حرب الحركة الاسلامية النهايات و المالات كتبه عمر محمد على عبدالله

حرب الحركة الاسلامية النهايات و المالات كتبه عمر محمد على عبدالله


02-04-2025, 11:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1738665315&rn=0


Post: #1
Title: حرب الحركة الاسلامية النهايات و المالات كتبه عمر محمد على عبدالله
Author: عمر عبد الله محمد علي
Date: 02-04-2025, 11:35 AM

10:35 AM February, 04 2025

سودانيز اون لاين
عمر عبد الله محمد علي-USA
مكتبتى
رابط مختصر




بينما يتحدث بعض النشطاء و يلمح اخرون الى انسحاب الدعم السريع من الخرطوم بموجب اتفاق و ليس لانه هزم و تم دحره تدوالت مجالس المدينة اخبار عن تواصل الدعم السريع مع المؤتمر الوطنى لايقاف الحرب و تنفيذ اتفاق جدة. كذلك خرجت علينا الصحفية صباح محمد الحسن عن انقلاب ناعم فى الجيش فوض بموجبه الضباط الوطنيين الكباشى للتفاوض فى جدة و الوصول الى تفاهم مع الدعم السريع.
قبل الحكم على مقال الصحفية يجب ان ننظر الى دوافع الاطراف المختلفة و هم الكيزان و البرهان و المجتمع الدولى و الدعم السريع. لقد تطابقت فى مرحلة معينة مصالح كل هذه الاطراف. فالمجتمع الدولى يرى فى هذه الحرب فرصة للتخلص من المليشيات السودانية و المرتزقة فى ليبيا. فقد اضحت الحرب فى السودان جاذبة gلمرتزقة المتواجدين فى ليبيا غض النظر عن انتماءاتهم و جنسياتهم فتمترس الجيش السودانى فى مواقعه و تحصن قياداته فى القيادة العامة و المعسكرات بينما تعرضت متحركاته التى فاقت العشرة لكمائن وهزائم كانت بمثابة حافز للمرتزقة للقدوم للسودان لنهب ثروات المواطنين و احتياطات البنوك و مقدرات الشعب السودان من اثار و غيرها. العشرات من قادة الدعم السريع و الالف من جنوده اتوا من ليبيا للمشاركة فى النهب و الشفشفة. لم يكن فى مقدور المجتمع الدولى تنفيذ مخططه دون مساعدة ضباط كبار فى الجيش السودانى و اطراف سودانية رات فى هذه الحرب فرصة لاحكام سيطرتها. الدعم السريع لم يستلم معظم المواقع العسكرية بمعارك فيما عدا استثناءت بسيطة مثل الاحتياطى المركزى. فالتطواء الذى بدا جليا فى مدنى و سنجة كان يتم فى الخفاء فى بداية الحرب و لم يلحظه عامة الناس. فاذا كانت الحرب جاذبة للمرتزقة من القبائل العربية فقدت عملت قيادة الجيش و الحركة الاسلامية على استنفار و استفزاز الزرقة فى دارفور بتسليم مدن الاقليم المختلفة للدعم السريع مع تقديم الدعم المالى غير المحدود الميزانيات المفتحوحة للحركات المسلحة و فتح المعسكرات للحركات المسلحة حتى تعمل على استنفار و جلب قواتها من ليبيا. مثلما راى المجتمع الدولى فى حرب السودان حل للمعضلة الليبية التى تنتج 1.5 مليون برميل من النفط الخام و تعتبر اهم محطات الهجرة غير الشرعية رات الحركة الاسلامية فى الحرب فرصة لاستعادة سلطتها و نفوذها و سيطرتها السياسية و الاقتصادية و تقديم جهاز امنها و كتائبها فى مظهر المدافع عن الشعب من ناحية و فى نفس الوقت ايجاد المبررات للقمع الذى ستمارسه لاحقا. لذلك عمل الضباط الاسلاميين على تسريب المعلومات للدعم السريع و ضرب متحركات الجيش و تسليم المدن. لقد عمل جهاز امن الحركة الاسلامية على ارتكاب الفظائع فى الجزيرة حتى يمكن كيكل من تكوين مليشياته. على حسب تقرير لشبكة عاين منشور بتاريخ 1 مارس 2023 فان حركة درع السودان يقودها 16 من الضباط الفنيين المتقاعدين من الدفعتين 40 و42 في القوات المسلحة السودانية و المعروفتين بولاء ضباطها الصارم لتنظيم الحركة الاسلامية، بينما تدار أنشطة قوات درع السودان عبر خلية مقرها معهد الاستخبارات العسكرية بالخرطوم وهذه الخلية تديركل أنشطة الإسلاميين ولها امتدادات وتواصل مع ضباط سودانيين متقاعدين في تركيا، ولديها مشاريع استثمارية ضخمة في موريتانيا وتركيا. فشل درع السودان فى استقطاب الشباب و جذبهم عند اندلاع الحرب الامر الذى اجبر الحركة الاسلامية لدفع كيكل للانضمام الى قوات الدعم السريع و زودته بقوائم و اسماء المستنفرين فى قرى الجزيرة المختلفة على امل ان يستوعبهم و يكون منهم مليشيا لكن فشل كيكل فى كسب ولاءهم. عندما تقرر سحب كيكل لم يكن فى معيته احد و فشل فى تكوين مليشيا يمكن الاعتماد عليها لذا عمل جهاز امن الحركة الاسلامية على ممارسة فظائع و جرائم فى حق انسان شرق الجزيرة حتى يمكن كيكل من تكوين مليشيا و حتى يلتف حوله ابناء البطانة فالضابط المليشى عمر شارون هو احد افراد جهاز الامن و عضو فى الحركة الاسلامية قبل ان يكون جنجويدى . اذا تتبع ابناء البطانة تاريخ قيادات مليشيا كيكل و الذين يشغلون المناصب الحساسة فسيكتشفون انهم جمعيا لهم ارتباطات بالحركة الاسلامية و ان العديد منهم ليس له علاقة بالبطانة و تعود جذوره الى مناطق اخري فى السودان. الحركة الاسلامية ستعمل على ان يطول امد الحرب و سيعمل كادرها على اشعال الفتنة القبلية و الاثنية و ستستمر هجمات المسيرية فى الولايات الامنة حتى تحقق اهدافها من هذه الحرب و اعادة سيطرتها على الحكم و الحفاظ على الدعم السريع. فبينما تسيطر الحركة الاسلامية على كافة المستويات العسكرية و السياسية فى الدعم السريع نجد ان سيطرتها فى الجيش تتركز فى شعب و وحدات معينة فليس كل الضباط الاسلاميين موضع ثقة فهناك العديد من الضباط الاسلاميين المهنيين و الوطنيين الذين لن يقبلوا بمخططات على عثمان و احمد هارون و الفشاشوية. فضابط فى مقام بكراوى تفأجأ بأنه مغفل نافع و لا يعرف اهداف الحرب الحقيقية بعد سقوط مدنى فصمت صمت اهل القبور. و قد اوشكت الحرب على نهايتها تواجه الحركة الاسلامية معضلتين و هى كيفية استيعاب الاسلاميين من المدنيين و العسكريين المنضويين تحت الدعم السريع و الذين شاركوا فى تنفيذ مخططها. فانهيار الدعم السريع و تشتت قواته كفيل بانكشاف مخطط الحركة الاسلامية و دورها فى ادارة الحرب و التحكم فى طرفيها. فعدد المتؤاطيين من الاسلاميين الذين عملوا مع الدعم السريع كبير و لا يمكن ان التخلص منهم كما حدث مع المجموعة التى نفذت محاولة اغتيال حسنى مبارك. لذا تعمل الحركة الاسلامية و على النقيض مما تروج له على ان تنتهى الحرب بالتفاوض و استيعاب القادة السياسيين و العسكريين للدعم السريع فى المرحلة القادمة. لذا سنرى خروج جماعى للدعم السريع الى دارفور و احكام سيطرته على مناطق جنوب دارفور حتى يكون هناك تفاوض بعد ان استعصت عليه الفاشر يمكنه ان يكون شريكا فى الحكم. المعضلة الاخرى التى تواجه الحركة الاسلامية انها لاتثق فى البرهان لذا تعمل على التخلص منه فعملت على توريطه فكانت فرية استخدام سلاح كيمائى و فرض حظر على البرهان حتى يرتمى فى احضانها، فهى تريده طريدا للعدالة الدولية شأنه شأن احمد هارون الذى تم اختياره لقيادة المؤتمر الوطنى رغم انه مطلوب دوليا لانه الوحيد بين الاسلاميين الذى لن يجرؤ على خيانة على عثمان لان العدالة الدولية تحاصره. الحركة الاسلامية و قادتها هم الوحيدين القادرين على توفير ادلة تثبت ان السودان لديه اسلحة كيماوية و بيولوجية فهم من يعلموا بمكان منشاءات الاسلحة البيولوجية و الكيمائية فى جبل الداير و هم من قام بتسليم جبل الداير للدعم السريع كما ان العديد من الضباط الاسلاميين تربطهم صلة وثيقة بالمخابرات الامريكية و عمل معها فى مكافحة الارهاب و توفير المعلومات عن الجماعات المتطرفة. توافقت اجندة البرهان و الحركة الاسلامية لذا سمحا كلاهما و شجع كلاهما تمدد الدعم السريع و مكنه من السيطرة على المواقع الاستراتيجية و من السيطرة على الخرطوم و مدنى لكن البرهان يسعى الى الحكم و الحركة الاسلامية لاتثق به و تريد ان تتخلص من سيطرة العسكر. فبينما يعمل البرهان على قيام فترة انتقالية تمتد لاربعة سنوات يكون هو على راسها بينما تدير البلاد حكومة كفاءات موالية له ليست بالضرورة من الاسلاميين. حكومة كفاءة مقبولة من المجتمع الدولى و الحكومة المصرية يمكن ان تضم شخصيات على شاكلة الشفيع خضر و امجد فريد و نورالدين ساتى حتى بعض قيادات قحت الى جانب الحركات المسلحة و مجموعة اردول. لكن يخطط الاسلاميين لقيام حكومة من الكفاءات الاسلاميين بمشاركة الدعم السريع تعمل على قيام انتخابات خلال 6 -12 شهور تؤدى الى انتخاب على عثمان رئيسا للبلاد. فترة انتقالية قصيرة تعقبها انتخابات ستمكن الحركة الاسلامية من العودة عبر صناديق الانتخاب بعد ان اعادت تلميع نفسها و تقديم كوادرها فى مسوح جديد و مارست كل اشكال الارهاب و التخويف و شردت الشعب السودانى. انتخابات فى غياب القوى السياسية الاخرى تستخدم فيها كل خبرتها فى التزوير. البرهان يراهن على فترة انتقالية طويلة يفرض بعدها نفسها على نسق ما فعل السيسى فى مصر.
هيمنت الحركة الاسلامية على الدعم السريع فى غياب ال دقلو الذين كانوا يأملون فى حكم السودان من خلال انقلاب عسكرى. فقد زين عملاءها لحميدتى فكرة الانقلاب و حضوه عليه و لم يكن يخطر فى باله انه سيتحول الى حرب تمتد الى سنوات. و الان بعد ان حققت الحركة الاسلامية اهدافها و فقد حميدتى السيطرة على قواته ان كان حيا بدأ يرى ان مجلسه قد انفض سامره و بدأ الجميع يظهرون على حقيقتهم فتحدث عن الغربلة و الغربال فى خطابه الاخير مرارا.
يعمل البرهان تسانده العديد من المراكز الاقليمية على تكوين حاضنة جديدة بعيدا عن الكيزان بينما تعمل الحركة الاسلامية على اطالة امد الحرب. فقد تفأجأ ضباطها بدخول الجيش الى مدنى الامر الذى ادى للانهيار السريع للمليشيا. لكن ما زالت الحركة الاسلامية تحتفظ بالعديد من الكروت التى يمكن ان تستخدمها. اعادة تنظيم صفوف الدعم السريع و اشعال اوار الحرب فى دارفور الى جانب الاستخدام الواسع للمليشيات فى الشرق و الشمال و اواسط السودان و ممارسة كل اشكال الارهاب الداعشى يشكل مهدد حقيقى للاستقرار و عودة المواطنيين الى مساكنهم.
فى الختام نخلص الى ان سيطرة الحركة الاسلامية على الدعم السريع اكبر من سيطرتها على الجيش و ان الحركة الاسلامية احرص على وجود الدعم السريع و التفاوض معه من البرهان و ان سيطرة الحركة الاسلامية على الاجهزة الامنية و الاستخبارات سيكون وبال على الشعب السودانى الى جانب ان ابواقها الاعلامية بدأت فى تهيئة الشعب للقبول بحكم العسكر و هى تستعد للقفز على الحكم من خلال انقلاب عسكرى. و مقال صباح محمد الحسن ليس استثناءا فظاهريا هى تحتفى بالتفاوض و منبر جدة و تسدى عبارات الاطراء لكباشى و الضباط الوطنيين الذين قرروا تجاوز البرهان و الذهاب الى منبر جدة رغم معرفتها بصلة كباشى الوثيقة مع الاسلاميين و ان التفاوض و الالتزام بمقررات جدة بعد خراب سوبا و الخرطوم ليس له معنى و ما هو الا مطية لانقاذ الجنجويد و تثبيت حكم العسكر و التأمين على حكم الشريكيين (الجيش و الجنجويد) و من خلفهم الحركة الاسلامية.