ما المطلوب من حكومة الثورة القادمة* ؟ كتبه الطيب الزين

10:34 AM February, 07 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر

نريد حكومة تعكس تاريخ النضال الوطني في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. حكومة تحرير وبناء وتعمير، حكومة خلاص تخلص الشعب السوداني من عصابات الحركة الإسلامية المجرمة.

حكومة تعبر عن إرادة الشعب السوداني، حكومة ثورية بمعنى الكلمة، تمثل الأغلبية المهمشة. فثورة ديسمبر المجيدة هي ثورة الهامش العريض ضد المركز الطفيلي الذي ظل يفرخ الانقلابات العسكرية لقهر إرادة الشعب.
إنطلقت ثورة ديسمبر من الدمازين، ثم إتسعت شرارتها حتى وصلت العاصمة الخرطوم. لكن نخب النادي السياسي القديم سطت عليها ودجنتها. فمعظم هذه النخب كانت مخترقة من نظام الإنقاذ المجرم، نتيجة لخباثات صلاح قوش الذي كان يسعى دوماً منذ أول يوم وقع فيه الإنقلاب العسكري المشؤوم لإختراق صفوف كل الكيانات السياسية لتدمير مكونات الشعب السوداني من أحزاب ونقابات وإتحادات لصالح مشروع الجبهة القومية الإسلامية الظلامي. هذا المشروع الإنتهازي أدى لاحقاً إلى إنشقاق الجبهة القومية الإسلامية إلى كيانين: المؤتمر الوطني، والمؤتمر الشعبي، بعد أن طفح الكيل وظهرت الهمجية والعنصرية داخل هذا التنظيم بعد أن وصل إلى الحكم عام 1989م عبر الإنقلاب العسكري على الشرعية الديمقراطية.
لقد خرب تنظيم الكيزان الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والعسكرية والأمنية، مما جعل المركز الطفيلي كياناً متعفناً لا رجاء منه. لذلك، نريد حكومة تعبر عن شعارات ثورة ديسمبر المجيدة التي هتفت: "يا عنصري يا مغرور، كل البلد دارفور"، "حرية وسلام وعدالة، الثورة خيار الشعب".
كانت الثورة لحظة فارقة في حياة الشعب السوداني، حيث تصدت للنظام وسياساته وفساده بكل ما إمتلكت من إمكانيات وشجاعة. لقد ساهمت العديد من مكونات الشعب السوداني وفئاته، التي تضررت من هذا الحكم الإستبدادي، في الدفع نحو الثورة وتأجيجها، كل حسب إمكانياته ووسائله.
نريد حكومة تجتث جذور الإستبداد والفساد والظلم، الذي أشعل نار الحرب اللعينة. حكومة تضع الحصان أمام العربة، حكومة تحمي الشعب المسكين، وتوفر له الأمن والأمان والإستقرار، وتفتح أمامه آفاقاً جديدة مشرقة، وتداوي جراحات الوطن المكنوب.

الطيب الزين