Post: #1
Title: منافع الحرب: انفراج أزمة السكن .. يعيش المساكين علي ضهر المجانين كتبه محمد الصادق
Author: محمد الصادق
Date: 02-09-2025, 07:31 PM
06:31 PM February, 09 2025 سودانيز اون لاين محمد الصادق-السودان مكتبتى رابط مختصر
صور وفيديوهات البصات وهي تنقل العائدين من بورتسودان ودنقلا وعطبرة وكسلا والقضارف ومن النيل الابيض ومن شمال الوادي اثرت بسرعة جدا علي أسعار الإيجارات -حتي في محافظة الجيزة بأقاصي شمال الوادي - !!! فانخفضت في بعض المناطق إلي النصف ومتوقع أن تنهار تماما مع نهاية الشهر في كل أقاليم السودان وكذلك في الخرطوم فلن تكون الإيجارات كما كانت من قبل لن يضطر العامل البسيط في أطراف الخرطوم إلي دفع مئات الآلاف في ظل تحديات الخدمات بالإضافة لمشاكل الأمن بسبب الفراغات في الوسط والأطراف نسبة للترهل الشديد لمنطقة الخرطوم خاصة غرب امدرمان لأن هذه الجهة تمثل ثغرة كبيرة تتسلل منها حركات التمرد فنحن نذكر في ٢٠٠٨ هجوم العدل والمساواة علي مدينة امدرمان ومع أنه تم اكتشاف تحركهم منذ أن كانوا في دارفور لكنهم استطاعوا الوصول حتي جسر الفتيحاب وكانوا قاب قوسين من القصر الجمهوري !!! ▪▪▪▪▪ الناس إذن سيتوزعون لأن بعضهم يصرون علي العودة مهما كانت التحديات والبعض الآخر سيظل بالطبع في الأقاليم فهناك من قاموا بمجرد قدومهم بتشييد منازل أو غرف خاصة الذين رجعوا إلي مواطنهم الأصلية فهؤلاء استقروا تماما وهناك من سيظل في حالة ترقب ومراقبة للاوضاع حتي يضمن أنه سيكون في وضع افضل من وضعه الحالي فالعودة إذن .. خاصة إلي الخرطوم وربما قليلا.. ود مدني ستستغرق ربما سنين عددا وبالطبع فإن البعض ربما يضطر أن ينزخ مرة أخري بسبب إنعدام الخدمات في بعض المناطق لأن عودتها ربما تستغرق بعض الوقت ومع أن هناك منازل كثيرة تم تدميرها في الخرطوم لكن مع ذلك سيكون هناك فوائض كبيرة جدا في المساكن لأن النازحين لن يعودوا بالطبع بنسبة ١٠٠% علي الأقل في السنتين القادمتين وبالنسبة لسكان العاصمة القديمة ستكون هناك خيارات عديدة للسكن: __بدون كهرباء__ __بدون مياه__ __بدون شبكة اتصالات__ __بدون مواصلات__ __ بدون نوافذ وابواب__ __بدون كل هذه أو بعضها__ !!! في الأقاليم تم بناء مئات الآلاف من المساكن حتي في القري النائية التي لم يكن يعرف أهلها إيجار المنازل السكنية الناس صرفوا كل مدخراتهم في مواد البناء والأثاثات ولا زالت آلاف البيوت تحت التشييد ليس البيوت فقط لكن في عواصم الأقاليم تمّ بناء آلاف المحلات التجارية وفي المدن الكبيرة تم بناء مكاتب ومدارس وبنوك وأسواق ..الخ !!! ▪▪▪▪▪ انهيار أسعار الإيجارات سيؤدي إلى تراجع كبير في أسعار مواد البناء وهذا ما سيجعل الناس يواصلون بناء البيوت وستواصل الخرطوم تمددها في كل الإتجاهات !!! لأن بناء بيت .. مِلِك هو حلم كل أسرة الآن يحدث في السودان مثلما حدث من قبل في مصر فقبل نصف قرن كان همّ المصري الأول هو الحصول علي شقة لكن الآن وصل الأمر لدرجة أن الحكومة نصحت مواطنيها - الأفراد - أن يودعوا أموالهم في البنوك بدلا من تضييعها في مشاريع إسكان فاشلة فالحكومة نفسها تستثمر في الإسكان وكثير من الشركات العقارية ورجال الأعمال. بعد حرب السودان صار هناك إقبالا كبيرا علي شراء الشقق بالأقساط في كل المحافظات كل يريد أن يمتلك شقة ويؤجرها لسودانيين !!! ▪▪▪▪▪ بذلك تكون الحرب قد أنهت إلي الأبد أزمة السكن التي كانت قبل الحرب خاصة في العاصمة المثلثة فربّ ضارة نافعة إنه جنون العقارات !!! الناس جُنّ جنونها بسبب التزايد المجنون في أسعار العقارات ولكن هذا الجنون جاء في مصلحة الغلابة ومحدودي الدخل وكما في المثل: (يعيش المساكين في المجانين) !!!
|
|