تشجير وحملات نظافة عامة .. أتمنى أن تجد كلماتي أذن صاغية ولا تذهب أدراج الرياح كسابقاتها من نداءات الحادبين على مدينة الدامر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
منتصر محمد زكي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست