تتداول الأوساط السياسية السودانية أنباءً عن تشكيل حكومة جديدة في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، تضم شخصيات بارزة مثل عبد الباري كوزير للعدل، ويحيى صديق وزيرًا للشؤون الاجتماعية، وحاتم حمدتو للإعلام، ومحمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء. كما يُشاع أن الهادي إدريس سيتولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، مع احتمالية مشاركة عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو في الحكومة، حيث يُتفاوض مع الحلو لتولي حقيبة وزارة الخارجية أو الصحة أو التجارة.
تحليل هذه الخطوة:
تعزيز الانقسام السياسي: تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع قد يؤدي إلى تعميق الانقسام السياسي في السودان، خاصة مع وجود حكومة أخرى يقودها الجيش في بورتسودان. هذا الوضع يخلق ازدواجية في السلطة ويزيد من تعقيد المشهد السياسي.
التأثير على جهود السلام: قد تؤثر هذه الخطوة سلبًا على جهود السلام المستمرة، حيث يمكن أن تُعتبر تحديًا للمفاوضات الجارية بين الأطراف المختلفة. تشكيل حكومة دون توافق وطني شامل قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وإفشال مساعي السلام.
المخاطر الأمنية: من المحتمل أن يؤدي الإعلان عن حكومة جديدة في مناطق سيطرة الدعم السريع إلى تصعيد العمليات العسكرية، خاصة إذا اعتبرت الحكومة المركزية في بورتسودان هذه الخطوة تهديدًا لسلطتها. هذا قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية واسعة النطاق وزيادة معاناة المدنيين.
التحديات الدستورية والقانونية: تشكيل حكومة دون إطار دستوري متفق عليه قد يثير تساؤلات حول شرعيتها، مما يؤدي إلى نزاعات قانونية ودستورية تعمق الأزمة السياسية.
أن تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع دون توافق وطني شامل قد يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي والأمني في السودان، ويزيد من احتمالية اندلاع مواجهات عسكرية جديدة. من الضروري أن تسعى جميع الأطراف إلى الحوار والتفاوض للتوصل إلى حل سلمي يضمن وحدة البلاد واستقرارها
02-10-2025, 10:29 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11801
تحليل دوافع وتوقيت قيام حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع
تحليل دوافع وتوقيت قيام حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع قيام حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع يمثل خطوة سياسية وعسكرية معقدة، تأتي في وقت حساس تتداخل فيه الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية. لفهم دوافع هذه الخطوة والتوقيت الذي تم اختياره، يجب تحليل عدة جوانب:
دوافع قيام الحكومة في مناطق الدعم السريع أ. تعزيز السلطة والنفوذ العسكري الدعم السريع أصبح القوة العسكرية الرئيسية التي تسيطر على مناطق واسعة في السودان، وخاصة في دارفور. تشكيل حكومة في هذه المناطق يعد خطوة طبيعية لفرض السلطة العسكرية على الأرض وتحقيق نوع من الاستقرار المؤقت في المناطق التي يسيطر عليها. هذا يعكس سعي الدعم السريع لتعزيز شرعيته كقوة سياسية وعسكرية قادرة على إدارة شؤون تلك المناطق، وهو ما يضمن له مكانة مهمة في أي مفاوضات مستقبلية.
ب. تحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية الدعم السريع لا ينظر فقط إلى السيطرة العسكرية، بل يسعى لتحقيق أهداف سياسية معينة، خاصة في ظل الوضع المتأزم في السودان. الحكومة التي يتم تشكيلها قد تكون أداة لتحقيق مصالح الدعم السريع في عملية السلام السودانية، مع ضمان تمثيل لقوى سياسية أخرى مثل عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو، الذين يمثلون أطرافًا رئيسية في النزاع السوداني.
ج. استراتيجية التفرد وإظهار القوة في ظل الانقسام السياسي والجمود في المحادثات الوطنية، يسعى الدعم السريع لإظهار قدرته على اتخاذ خطوات أحادية الجانب. تشكيل حكومة في مناطق سيطرته يمثل محاولة لبناء واقع سياسي على الأرض لا يمكن تجاهله. قد يكون هذا التكتيك جزءًا من استراتيجية تهدف إلى فرض نفسه كطرف رئيسي في أي مفاوضات سلام أو حكومة انتقالية في المستقبل.
د. استثمار التغيرات الإقليمية والدولية الواقع السياسي الإقليمي والدولي قد يكون أحد العوامل التي تشجع الدعم السريع على تشكيل حكومة في هذه المرحلة. في ظل غياب استقرار الحكومة المركزية في الخرطوم، يعتقد الدعم السريع أنه قد يكون في وضع يسمح له بالحصول على دعم دولي أو إقليمي لفرض شرعيته، خاصة من دول لها مصالح في الاستقرار السوداني، مثل الإمارات وقطر، بل وربما من جهات أخرى ترى في هذا الحل فرصة لتقوية موقفها في المنطقة.
توقيت تشكيل الحكومة أ. حالة الفراغ السياسي في السودان التوقيت الذي يتم فيه طرح فكرة تشكيل الحكومة ليس محض صدفة، بل هو نتيجة لحالة الفراغ السياسي الذي يعاني منها السودان بعد انطلاق الحرب الأهلية وتآكل شرعية الحكومة المركزية. بعد أكثر من عام من التصعيد العسكري بين الجيش والدعم السريع، بات واضحًا أن الأمور لم تُحسم على الأرض بعد، مما يتيح المجال لتشكيل حكومات محلية تستند إلى القوة العسكرية.
ب. استجابة للضغوط الدولية قد يكون توقيت هذه الخطوة مرتبطًا بضغط دولي من أجل إيجاد حلول سياسية عملية في السودان. في ظل انقطاع المساعدات الدولية والحاجة الماسة لاستقرار نسبي، قد يحاول الدعم السريع استغلال غياب الحكم المركزي والتفاوض مع القوى الدولية والإقليمية على أساس أن المناطق الخاضعة له يمكن أن تكون نموذجًا للسلام أو التعايش في بعض الأماكن.
ج. تعزيز الموقف التفاوضي في المفاوضات القادمة الخطوة تأتي أيضًا في وقت حساس مع اقتراب ميثاق حكومة السلام المقرر في 17 فبراير. تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع يمكن أن يكون وسيلة لتقوية موقفه التفاوضي، إذ يظهر التزامه بمسار الحل السياسي من خلال اتخاذ خطوات عملية في إدارة مناطق النزاع. التوقيت قد يهدف إلى إرسال رسالة بأن الدعم السريع هو الطرف الفاعل والموجود على الأرض ويجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من أي تسوية سياسية قادمة.
د. تقليص قوة الجيش وحركات المعارضة من خلال هذه الخطوة، يسعى الدعم السريع إلى تقليص النفوذ الذي يملكه الجيش السوداني وحركات المعارضة الأخرى في مناطق السيطرة. بوجود شخصيات بارزة مثل الحلو وعبد الواحد محمد نور، يسعى الدعم السريع إلى ضمان تمثيل سياسي عابر للحدود الجغرافية والتوازنات العسكرية، مما يمنحهم شرعية أوسع ويعزز قدرتهم على التفاوض على مستوى أعلى.
قيام حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع يحمل دوافع عسكرية وسياسية متعددة، ويتزامن مع تراجع السلطة المركزية في السودان وحالة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد. من خلال هذا التوقيت، يسعى الدعم السريع إلى تحقيق أكبر قدر من النفوذ العسكري والسياسي، بالإضافة إلى تحسين وضعه في التفاوض على مستقبل السودان. قد تكون هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل التحديات الأمنية والمعقدة التي قد تترتب على تشكيل حكومة في منطقة نزاع مستمر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة